البيئة في مجلات الشهر: هل تكون الفطريات هي الوباء التالي؟

البيئة في مجلات الشهر: هل تكون الفطريات هي الوباء التالي؟
TT

البيئة في مجلات الشهر: هل تكون الفطريات هي الوباء التالي؟

البيئة في مجلات الشهر: هل تكون الفطريات هي الوباء التالي؟

تابعت المجلات العلمية التي صدرت في مطلع شهر يونيو (حزيران) 2021 تحذيرها من المعلومات الزائفة التي يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وعرضت بعض الأساليب التي يجري تطويرها لمواجهة التضليل في قضايا مهمة كالتغير المناخي والتلقيح ضد الفيروسات. كما اهتمت بالدعوات المتزايدة لتوفير الحماية للطفيليات شأنها شأن الكائنات الكبيرة، والتحذير الذي أطلقه عدد من العلماء حول التهديد الذي تمثله الفطريات لصحة الإنسان.

- «ناشيونال جيوغرافيك»
عرضت «ناشيونال جيوغرافيك» (National Geographic) تجربة مربي الأحياء المائية في ولاية أوريغون الأميركية في تطوير صناعة أغذية تقوم على طحالب بحرية توصف بأنها «مصدر البروتين الأكثر إنتاجية على وجه الأرض» و«غذاء المستقبل الخارق». وكان الأوروبيون الشماليون اعتادوا منذ قرون استهلاك طحلب «الراحية الخوصية» أو «الدلسي» الذي ينمو على شكل أعشاب بحرية في شمال المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، وقد نجح الباحثون في جامعة أوريغون بتسجيل براءة اختراع سلالة من هذا الطحلب يمكن زراعتها في خزانات على الأرض باستخدام مياه البحر وأشعة الشمس فقط. ويتميز الدلسي بنموه السريع وغناه بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والبروتين.

- «نيو ساينتست»
تحت عنوان «عراب التلوث»، تناولت «نيو ساينتست» (New Scientist) الأضرار البيئية الناتجة عن التلوث بالنيتروجين (الآزوت). وفيما يشكل هذا الغاز عديم اللون 78 في المائة من غازات الغلاف الجوي للأرض، تزداد المخاوف من حالات الخلل في قدرة النُظم البيئية على تدوير الفائض منه بسبب النشاط البشري. ومن مظاهر الضرر التي يُلحقها التلوث النيتروجيني بكوكبنا وتلوث الهواء، وزيادة حموضة التربة، واستنفاد طبقة الأوزون، وإنقاص حموضة الهواء، والقضاء على الحياة في المناطق البحرية.

- «ساينتفك أميركان»
جاء غلاف «ساينتفك أميركان» (Scientific American) تحت عنوان «الطاعون القاتل التالي». وتحذر المجلة من الفطريات باعتبارها أحد أكثر الكائنات الدقيقة فتكاً على كوكب الأرض، حيث تقتل سنوياً 1.6 مليون شخص. ويستنشق الإنسان في المتوسط 1000 من الأجزاء الفطرية يومياً، ويُقدر عدد الأنواع الفطرية بنحو 5 ملايين نوع، من بينها 300 نوع تسبب المرض للإنسان. ويلاحظ العلماء أن الفطريات خلال السنوات الخمس الماضية أخذت تبدل عاداتها وتغير أنماطها وتستفيد من حالات الطوارئ، مثلما هو الحال في ظل جائحة «كوفيد – 19»، للعثور على ضحايا جدد. وكان فطر داء البقع البيضاء القاتل، الذي اكتشف لأول مرة سنة 2009، دفع بعض المستشفيات التي حل فيها إلى التخلص من المعدات والأسقف المستعارة وتغيير طلاء الجدران للقضاء عليه.

- «بي بي سي ساينس فوكاس»
ناقشت «بي بي سي ساينس فوكاس» (BBC Science Focus) الدور الذي يمكن أن يلعبه تلقيح الحيوانات البرية في حماية الإنسانية من الأوبئة الآتية. ويمثل تلقيح الحيوانات البرية لمنع انتشار الفيروسات، سواء أكانت فيروس كورونا الجديد أو فيروس إيبولا الجديد، تحدياً لوجيستياً كبيراً بسبب العدد الضخم من الحيوانات. ولكن في السنوات القليلة الماضية بدأ الاهتمام يزداد باللقاحات التي تنتشر ذاتياً بين الحيوانات. ومن الأساليب المبتكرة لتحقيق ذلك لصق اللقاح على جلد الخفافيش والقوارض، ما يسمح بانتقاله إلى الحيوانات الأخرى عبر اللعق.

