الدبيبة يبحث مع سانشيز عودة الشركات الإسبانية للعمل في ليبيا

المنفي وكوبيش أكدا أهمية إخراج «المرتزقة» ودعم الانتخابات

الدبيبة عقب توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع نظيره الإسباني في طرابلس أمس (رويترز)
الدبيبة عقب توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع نظيره الإسباني في طرابلس أمس (رويترز)
TT
20

الدبيبة يبحث مع سانشيز عودة الشركات الإسبانية للعمل في ليبيا

الدبيبة عقب توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع نظيره الإسباني في طرابلس أمس (رويترز)
الدبيبة عقب توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع نظيره الإسباني في طرابلس أمس (رويترز)

وقّع عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية، مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز، الذي زار العاصمة طرابلس أمس، عدداً من مذكرات التفاهم، المتعلقة بمجالات الصحة والاستثمار، علاوة على استئناف السفارة الإسبانية العمل في ليبيا. وفي غضون ذلك اتهم «الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، الميليشيات المسلحة بـ«ابتزاز» السلطة الجديدة سياسيا، مقابل إعادة فتح الطريق الساحلي الرابط بين شرق البلاد وغربها.
واجتمع سانشيز، الذي ستشارك بلاده ضمن المراقبين الدوليين المعنيين بمراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا، مع الدبيبة وعدد من وزراء حكومته.
وقال الدبيبة في بيان رسمي، وزعه مكتبه، إنه بحث مع سانشيز ووفد رفيع المستوى، ضم وزيري الخارجية والدولة للتجارة ومجموعة من رجال الأعمال ومديري بعض الشركات الإسبانية الكبرى، العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز التعاون في الجوانب الاقتصادية بين البلدين.
ورحب الدبيبة في مؤتمر صحافي مشترك مع سانشيز بعودة السفارة الإسبانية للعمل في ليبيا، معلناً الاتفاق مع نظيره الإسباني على تفعيل عودة اللجنة المشتركة بين البلدين للعمل، بعد قرابة 13 عاماً من التوقف عن الانعقاد. كما وقع الدبيبة مع نظيره الإسباني عدداً من مذكرات التفاهم في مجالات الصحة والزراعة والتعليم، والتنمية والاستثمار وحماية الآثار، داعياً الشركات الإسبانية للعمل في ليبيا، والمساهمة في مشاريع جديدة في شتى المجالات الاقتصادية والتجارية.
وبعدما أوضح الدبيبة أن ليبيا «تواجه العديد من التحديات الأمنية، منها وقف إطلاق النار، والهجرة غير المشروعة»، كرر مطالبته برفع الحظر الجوي، وتسهيل منح التأشيرات خاصة للطلبة والمستثمرين.
واعتبر أن بلاده «تشهد مرحلة جديدة من الاستقرار، مشيداً بجهود الاتحاد الأوروبي وإسبانيا في إجراء انتخابات حرة ونزيهة، تؤكد على استقرار ليبيا، ولافتا إلى وجود العديد من ملفات التعاون بين ليبيا وإسبانيا.
من جانبه، تحدث رئيس الوزراء الإسباني عن دعم بلاده للانتخابات الليبية المقبلة، مشيراً إلى أن الشركات الإسبانية مهتمة بالمشاركة في إعادة إعمار ليبيا، والعمل في مشاريع البنى التحتية، والنفط والزراعة والثروة الحيوانية.
في غضون ذلك، أكد محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، لدى اجتماعه أمس في طرابلس مع رئيس بعثة الأمم المتحدة، يان كوبيش، على أهمية سحب «المرتزقة» والمقاتلين والقوات الأجنبية من كامل الأراضي الليبية، ودعم الاستحقاقات القادمة للوصول إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية نهاية العام الجاري.
وقال المنفي إنهما بحثا تطورات الوضع الأمني والسياسي في ليبيا، وسُبل دعم الأمم المتحدة والبعثة للمصالحة الوطنية، وفتح الطريق الساحلي بالتنسيق مع اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، ونقل عن كوبيش إشادته بجهود المنفي في الشروع في عملية مصالحة وطنية شاملة، قائمة على استيفاء الحقوق والعدالة الانتقالية.
وجاء الاجتماع بعد ساعات من إعلان اللواء خالد المحجوب، مسؤول التوجيه المعنوي بـ«الجيش الوطني»، أن السلطة التنفيذية الجديدة في البلاد، ممثلة في مجلس المنفي وحكومة الدبيبة، تتعرض لما وصفه بـ«ابتزاز» الميليشيات المسلحة للمساومة على إعادة فتح الطريق الساحلي، بين مدينتي مصراتة وسرت.
وقال المحجوب إن وفد الجيش، الذي شارك مساء أول من أمس في أحدث اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) عبر الدوائر المغلقة بحضور المبعوث الأممي، لا يزال ينتظر نجاح وفد حكومة «الوحدة» في إقناع المجموعات المسلحة التي ترفض فتح الطريق الساحلي.
وبعدما كشف النقاب عن مطالبة هذه المجموعات بمبالغ مالية تعجيزية، اعتبر المحجوب أن هذه الطلبات هي «ابتزاز واضح للحكومة والمجلس الرئاسي، الذين لم يظهر منهما أي عمل جاد» في هذا الاتجاه، يخفف أعباء المواطنين وحاجتهم لفتح الطريق، الذي يؤمن الخدمات للعديد من المناطق، ويتم من خلاله إيصال احتياجاتهم، التي يفترض أن تقدم لهم، لكنها أوقفت بسبب إغلاق هذا الطريق.
وكان مقررا أن يجتمع أمس في المغرب، بشكل مفاجئ، رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، وغريمه خالد المشري، رئيس مجلس الدولة الموالي لحكومة «الوحدة»، في محاولة جديدة لإنهاء الخلافات العالقة بينهما، والتي تحول دون حسم ملف توزيع المناصب السيادية في البلاد.
وقال مقربون من صالح إن الاجتماع الذي تأجل مرتين في السابق، يسبق جلسة مجلس النواب بمقره في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، خلال الأسبوع المقبل، بهدف استئناف مناقشة مصير الميزانية العامة للدولة، التي قدمتها حكومة الوحدة، والتي تم رفض تمريرها مرتين منذ توليها مهام منصبها.
ويؤمل في أن يتوصل صالح والمشري إلى اتفاق لتوزيع منصب محافظ البنك المركزي، ورؤساء ديوان المحاسبة وجهاز الرقابة الإدارية، والمفوضية العليا للانتخابات، وهيئة مكافحة الفساد والمحكمة العليا.



كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.