أحزاب الائتلاف الحكومي تؤيد حلاً مع الفلسطينيين باستثناء اثنين

أطراف الائتلاف الحكومي الإسرائيلي... من اليسار: لبيد، بينيت، ساعر، ليبرمان، هوروفيتش، عباس، ميخائيلي (أ.ف.ب)
أطراف الائتلاف الحكومي الإسرائيلي... من اليسار: لبيد، بينيت، ساعر، ليبرمان، هوروفيتش، عباس، ميخائيلي (أ.ف.ب)
TT

أحزاب الائتلاف الحكومي تؤيد حلاً مع الفلسطينيين باستثناء اثنين

أطراف الائتلاف الحكومي الإسرائيلي... من اليسار: لبيد، بينيت، ساعر، ليبرمان، هوروفيتش، عباس، ميخائيلي (أ.ف.ب)
أطراف الائتلاف الحكومي الإسرائيلي... من اليسار: لبيد، بينيت، ساعر، ليبرمان، هوروفيتش، عباس، ميخائيلي (أ.ف.ب)

تدعم أغلبية الأحزاب التي وقعت على الائتلاف الحكومي الجديد في إسرائيل، حلاً مع الفلسطينيين، سواء بالتفاوض معهم أو القبول بحل الدولتين، لكن الحزبين الأكثر تأثيراً، اللذين من دونهما لم يكن زعيم المعارضة يائير لبيد سينجح بتشكيل هذا الائتلاف، يعارضان بشدة إقامة دولة فلسطينية، بآراء أكثر تطرفاً من «الليكود»، وهما حزب «يمينا» وحزب «تكفا حداشا».
حزب «يش عتيد» (هناك مستقبل) وسط سياسي، بقيادة يائير لبيد، جاء في المرتبة الثانية في الانتخابات التشريعية التي جرت في مارس (آذار) الماضي، وحصل فيها على 17 مقعداً في «الكنيست»، بعد حزب «الليكود» اليميني بزعامة بنيامين نتنياهو، تأسس في 2012 ويدعو إلى رؤية ليبرالية للاقتصاد والفصل بين الدين والدولة، ويقدم نفسه على أنه مدافع عن الطبقة الوسطى.
يؤيد «ييش عتيد» إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، لكن في إطار اتفاق يسمح بالاحتفاظ ببعض الكتل الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية، التي يعتبرها القانون الدولي غير شرعية.
حزب «كاحول لفان» (أبيض أزرق)، وسط ويمين سياسي، أسسه بيني غانتس في 2019 بهدف معلن، هو الإطاحة ببنيامين نتنياهو من السلطة.
يدافع الحزب الذي يميل إلى اليمين، عن المستوطنات في غور الأردن وبعض الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية، لكنه يؤيد التفاوض مع الفلسطينيين.
حزب «يمينا»، وهو يمين سياسي، كان تحالفاً لأحزاب يمينية قومية صغيرة، وأصبح منذ 2020 الحزب اليميني الراديكالي بقيادة نفتالي بينيت. يتألف من يهود متدينين وعلمانيين، وينشط من أجل «تعزيز الهوية اليهودية» في المجتمع الإسرائيلي، عبر زيادة دروس اليهودية في المدارس، وهو قريب من المستوطنين الإسرائيليين، يعارض إنشاء دولة فلسطينية، ويؤيد ضم جزء من الضفة الغربية من جانب واحد.
حزب «إسرائيل بيتينو» (إسرائيل بيتنا) يمين سياسي، أسس هذا الحزب اليميني القومي في 1999 أفيغدور ليبرمان، مدير مكتب نتنياهو السابق.
اعتمد أولاً على أصوات مليون مهاجر من الاتحاد السوفياتي السابق، لكنه وسع منذ ذلك الحين قاعدته إلى حد كبير لتشمل الناخبين القوميين العلمانيين. يدافع الحزب عن حقوق المهاجرين اليهود الجدد ويعارض إقامة دولة فلسطينية.
حزب «تكفا حداشا» (أمل جديد) يمين. أسسه جدعون ساعر العضو السابق في حزب «الليكود»، وكان قريباً من نتنياهو، في ديسمبر (كانون الأول) 2020. وقد انضم إليه نواب من الليكود وأعضاء سابقون في الحزب، مثل بيني بيغن، نجل رئيس الوزراء الأسبق مناحيم بيغن. يدافع الحزب الذي يدعمه متدينون وعلمانيون، عن اقتصاد ليبرالي وإصلاح للنظام السياسي (الحد من عدد الولايات واللامركزية). وهو يعارض إنشاء دولة فلسطينية.
حزب «العمل» يسار سياسي. تقوده ميراف ميخائيلي، ويدعو إلى المساواة بين الجنسين والتعددية، ويعالج قضايا متعلقة بتغير المناخ لا تتناولها الأحزاب الإسرائيلية بشكل عام. يعارض الحزب اليساري الخصخصة ويدعو إلى زيادة الحد الأدنى للأجور. وهو يؤيد إقامة دولة فلسطينية، لكنه يؤيد أيضاً إلحاق بعض الكتل الاستيطانية بإسرائيل.
حزب «ميريتس»، يسار سياسي تأسس في 1992 عبر اتحاد ثلاثة أحزاب يسارية منشقة عن حزب العمل. يقوده حالياً الصحافي السابق نيتسان هورويتز. برنامجه السياسي يشبه برنامج حزب العمل مع تركيز أكبر على البيئة وحقوق المثليين. يؤيد حزب «ميريتس» تجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وحل الدولتين وتبادل أراض في إطار اتفاق.
«القائمة العربية الموحدة» (إسلامي سياسي). يقود منصور عباس هذا التشكيل الذي يدافع عن العرب في إسرائيل الذين يمثلون عشرين في المائة ويؤكدون أنهم يعانون من التمييز حيالهم. أول حزب عربي في حكومة إسرائيلية على الإطلاق.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».