- «ديسكفر»
خصصت «ديسكفر» (Discover) عددها الأخير لمواجهة الأخبار الكاذبة وتحديد العلوم الزائفة. ويُعد تقديم معلومات خاطئة لا أساس لها على أنها علمية تحريفاً للحقيقة، خاصة إذا ألحقت ضرراً جسيماً كما في مسألتي إنكار تغير المناخ والترهيب من أخذ اللقاحات. وتقترح المجلة التحقق من صحة المعلومات التي تصلنا عبر الإجابة عن مجموعة أسئلة، من بينها: هل هذه المعلومة مُراجعة من قبل الاختصاصيين؟ ومَن قام بالدراسة؟ ومَن موّلها؟ وما هي المعايير؟ وهل النتائج تدعم الاستنتاجات؟ وهل توجد دراسات أخرى تؤيد المعلومة المقدمة؟

- «ساينس نيوز»
تحت عنوان «طي صفحة إنكار تغير المناخ» ناقشت «ساينس نيوز» (Science News) جهود الباحثين في اختبار أساليب جديدة لمكافحة تكتيكات التضليل المناخي التي تحوّلت من الإنكار التام إلى الإلهاء والتأخير. ومن بين هذه الأساليب دحض الحقائق عن طريق التحقق من البيانات غير الصحيحة. كما يزداد تبني منصات وسائل التواصل الاجتماعي لأساليب مواجهة التضليل بإضافة ملصقات تحذيرية على المنشورات التي تحتوي معلومات مضللة محتملة. وكانت ممارسات التضليل المناخي خلال العقود الأربعة الماضية أدت إلى إثارة البلبلة حول البيانات، والتشكيك في نزاهة علماء المناخ، كما أنكرت الإجماع العلمي حول دور النشاطات البشرية.

- «هاو إت ووركس»
تناولت «هاو إت ووركس» (How It Works) دور الأزهار في الحفاظ على الأنواع الحية وتحسين نوعية حياة الإنسان. ويوجد على كوكب الأرض نحو 369 ألف نوع نباتي مزهر تمثل ما يقرب من 94 في المائة من جميع أنواع النباتات البرية، التي تسهم في مجموعها بتأمين 10 في المائة من الرطوبة في الغلاف الجوي عبر عملية النتح. وبغياب الأزهار ستكون المناظر الطبيعية أكثر جفافاً، وتدعم عدداً أقل من الأنواع الحية، ما يحد من التنوع الحيوي. ويرتبط استمرار الكائنات الملقحة، مثل الطيور والخفافيش والحشرات كالنحل، بوجود الأزهار. كما يعتمد أغلب نظامنا الغذائي على الأزهار (البراعم) التي تضمن تكاثر النباتات.

-«ساينس إيلوستريتد»
بعيداً عن النظرة السلبية تجاهها، تمثل الطفيليات 75 في المائة من جميع حلقات السلاسل الغذائية المعروفة، ويسهم بعضها في الحفاظ على صحة الإنسان ومعالجة بعض الأمراض، كالتهاب الأمعاء المزمن والربو. وتتناول «ساينس إيلوستريتد» (Science Illustrated) في عددها الجديد مطالبات العلماء بتوفير الحماية للطفيليات، شأنها شأن المخلوقات الكبيرة. وتوجد الطفيليات في جميع أنحاء الطبيعة، حيث تشمل مجموعاتها الرئيسية القمل والديدان والقراد، إلا أن عدداً كبيراً منها يتعرض للخطر بسبب تغير المناخ وتدهور التنوع الحيوي.


مقالات ذات صلة

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

علوم 5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

5 قضايا مناخية رئيسة أمام المحاكم عام 2025

دعاوى مشروعة للدول الفقيرة وأخرى ارتدادية من الشركات والسياسيين

جيسيكا هولينغر (واشنطن)
بيئة أنثى «الحوت القاتل» الشهيرة «أوركا» أنجبت مجدداً

«أوركا» تنجب مجدداً... والعلماء قلقون

قالت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية إن أنثى الحوت القاتل (التي يُطلق عليها اسم أوركا)، التي اشتهرت بحملها صغيرها نافقاً لأكثر من 1000 ميل في عام 2018 قد أنجبت أنثى

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المَعْلم الشهير كان يميّز الطريق (مواقع التواصل)

«تخريب رهيب» للفيل البرتقالي الضخم و«الآيس كريم» بإنجلترا

أُزيل فيل برتقالي ضخم كان مثبتاً على جانب طريق رئيسي بمقاطعة ديفون بجنوب غرب إنجلترا، بعد تخريبه، وفق ما نقلت «بي بي سي» عن مالكي المَعْلم الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة
TT

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة

أفاد باحثون بأن فضلات الطيور قد تساعد على التنبؤ بالجائحة القادمة، إذ إنه مع انتشار فيروس إنفلونزا خطير، هو «إتش 5 إن1»، بين قطعان الأبقار والدواجن في الولايات المتحدة هذا العام، يراقب العلماء الأوضاع لمعرفة ما إذا كان التهديد سيتصاعد.

