أغويرو... حجر الزاوية في كل إنجازات مانشستر سيتي خلال السنوات الأخيرة

زملاؤه السابقون أكدوا أنه مهاجم استثنائي سيستمر نجمه في السطوع مع برشلونة

من اليمين: أغويرو يحتفل بلقب الدوري عام 2012... وبأحد أهدافه هذا الموسم في شباك كريستال بالاس... ثم بأول أهدافه مع سيتي في 2011 (غيتي)
من اليمين: أغويرو يحتفل بلقب الدوري عام 2012... وبأحد أهدافه هذا الموسم في شباك كريستال بالاس... ثم بأول أهدافه مع سيتي في 2011 (غيتي)
TT

أغويرو... حجر الزاوية في كل إنجازات مانشستر سيتي خلال السنوات الأخيرة

من اليمين: أغويرو يحتفل بلقب الدوري عام 2012... وبأحد أهدافه هذا الموسم في شباك كريستال بالاس... ثم بأول أهدافه مع سيتي في 2011 (غيتي)
من اليمين: أغويرو يحتفل بلقب الدوري عام 2012... وبأحد أهدافه هذا الموسم في شباك كريستال بالاس... ثم بأول أهدافه مع سيتي في 2011 (غيتي)

كان سوانزي سيتي أول نادٍ في الدوري الإنجليزي الممتاز يعاني بسبب القدرات التهديفية لسيرجيو أغويرو في إحدى ليالي فصل الصيف في عام 2011، حيث شارك المهاجم الأرجنتيني كبديل في الدقائق الـ31 الأخيرة من اللقاء، في أول ظهور له مع سيتي بعد انتقاله قادما من أتلتيكو مدريد مقابل 35 مليون جنيه إسترليني، ليسجل هدفين في تلك المباراة ويبدأ مسيرته الاستثنائية مع مانشستر سيتي، التي انتهت رسمياً في نهاية هذا الموسم. وبعد عشر سنوات وما لا يقل عن 260 هدفاً، يرحل أغويرو عن مانشستر سيتي مجاناً، بعد أن حطّم الرقم القياسي الذي كان مسجلاً باسم إيريك بروك كأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في تاريخ النادي، وفاز بأربعة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، ولقب لكأس الاتحاد الإنجليزي، وستة ألقاب لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة.
لقد انضم أغويرو إلى مانشستر سيتي وهو في الثانية والعشرين من عمره، وكان النادي قد فاز للتو بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي، لكنه كان حجر الزاوية في كل الإنجازات التي حققها النادي بعد ذلك. ولن ننسى أبداً ذلك الهدف الذي سجله في مرمى كوينز بارك رينجرز في عام 2012، الذي أهدى ناديه لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، لكن الشيء المؤكد أن تأثير أغويرو كان أكبر بكثير من أن نتذكره في لحظة واحدة.
يقول مدافع مانشستر سيتي السابق، غايل كليتشي: «لقد انضممت للنادي في ذلك الصيف وسرعان ما أدركت أن النادي سيتحوّل إلى آلة لا يمكن لأحد أن يوقفها في غضون خمس سنوات. عندما ترى النادي يتعاقد مع لاعب مثل أغويرو، تدرك على الفور أن النادي سيقوم بعمل كبير». وسرعان مع رفع أغويرو مستوى التدريبات في مانشستر سيتي، حيث أدرك اللاعبون الآخرون أنهم بحاجة إلى التحسن والتطور حتى يتجنبوا الإحراج أمامه وأمام لاعبين آخرين مثل ديفيد سيلفا ويايا توريه. وغُرس في نفوس اللاعبين الاعتقاد بأن الفريق يمكنه أن يفوز أخيراً بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز تحت قيادة المدير الفني الإيطالي روبرتو مانشيني، حتى لو كانت الظروف في تلك الفترة استثنائية.
