أميركا تعد تايوان بمئات آلاف جرعات اللقاح

غداة شكوى الجزيرة من عرقلة الصين مكافحتها «كورونا»

فحص «كورونا» لأحد سكان تايبيه عاصمة تايوان (رويترز)
فحص «كورونا» لأحد سكان تايبيه عاصمة تايوان (رويترز)
TT

أميركا تعد تايوان بمئات آلاف جرعات اللقاح

فحص «كورونا» لأحد سكان تايبيه عاصمة تايوان (رويترز)
فحص «كورونا» لأحد سكان تايبيه عاصمة تايوان (رويترز)

أعلن 3 من المشرعين الأميركيين، الأحد، أن الولايات المتحدة ستمنح تايوان 750 ألف جرعة من لقاح «كوفيد 19»، في سياق جهود الرئيس جو بايدن لتقاسم عشرات الملايين من الطعوم المضادة لفيروس «كورونا» عبر العالم، بعد أن اشتكت الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي من أن الصين تعرقل جهودها لتأمين اللقاحات.
وأفادت السيناتورة الديمقراطية تامي داكويرث، التي توقفت لمدة 3 ساعات في تايوان مع زميليها، الديمقراطي كريستوفر كونز، والجمهوري دان سوليفان، موضحة أن زيارتهم تؤكد دعم الولايات المتحدة من الحزبين للجزيرة التي تعلن بكين أنها جزء منشق من أراضيها. وقالت بعد هبوطها في المطار على متن طائرة نقل عسكرية أميركية: «أنا هنا لأخبركم أن الولايات المتحدة لن تسمح بالوقوف بمفردكم»، مضيفة: «سنكون بجانبكم للتأكد من أن شعب تايوان لديه ما يحتاج إليه للوصول إلى الجانب الآخر من الوباء وما بعده».
وأدرجت تايوان ضمن قائمة طويلة من الأماكن التي أعلن الأسبوع الماضي أنها ستتلقى 25 مليون جرعة، من أصل ما لا يقل عن 80 مليون جرعة ستوزعها الولايات المتحدة على مستوى العالم. وسترسل الدفعة الأولى، بما في ذلك الشريحة التايوانية، من خلال منصة «كوفاكس» التي تدعمها الأمم المتحدة لتوزيع اللقاحات على البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وتواجه تايوان، التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، وتقع على بعد 160 كيلومتراً، قبالة الساحل الشرقي للصين. وهي أيضاً نقطة ساخنة في العلاقات الأميركية - الصينية. وتفشى الفيروس على نطاق واسع في أواخر أبريل (نيسان) الماضي، ما فاجأ السلطات التايوانية. وشحنت اليابان 1.2 مليون جرعة إلى تايوان، متخطية عملية «كوفاكس» من أجل السرعة. ولم يتضح متى ستصل الجرعات الـ750 ألفاً من الولايات المتحدة.
واتهمت تايوان الصين بعرقلة مساعيها للتوصل إلى اتفاق مع شركة «بايونتيك» لاستيراد اللقاح الذي طورته الشركة الألمانية مع شركة «فايزر» الأميركية. وأعلنت بكين أنها مستعدة لتزويد تايوان باللقاحات، بما فيها «بايونتيك» من خلال الشريك الصيني «فوسون»، وأن حكومة الجزيرة هي المسؤولة عن وضع السياسة فوق حياة شعبها. ويحظر القانون التايواني استيراد الأدوية المصنعة في الصين.
ورحّب وزير الخارجية جوزيف وو بأعضاء مجلس الشيوخ الأميركي في المطار، معتبراً أن تايوان محظوظة لأن الدول ذات التفكير المتماثل تظهر الدعم الضروري من أجل الحفاظ على قيم الحرية والديمقراطية في مواجهة الاستبداد. وقال إن «تايوان تواجه تحديات فريدة في مكافحة الفيروس»، مضيفاً أنه «بينما نبذل قصارى جهدنا لاستيراد اللقاحات، يجب علينا التغلب على العقبات لضمان تسليم هذه الأدوية المنقذة للحياة خالية من مشكلات بكين». وكشف أن الصين تحاول منع المساعدة الدولية لتايوان ومنعها من المشاركة في منظمة الصحة العالمية. وقال: «لسنا غرباء عن هذا النوع من العرقلة».
وانقسمت تايوان والصين وسط حرب أهلية في عام 1949. ويفضل معظم التايوانيين الحفاظ على حالة الاستقلال الفعلي الحالية مع الانخراط في تبادلات اقتصادية قوية مع البر الرئيسي.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».