وأفاد تقرير لشبكة «سي إن إن» بأن مئات الآلاف من الطيور الساحلية المهاجرة تهبط على شواطئ خليج ديلاوير في أميركا؛ لتتغذى على البيض الغني بالبروتين والدهون. وعلى مدار الأسبوع، تضاعف بعض الطيور وزنها استعداداً لاستئناف رحلاتها بين أميركا الجنوبية ومناطق تكاثرها الصيفية في القطب الشمالي. يتوقف هناك ما يصل إلى 25 نوعاً مختلفاً من الطيور كل ربيع. وعدَّ الباحثون أن هذه الطيور كنز ثمين للعلماء الذين يتطلعون إلى وقف الوباء التالي.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة باميلا ماكنزي، مشيرةً إلى شريكها البحثي، باتريك سيلر: «إنه كنز ثمين هنا». وماكنزي وسيلر جزء من فريق مموَّل من المعاهد الوطنية للصحة في مستشفى (سانت غود) لأبحاث الأطفال والذي كان يأتي إلى الشواطئ القريبة من هنا منذ ما يقرب من 40 عاماً لجمع فضلات الطيور.

والمشروع هو من بنات أفكار الدكتور روبرت وبستر، عالم الفيروسات النيوزيلندي الذي كان أول من فهم أن فيروسات الإنفلونزا تأتي من أمعاء الطيور. ويقول ويبستر، الذي يبلغ من العمر الآن 92 عاماً ومتقاعد ولكنه لا يزال يشارك في رحلة جمع الطيور عندما يستطيع: «لقد أذهلنا الأمر إلى حد كبير. فبدلاً من أن يكون الفيروس موجوداً في الجهاز التنفسي، حيث كنا نعتقد، فإنه يتكاثر في الجهاز المعوي، وكانت الطيور تتبرزه في الماء وتنشره».

وتمتلئ فضلات الطيور المصابة بالفيروسات. ومن بين جميع الأنواع الفرعية المعروفة من الإنفلونزا، تم العثور على جميع الأنواع الفرعية باستثناء نوعين في الطيور. أما النوعان الفرعيان الآخران فقد تم العثور عليهما في الخفافيش فقط.

في أول رحلة له إلى خليج ديلاوير في عام 1985، وجد ويبستر وفريقه أن 20 في المائة من عينات فضلات الطيور التي أحضروها معهم تحتوي على فيروسات الإنفلونزا، وأدركوا أن المنطقة كانت مرصداً مثالياً لتتبع فيروسات الإنفلونزا في أثناء انتقالها بين الطيور على طول مسار الطيران الأطلسي، الذي يمتد بين أميركا الجنوبية والدائرة القطبية الشمالية في شمال كندا. وأفاد التقرير بأن العثور على فيروس إنفلونزا جديد قد يعطي العالم إنذاراً مبكراً بالعدوى القادمة.

وأصبح هذا المشروع واحداً من أطول مشاريع أخذ عينات الإنفلونزا من نفس مجموعات الطيور في أي مكان في العالم، كما قال الدكتور ريتشارد ويبي، الذي تولى إدارة المشروع الذي بدأه ويبستر. ويدير ويبي مركز التعاون التابع لمنظمة الصحة العالمية للدراسات حول بيئة الإنفلونزا في الحيوانات في «سانت غود».

ويوضح ويبي أن التنبؤ بالأوبئة يشبه إلى حد ما محاولة التنبؤ بالأعاصير. ويقول ويبي: «للتنبؤ بالأشياء السيئة، سواء كانت إعصاراً أو جائحة، عليك أن تفهم الوضع الطبيعي الآن. ومن هناك يمكننا اكتشاف متى تكون الأشياء مختلفة، ومتى تغير المضيفين وما الذي يحرّك هذه التحولات».

فيروس يظهر لأول مرة في الأبقار

وقبل بضعة أشهر من وصول فريق «سانت غود» إلى كيب ماي، هذا العام، ظهر فيروس «إتش 5 إن1» لأول مرة في الأبقار الحلوب في تكساس، ولقد أدى اكتشاف أن الفيروس يمكن أن يصيب الأبقار إلى وضع خبراء الإنفلونزا، بمن في ذلك ويبي، في حالة تأهب. لم تنتشر فيروسات الإنفلونزا من النوع أ مثل «إتش 5 إن1» من قبل بين الأبقار.