يقول كليتشي: «لقد تعلمت الكثير، لأن أغويرو واحد من هؤلاء اللاعبين الذين يشعرون بالسعادة كل يوم. إنه يستمتع بكرة القدم ويريد فقط أن يساعد فريقه على تحقيق الفوز. وحتى لو كان يجلس على مقاعد البدلاء فإنه يريد أن يساعد الفريق. أتذكر أنه كان يجلس على مقاعد البدلاء أمام مانشستر يونايتد، لكن بمجرد دخوله إلى الملعب ومن أول لمسة للكرة تمكن من مراوغة أربعة لاعبين وسدد الكرة في الجزء الخلفي من الشبكة. إنه دائماً ما يلعب من أجل مصلحة الفريق. لقد ساعد فريقه كثيراً، ليس فقط فيما يتعلق بالفوز بالمباريات، ولكن أيضاً فيما يتعلق بالارتقاء إلى مستوى مختلف».
لقد تكيّف أغويرو سريعاً مع الأجواء داخل وخارج الملعب في مانشستر، حيث كان يستمتع بحفلات الشواء مع أحد أصدقائه المقربين، وهو حارس مرمى مانشستر يونايتد ديفيد دي خيا. وخلال السنوات الأخيرة، انتقل أغويرو من منطقة شيشاير الريفية إلى وسط المدينة. وقد عانى الكثير من المدافعين من القدرات الفنية الهائلة للنجم الأرجنتيني، الذي يتميز بالتحرك الواعي داخل المستطيل الأخضر ويمتلك مهارات فذة وقدرة هائلة على تسجيل الأهداف من أنصاف الفرص، وبالتالي فمن المؤكد أن يشعر مدافعو الفرق المنافسة بالسعادة لرحيله عن ملعب الاتحاد. وكما كان متوقعاً لم ينتقل أغويرو لنادٍ إنجليزي آخر، وسيكون مشواره الآخر في برشلونة.
من المؤكد أن أغويرو كان يستفيد كثيراً من اللعب مع بعض من أفضل صناع اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز مثل ديفيد سيلفا وكيفين دي بروين، لكن هؤلاء اللاعبين يعرفون أيضاً أنه إذا كان هناك لاعب واحد يتوقع مكان تمرير الكرة فسيكون هذا اللاعب بالطبع هو سيرجيو أغويرو. يقول المدافع السابق لمانشستر سيتي وكوينز بارك رينجرز، نيدوم أونوها: «هدفك هو أن تحاول أن تجعل الأمر صعباً قدر الإمكان بالنسبة له، لكن ما يزيد الأمر سوءاً هو أنه كان محاطاً بالكثير من اللاعبين الموهوبين الذين يمكنهم مساعدته بالتمريرات بأي طريقة. أنت تحاول أن تفعل كل ما في وسعك لإيقافه، لكن هناك ثلاثة أشياء لا يمكنك تجنبها: الموت والضرائب وتسجيل أغويرو للأهداف».
ويضيف: «يمكنه تسجيل الأهداف من مسافة 25 ياردة، ويمكنه تسجيل الأهداف ببراعة من ضربات الرأس من أمام القائم القريب، ويمكنه الهروب من المدافعين بحيث لا تعرف مكانه، لذلك فهو يشكل نوعاً مختلفاً من التهديد ولا يشبه المهاجمين الذين كنا نواجههم في السابق. لا أعني بذلك أن المهاجمين الذين سبقوه كانوا نمطيين ويعتمدون على طريقة واحدة في اللعب، لكنهم لم يمتلكوا القدرة على تسجيل الأهداف من أي مكان كما هو الحال مع أغويرو».
وفي حين يعاني المدافعون من أغويرو، فإن زملاءه في الفريق يكونون سعداء للغاية بما يقدمه. يقول كليتشي: «إنه لاعب متكامل. لا يتعين عليك سوى أن تبحث عنه وتحاول تمرير الكرة إليه لأنه يركض بطريقة مثالية ويستقبل الكرة بطريقة مثالية وينهي الهجمة بطريقة مثالية، لذا فإن هذا يعني أن لديك لاعباً ليس له مثيل إذا هيَّأت له الظروف المناسبة. أنت تريد أن تثبت نفسك دائماً أمام أفضل اللاعبين، ومن حسن حظي أنني لعبت إلى جواره، فقد كنت أنظر إليه كل يوم وأتساءل كيف يلعب بهذا الشكل الرائع. في كل مرة تعتقد فيها أنه وصل إلى أفضل مستوياته، يفاجئك بالوصول إلى مستويات أخرى، وهو الأمر الذي يجعلك تتساءل: ما هو المستوى الذي يمكن أن يصل إليه؟».
