سيدة أميركية تتبرع بكليتها لطليقة زوجها

جيم ميرثي بجوار زوجته ديبي وخلفهما طليقته ميلين (أ.ب)
جيم ميرثي بجوار زوجته ديبي وخلفهما طليقته ميلين (أ.ب)
TT

سيدة أميركية تتبرع بكليتها لطليقة زوجها

جيم ميرثي بجوار زوجته ديبي وخلفهما طليقته ميلين (أ.ب)
جيم ميرثي بجوار زوجته ديبي وخلفهما طليقته ميلين (أ.ب)

في موقف إنساني رائع، قامت سيدة أميركية بالتبرع بكليتها لطليقة زوجها بعد يومين من زفافها منه، الأمر الذي تسبب في إنقاذ حياتها.
وبحسب وكالة أنباء «أسوشيتد برس»، فقد طلق جيم ميرثي زوجته ميلين (59 عاماً) منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، لكنهما ظلا صديقين مقربين وكانا يجتمعان معا بصحبة أبنائهما كل فترة.
وقبل سنوات تعرف جيم على السيدة ديبي نيل ستريكلاند (56 عاما) وارتبط بها، فأصبحت تحضر التجمعات العائلية مع ميلين، وكانت علاقة السيدتين ودودة إلى حد كبير.
ومنذ فترة، عانت ميلين من أمراض الكلى. وبحلول العام الماضي، أصبح وجهها شاحبا بشكل مقلق مع وجود دوائر سوداء تحت عينيها، وكانت تعاني من الإرهاق الشديد مع أقل مجهود.
وتدهورت حالة ميلين يوما بعد يوم وتم نقلها إلى المستشفى في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث وجد الأطباء أن كليتيها كانتا تعملان بنسبة 8٪ فقط.
وعرض شقيقها التبرع بكليته لها، إلا أن عدم تطابق فصيلة دمهما أعاق هذا الأمر.
كان ذلك في الوقت الذي كان يستعد فيه جيم للزواج من ديبي، والتي أصرت على التبرع بكليتها لميلين بعد إتمام الزفاف، خاصة بعد أن علمت أن ابنة ميلين وجيم حامل.
وقالت ديبي: «عرفت أن ميلين ستصبح جدة لأول مرة. تخيلت ابنتها وهي تلد دون وجود والدتها بجانبها. شعرت وقتها أن علي أن أفعل شيئا لمساعدتها. وعندما وجدت التطابق بين فصيلة دمي وأنسجة كليتي مع فصيلة دم ميلين وأنسجة كليتها تأكدت من أن الله يريدني أن أفعل ذلك».
وفي 24 نوفمبر، بعد يومين تحديدا من إتمام حفل زفاف جيم وديبي، خضعت الأخيرة لعملية التبرع بكليتها لميلين. وبمجرد أن استعادت وعيها، سألت العروس الجديدة عن ميلين، والتي كانت تتوسل بدورها إلى الممرضات لرؤية ديبي.
كانت القيود المتعلقة بمنع تفشي «كورونا» بالمستشفى صارمة، ولكن سُمح لجيم في النهاية بدفع سرير زوجته الجديدة إلى غرفة زوجته السابقة.
وقالت ميلين: «لقد بكينا كثيرا عند رؤيتنا بعضنا البعض لأول مرة بعد الجراحة. لقد أنقذت ديبي حياتي وأنا ممتنة جدا لها».
والآن، وبعد أشهر من إجراء العملية، تحسنت صحة ميلين بشكل ملحوظ، وانتقلت للعيش مع ابنتها وطفلها الجديد جاكسون.
وقد أشارت ديبي إلى أنها أصبحت الآن تشعر بالفرق على وجه ميلين، الذي أصبح أكثر حيوية في حين اختفت الدوائر السوداء التي كانت تحت عينيها.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».