توقعات بإطلاق سراح متمردي جنوب السودان المعتقلين خلال يومين

في أعقاب ضغوط غربية وأفريقية مكثفة، من المتوقع أن يصدر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت قرارا بإطلاق سراح المعتقلين الأربعة الباقين من قيادات حزب الحركة الشعبية الحاكم في خلال اليومين المقبلين، وعلى رأسهم الأمين العام للحزب باقان أموم، وذلك قبيل انعقاد جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلين من الحكومة والمتمردين بقيادة نائب الرئيس المقال رياك مشار. واشترط كير وجود «ضمانات»، وألا تعمل هذه المجموعة (مستقبلا) للإطاحة بحكمه وألا ينضموا إلى مشار، على أن يلعبوا دورا في تقريب وجهات النظر وتقديم رؤية إصلاحية للحزب والدولة.
وقال مصدر مسؤول في جوبا، فضل حجب تعريفه، لـ«الشرق الأوسط» إن كير بات مقتنعا بإطلاق سراح بقية المعتقلين السياسيين في غضون اليومين المقبلين، مؤكدا أن كير يريد أن يتأكد أنهم لن ينضموا إلى التمرد بقيادة مشار، وأن «المجموعة التي جرى اعتقالها - ومنذ البداية - كان هدفها العمل الإصلاحي في الحزب وتصحيح مساره من دون اللجوء إلى العنف».
وكشف المصدر عن أن كير أرسل الدبلوماسي المخضرم الدكتور فرانسيس دينق، مندوب بلاده لدى الأمم المتحدة، إلى المجموعة التي أفرج عنها من المعتقل برئاسة عضو المكتب السياسي لحزب الحركة الشعبية الحاكم دينق الور الأسبوع الماضي. وقال المصدر إن الاجتماع استمر لأكثر من أربع ساعات، أكدت خلاله هذه القيادات أنها لا تقف إلى أي جانب من أطراف الصراع الدموي، وستقوم بعملية تقريب وجهات النظر ووضع خارطة طريق للحزب الحاكم والدولة لتصحيح المسار.
وأكد المصدر أن المعتقلين سيشاركون في المفاوضات التي ستستأنف في يوم الجمعة المقبل في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والتي ستتركز حول أسباب النزاع وقضايا الحزب الحاكم وعمليات الإصلاح في كافة المؤسسات. وقال: إن «هناك اجتماعات مكثفة تعقدها المجموعة التي تم الإفراج عنها، وكذلك اتصالات مع دول الإيقاد (شرق أفريقيا) والمجتمع الدولي لوضع هذا البرنامج.. لذلك من المتوقع أن تصدر جوبا قرارا بإطلاق سراح بقية المعتقلين وعلى رأسهم الأمين العام للحزب الحاكم باقان أموم للحاق بالمجموعة في نيروبي في غضون هذا الأسبوع».
وقال المصدر إن كير كان أجرى لقاء سريعا مع عضو المكتب السياسي دينق الور ووزير الداخلية الأسبق قيير شوانق، منفردين، بعد الإفراج عنهما الأسبوع الماضي وقبيل مغادرتهما إلى نيروبي. وأكد كير لهما أن «ما جرى، ما كان ينبغي أن يحدث»، وأنه ليست بينه وبين المعتقلين مشاكل شخصية، مشيرا إلى أن مسؤولا حكوميا كان أصدر خطابا بإخلاء المنازل التي يسكنها عدد من المعتقلين، وجرى إيقاف هذا الإجراء بتدخل مباشر من كير، مضيفا أن «كير أصبح على قناعة أن هناك تشويشا حدث في الفترة الماضية، ربما سيعمل في الفترة القادمة لتطييب الخواطر والدخول في حوار مباشر لعملية إصلاح شاملة». وأفاد المصدر أن اجتماعات مكثفة تعقدها مجموعة السبعة من قيادات الحركة الشعبية، الذين أفرج عنهم الأسبوع الماضي، هدفها بلورة رؤية شاملة تساعد على الخروج من الأزمة. وقال: إن جوبا كانت تسعى إلى إصدار بيان إدانة من قمة الاتحاد الأفريقي لما تسميه بـ«الانقلاب العسكري»، لكنها فشلت بعد أن رفضت عدد من الدول الأفريقية والمجتمع الدولي تسمية ما حدث بالانقلاب.
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع في جنوب السودان كول ميانق جوك لـ«الشرق الأوسط» إن قوات موالية لمشار ما زالت تواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار بالهجوم على المدنيين في ولاية واراب، وذلك بالتزامن مع وصول طلائع من مراقبي دول الإيقاد لتنفيذ وقف الأعمال العدائية بين الطرفين. وأضاف أن مواطنين يرتدون زيا عسكريا نفذوا هجمات على المدنيين في عدد من المناطق، مما يشكك في التزام المتمردين باتفاق وقف إطلاق النار.