تونس: حزب معارض يتظاهر لـ«تحرير» البرلمان من «ديكتاتورية الإخوان»

{الدّستوري الحر} يرفض «هيمنة النهضة» على الحياة السياسية

عبير موسي خلال مشاركتها في المسيرة الاحتجاجية وسط العاصمة تونس أمس (إ.ب.أ)
عبير موسي خلال مشاركتها في المسيرة الاحتجاجية وسط العاصمة تونس أمس (إ.ب.أ)
TT

تونس: حزب معارض يتظاهر لـ«تحرير» البرلمان من «ديكتاتورية الإخوان»

عبير موسي خلال مشاركتها في المسيرة الاحتجاجية وسط العاصمة تونس أمس (إ.ب.أ)
عبير موسي خلال مشاركتها في المسيرة الاحتجاجية وسط العاصمة تونس أمس (إ.ب.أ)

نظم «الحزب الدستوري الحر»، الذي تتزعمه عبير موسي، مسيرة شعبية أمام مجلس النواب التونسي، للمطالبة بما وصفه «تحرير البرلمان من ديكتاتورية الإخوان»، في إشارة إلى هيمنة حركة النهضة الإسلامية على الحياة السياسية والبرلمانية، علاوة على المطالبة بحل مجلس البرلمان برمته.
ورفع المشاركون في هذه المسيرة الاحتجاجية عدة شعارات، من بينها «يسقط... حكم المرشد»، في إشارة إلى اتهامات بعلاقة حركة النهضة بمرشد جماعة الإخوان، و«لا إصلاح اقتصادي في ظل الإخوان»، و«تونس حرّة. حرّة... والإخوان على برّة»، و«تونس حرّة والإرهاب على برّة». كما ندّد أنصار «الدّستوري الحرّ» بإقدام رئيس الحكومة، هشام المشيشي، على رفع أسعار بعض المواد الأساسية، في خطوة قالوا إنها ستزيد من إفقار الشعب وتجويعه، ورهن قرار البلاد للصناديق الأجنبية وإغراقها في المديونية الخارجية.
ومنع رجال الأمن المتظاهرين من الوصول إلى مبنى البرلمان، واكتفى المشاركون بالتجمع في ساحة باردو، التي شهدت سنة 2013 ما عرف في تونس بـ«اعتصام الرحيل»، الذي أدى إلى خروج حركة النهضة من السلطة تحت ضغط عدة أحزاب سياسية يسارية وليبرالية، وعلى رأسها حركة «نداء تونس»، التي أسسها الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، وكان من نتائج ذلك الاعتصام هزيمة حركة النهضة في انتخابات 2014.
وقالت موسي التي تزعمت التظاهرة: «لن نرحل حتى نحرر برلمان تونس من سطوة الإخوان»، ووجهت انتقادات حادة إلى رئيس البرلمان راشد الغنوشي، قائلة إن مجلس النواب «بات مرتعاً لمساندي الارهاب في تونس وخارجها»، داعية إلى القطع مع هذا الوضع «غير المعقول».
وشددت موسي، التي طالبت عناصر الأمن بالسماح للمشاركين في المسيرة الاحتجاجية بالوصول إلى البرلمان، على أن الشعب التونسي «أصبح يتابع كل التفاصيل، وسيحاسب من أجرم في حقه»، على حد تعبيرها.
وقال «الدستوري الحر»، الممثل في البرلمان بـ17 مقعداً، في بيان، إن الدعوة لتنظيم هذه المسيرة الاحتجاجية جاءت بسبب «الانتهاكات الخطيرة والانحرافات غير المسبوقة، التي يشهدها البرلمان بسبب تغول راشد الغنوشي وأغلبيته البرلمانية، والتعسف في استعمال السلطة داخل هياكل المجلس»، وانتقد «استقواء» رئيس البرلمان برئيس الحكومة، بصفته وزيراً للداخلية بالإنابة لتحويل الوزارة إلى ذراع تنفيذية للقرارات السياسية، ما قد يجعل البرلمان خطراً على الأمن القومي، على حد تعبيره.
وكانت موسي قد تزعمت في شهر مايو (أيار) الماضي، مسيرة احتجاجية أخرى ضد حركة النهضة، استعملت خلالها منبهات السيارات، وردد المشاركون خلالها هتافات ضد الغنوشي، باعتباره زعيم حركة النهضة ورئيس البرلمان. كما سعت في محاولتين إلى سحب الثقة من الغنوشي، وقادت عريضة برلمانية خلال شهر يوليو (تموز) 2020. غير أنها فشلت في إزاحته من منصبه عبر الآلية الدستورية. لكنها توعدت بتكرار المحاولة، داعية الأحزاب الحداثية إلى الانخراط الفعلي في سحب الثقة من رئيس البرلمان، بعد أن اتهمتها بعدم القدرة على التخلص من هيمنة الغنوشي، بسبب عدم امتلاكها زخماً شعبياً، على حد قولها.
وبخصوص توقيت هذه المسيرة الاحتجاجية التي قادها «الدستوري الحر» أمس، قال هاشم بوعزيز، المحلل السياسي التونسي، إن «ظاهر هذه العملية هو تسليط الضغط على المنظومة السياسية القائمة طلباً لتصحيح المسار السياسي، في حين أن هذه المسيرة تبطن اختباراً جديداً لقدرة هذا الحزب على حشد التونسيين، وتحريك الشارع في هذه المرحلة، خصوصاً بعد أن أظهرت أحدث استطلاعات الرأي أن الدستوري الحر يتفوق على حركة النهضة في نوايا التصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة المقررة سنة 2024».



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.