إردوغان يلوّح بمهاجمة مخيم للاجئين شمال العراق

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
TT

إردوغان يلوّح بمهاجمة مخيم للاجئين شمال العراق

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

بحث مجلس الأمن القومي التركي برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان في اجتماعه أمس (الأربعاء) برئاسة الوضع في شمال العراق وعمليتي «مخلب البرق» و«مخلب الصاعقة» اللتين ينفذهما الجيش التركي ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني في زاب ومتينا وآفاشين.
وجاء الاجتماع وسط تقارير حول مقتل 13 جنديا تركيا في هجوم نفذته قوات حزب العمال الكردستاني، في جبال قنديل بإقليم كردستان مساء أول من أمس، لم تعلق عليها أنقرة.
وبعد ساعات من هذه الأنباء، هدد إردوغان بقصف مخيم «مخمور» للاجئين الأكراد من تركيا في شمال العراق بالقصف، قائلا إن القوات التركية ستقوم بتطهير المخيم، إذا لم تقم الأمم المتحدة بذلك، بذريعة أنه يوفر ملاذا آمنا لمقاتلين من حزب العمال الكردستاني. وتوعد إردوغان باستمرار العمليتين العسكريتين الجاريتين في شمال العراق واستهداف منطقة جبال قنديل لاحقا.
ويقع مخيم مخمور على بعد 180 كيلومترا جنوب الحدود التركية، ويؤوي لاجئين أكرادا من تركيا، منذ أكثر من 20 عاما، ويعتبره إردغان «حاضنة» لمقاتلي العمال الكردستاني ويؤكد أنه يتعين التعامل معه.
وقال إردوغان، في مقابلة تلفزيونية، ليل الثلاثاء - الأربعاء،: «إذا لم تطهره (المخيم) الأمم المتحدة فسنقوم نحن بذلك باعتبارنا دولة عضوا بها، نعتقد أن مخيم مخمور يشكل تهديدا لا يقل عن التهديد الذي تمثله جبال قنديل (معقل حزب العمال الكردستاني، والواقعة على مسافة أبعد باتجاه الشمال)». وأضاف أن «صبر تركيا بشأن مخيم مخمور قد نفد».
وكثفت القوات التركية هجماتها على قواعد حزب العمال الكردستاني داخل شمال العراق منذ العام الماضي، وركزت بالأساس على قطاع من الأراضي يمتد 30 كيلومترا داخل العراق.
وأقيم مخيم مخمور في التسعينات عندما عبر آلاف الأكراد الحدود من تركيا في خطوة تقول أنقرة إنها كانت بتحريض متعمد من حزب العمال الكردستاني. وقبل عام، استهدفت ضربات جوية تركية المخيم، ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى في ذلك الوقت، لكن أنقرة تؤكد أن استهداف المخيم أصبح من أولوياتها الآن.
ويقول مسؤولون أتراك إن مخيم مخمور يستخدم كأحد المراكز اللوجيستية في هجمات العمال الكردستاني على تركيا أو على القوات المسلحة التركية، وحان الوقت لتطهيره.
في غضون ذلك، أفادت تقارير بمقتل 13 جنديا تركيا في عملية نفذتها قوات الدفاع الشعبي، وهي الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني، في دولا ماران التابعة لمنطقة آفاشين في «مناطق الدفاع المشروع»، (التسمية التي تطلقها القوات الكردية على جبال قنديل الممتدة على طول الحدود العراقية مع تركيا).
وتشن تركيا منذ 23 أبريل (نيسان) الماضي هجمات على مناطق (الزاب، متينا، وآفاشين) التابعة لمناطق الدفاع المشروع ضمن ما يسمى عمليتي «مخلب البرق» و «مخلب الصاعقة».
وبينما لم تعلق أنقرة على هذه التقارير، التي نشرتها وسائل إعلام قريبة من العمال الكردستاني، أعلنت وزارة الدفاع التركية أمس (الأربعاء) مقتل 3 من عناصر العمال الكردستاني في متينا بنيران القوات المشاركة في عملية «مخلب البرق» وأكدت أن الحلمة على مواقع العمال الكردستاني في المنطقة ستستمر خلال الفترة المقبلة.



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».