وتابع العلماء فيروس «إتش 5 إن1» لأكثر من عقدين من الزمان. بعض فيروسات الإنفلونزا لا تسبب أي أعراض أو أعراض خفيفة فقط عندما تصيب الطيور. تسمى هذه الفيروسات إنفلونزا الطيور منخفضة الضراوة. الذي يجعل الطيور مريضة للغاية، يسمى HPAI، وهو يدمر قطعان الطيور التي تتم تربيتها في المزارع مثل الدجاج والديك الرومي. في الولايات المتحدة، يتم إعدام القطعان المصابة بمجرد التعرف على الفيروس، لمنع انتشار العدوى وتخفيف معاناة الطيور.

الإعدامات ليست الحل... الفيروسات تطوِّر نفسها

وهذه ليست المرة الأولى التي يضطر فيها المزارعون الأميركيون إلى التعامل مع إنفلونزا الطيور شديدة العدوى. ففي عام 2014، جلبت الطيور المهاجرة من أوروبا فيروسات «إتش 5 إن8» إلى أميركا الشمالية. وأوقفت عمليات الإعدام العدوانية، التي أسفرت عن نفوق أكثر من 50 مليون طائر، تفشي هذا الفيروس وظلت الولايات المتحدة خالية من فيروسات إنفلونزا الطيور شديدة العدوى لسنوات.

ولكن نفس الاستراتيجية لم توقف انتشار فيروس «إتش 5 إن1»، فقد وصل الفيروس إلى الولايات المتحدة في أواخر عام 2021، وعلى الرغم من عمليات الإعدام لقطعان الدواجن المصابة، فقد استمر الفيروس في الانتشار. وفي العامين الماضيين، طوَّرت فيروسات «إتش 5 إن1» أيضاً القدرة على إصابة مجموعة متنامية من الثدييات مثل القطط والثعالب وثعالب الماء وأسود البحر، مما يجعلها أقرب إلى الانتشار بسهولة بين البشر.

يمكن لفيروسات «إتش 5 إن1» أن تصيب البشر، لكن هذه العدوى لا تنتقل من شخص إلى آخر حتى الآن؛ لأن الخلايا في أنفنا وحلقنا ورئتينا لها مستقبلات مختلفة قليلاً عن الخلايا التي تبطن رئات الطيور، ولكن الأمر لن يتطلب الكثير لتغيير ذلك. فقد وجدت دراسة حديثة نشرت في مجلة «ساينس» أن تغييراً رئيسياً واحداً في الحمض النووي للفيروس من شأنه أن يسمح له بالالتحام بخلايا في الرئتين البشرية، وفق «سي إن إن».

ولم يسبق لفريق كيب ماي أن وجد فيروس «إتش 5 إن1» في الطيور التي أخذوا عينات منها هناك. ولكن مع انتشار الفيروس بين الأبقار في عدة ولايات، تساءلوا: أين قد يكون موجوداً في مكان آخر. هل وصل إلى هذه الطيور أيضاً؟

خطا ماكنزي وسيلر بحذر شديد على الشاطئ الموحل في الربيع الماضي مرتديين أحذية وقفازات وأقنعة للوجه. وكانت جيوبهما مليئة بعشرات المسحات التي استخدماها لاستخراج ذرق الطيور الأبيض الطازج من الرمال ووضعه في قوارير بلاستيكية حشراها بمهارة بين أصابعهما. ثم عادت القوارير إلى صَوَانٍ تم تكديسها بدقة في مبرِّد بيج اللون حمله سيلر على كتفه في أثناء تحركه على طول الشاطئ. وعلى مدار أسبوع، جمع الفريق ما بين 800 و1000 عينة.

سيتم تسلسل أي فيروسات إنفلونزا في العينات -ستتم قراءة الأحرف الدقيقة للرمز الجيني للفيروسات- وتحميلها إلى قاعدة بيانات دولية، وهي نوع من مكتبة مرجعية تساعد العلماء على تتبع سلالات الإنفلونزا في أثناء دورانها حول العالم.

يتمثل هدف الباحثين في فحص العينات في الميدان بسرعة لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على فيروسات الإنفلونزا أم لا. كل عام، تحتوي نحو 10 في المائة من العينات التي يحضرونها على فيروسات الإنفلونزا. إذا تمكنت من إرسال العينات الإيجابية فقط إلى المختبر، فيمكن معالجتها بشكل أسرع.

ويخلص الباحثون إلى أن الطيور البرِّية تشكل مستودعاً ناشئاً للفيروس في أميركا الشمالية، وأن مراقبة الطيور المهاجرة تشكل أهمية بالغة لمنع تفشي المرض في المستقبل.

ويقول ويبي وفريقه إنهم يخططون لمواصلة عمليات المراقبة. وفي مايو (أيار)، عندما يشرق القمر المكتمل الأول فوق خليج ديلاوير، سوف يعودون لفعل نفس الشيء مرة أخرى.