وعلى الرغم من أن أغويرو سجل 184 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز في 275 مباراة، فإنه لم يفز بالحذاء الذهبي سوى مرة واحدة فقط، وكان ذلك في موسم 2004-2005 عندما سجل 26 هدفاً. ويحتل حالياً المركز الرابع في قائمة الهدافين التاريخيين للدوري الإنجليزي الممتاز، خلف آلان شيرر، وواين روني، وآندي كول. لكن لولا الإصابات التي تعرض لها وأبعدته كثيراً عن المباريات، لنجح في تخطي كول، وربما روني الذي سجل 208 أهداف.
يقول كليتشي: «إنه أحد أفضل اللاعبين على الإطلاق. إنه يأتي في نفس المستوى مع تييري هنري وآلان شيرر - وهذا في حد ذاته يعني أن تأثيره داخل النادي كان هائلاً. من المؤكد أن نجمه لن ينطفئ وسوف يستمر في السطوع في ناديه الجديد برشلونة». ولم يلعب أونوها وأغويرو معاً سوى ستة أشهر في مانشستر سيتي، ويعترف أونوها بأنه لم يكن يتوقع أن يصل أغويرو إلى هذا المستوى. ويعد أغويرو إحدى الركائز التي بنى عليها مانشستر سيتي نجاحه، ويأتي إلى جانب كل من فينسينت كومباني، ويايا توريه، وديفيد سيلفا، وبابلو زاباليتا كأعظم اللاعبين في تاريخ النادي. ونظم النادي حفل وداع يليق بالإنجازات التي حققها هذا اللاعب الفذ.
يقول أونوها: «أغويرو ليس فارع الطول، حيث يصل طوله إلى 1.73 متر، وليس سريعاً للغاية أو قوياً جداً أو يجيد الألعاب الهوائية بطريقة استثنائية، لكن انظر إلى الطريقة التي يتحرك بها والطريقة التي يسجل بها جميع الأهداف. على الورق، يبدو أنه لن يكون قادراً على اللعب بهذا المستوى الاستثنائي، لكنه على وشك أن يكون أحد أفضل اللاعبين في التاريخ. إنه الاستثناء الذي يثبت القاعدة». ولا يمكن لأي متابع لكرة القدم أن ينسى ذلك الهدف التاريخي الذي سجله في مرمى كوينز بارك رينجرز في عام 2012، فبينما كان لقب الدوري الإنجليزي الممتاز يهرب من بين يدي مانشستر سيتي، وكان الفريق بحاجة إلى هدف الفوز ليمنع الغريم التقليدي مانشستر يونايتد من الفوز باللقب في الجولة الأخيرة من الموسم، مرر ماريو بالوتيلي الكرة باتجاه أغويرو داخل منطقة الجزاء ليحرز المهاجم الأرجنتيني هدفاً قاتلاً.
يقول أونوها، الذي كان يلعب في صفوف كوينز بارك رينجرز في تلك المباراة: «لم أكن أعرف من الذي سجل الهدف. وعندما تنظر إلى الوراء الآن وترى طبيعة الهدف، ستدرك أن اللاعب الوحيد القادر على إحراز هدف بهذه الطريقة هو أغويرو، حيث سحب الكرة لكي يتخلص من المدافع الموجود أمامه ويجد لنفسه نصف ياردة في هذه المساحة الضيقة ويسدد الكرة بسهولة في المرمى وكأنه يفعل ذلك الأمر كل يوم. هذا باختصار هو سيرجيو أغويرو». وودع أغويرو مشواره المحلي مع فريقه مانشستر سيتي بطريقة رائعة بعد أن سجل ثنائية بعد نزوله بديلاً في آخر مباراة له مع النادي ليحتفل باللقب بفوز ساحق 5 - صفر على إيفرتون.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».