إسرائيل ترفع غالبية القيود بعد التطعيم الواسع

احتفال في مستشفى تل أبيب برفع قيود «كورونا» أمس (رويترز)
احتفال في مستشفى تل أبيب برفع قيود «كورونا» أمس (رويترز)
TT

إسرائيل ترفع غالبية القيود بعد التطعيم الواسع

احتفال في مستشفى تل أبيب برفع قيود «كورونا» أمس (رويترز)
احتفال في مستشفى تل أبيب برفع قيود «كورونا» أمس (رويترز)

رفعت إسرائيل، أمس (الثلاثاء)، غالبية القيود التي فرضتها لاحتواء فيروس كورونا، مع استمرار عدد الإصابات بـ«كوفيد - 19» عند مستوى متدنٍ بعد حملة تطعيم وطنية واسعة النطاق في هذه الدولة، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
فلم يعد يُطلب من الناس إظهار شهادات اللقاح لدخول المطاعم وأماكن الترفيه، فيما رفعت القيود المفروضة على التباعد مسافة مترين في المحال التجارية. وأبقت السلطات على لزوم وضع الكمامة في الأماكن المغلقة.
وقال وزير الصحة يولي إدلشتاين، إن مكتبه سيناقش إنهاء مطلب وضع الكمامة في الأماكن المغلقة خلال الأسبوعين المقبلين.
ولا تزال البلاد مغلقة إلى حد كبير أمام الوافدين من الخارج، باستثناء الأقارب من الدرجة الأولى وبعض الخبراء والسياح الذين حصلوا على اللقاح، في إطار برنامج تجريبي على ما قالت وزارة السياحة.
وسجلت إسرائيل، الثلاثاء، أربع إصابات جديدة بالفيروس، فيما لا يزال 350 مصاباً يتلقون العلاج. وكانت إسرائيل تسجل 10 آلاف إصابة يومياً في ذروة انتشار الوباء في مطلع عام 2021.
وتحقق التغيير بعدما حصلت إسرائيل على ملايين الجرعات من لقاح «فايزر - بايونتيك» الأميركي - الألماني. وتلقى أكثر من 90 في المائة ممن هم فوق سن الخمسين عاماً اللقاح أو تعافوا من الفيروس.
ولا يزال يتعين على الأطفال في المدارس وضع الكمامة، إذ لم يطعم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً بأعداد كبيرة.
كذلك، تراجعت حالات الإصابة بفيروس كورونا بين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة في الأسابيع الأخيرة، بعدما بدأت السلطة تطعيم المواطنين إثر حصولها على دفعات من اللقاحات عبر آلية «كوفاكس» العالمية للدول الفقيرة في محاولة لاحتواء تفشي الفيروس.
وواجهت إسرائيل انتقادات لرفضها تطعيم معظم الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة أو قطاع غزة الخاضع للحصار الإسرائيلي، فيما حصل اليهود الذين يعيشون في مستوطنات الضفة الغربية على اللقاح.
وقالت إسرائيل إن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مسؤولة عن الحصول على اللقاحات، فيما حركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة مسؤولة عن حملة التطعيم فيه.
وتعطلت حملة التطعيم لاحتواء الفيروس في قطاع غزة جراء الضربات الجوية الإسرائيلية المدمرة التي استمرت 11 يوماً، الشهر الماضي، رداً على إطلاق «حماس» صواريخ بسبب التوترات والمواجهات في القدس.
وأصيب المختبر الوحيد الذي يجري فحوصات «كورونا» في غزة بغارة إسرائيلية، وقتل طبيبان في القصف.
وتعذر على عشرات آلاف الأشخاص الباحثين عن مأوى من احترام التباعد الاجتماعي. وسجلت غزة الاثنين 246 إصابة جديدة بالفيروس، فيما سجلت الضفة الغربية 56 حالة.



سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
TT

سكان في غرب اليمن يكابدون للحصول على المياه النظيفة

انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)
انخفاض خصوبة التربة وزيادة الملوحة في اليمن أدى إلى تهديد الزراعة (الأمم المتحدة)

مع دخول الحرب التي أشعلها الحوثيون عامها العاشر، لا يزال ملايين من النازحين يعانون جراء غياب الخدمات ويعيشون في تجمعات تفتقر لأبسط مقومات الحياة، حيث تشكل أزمة المياه النظيفة في مناطق الساحل الغربي لليمن واحدة من صور المعاناة التي يعيشها النازحون بسبب الحرب.

يقول حسن، وهو أب لأربعة أطفال وصل إلى منطقة «يختل» قبل خمس سنوات، إنهم يسيرون لساعات من أجل جلب بضعة صفائح من الماء، وفي بعض الأيام، يعود وأطفاله خالي الوفاض، حيث يبدو أن المياه تفرّ بعيداً عن متناول اليد.

الصراع من أجل المياه في اليمن تفاقم بسبب سنوات الحرب (الأمم المتحدة)

ولأن الحرب أجبرت أكثر من 4.5 مليون يمني على ترك منازلهم، فقد لجأ الكثير منهم إلى قرى ريفية مثل «يختل» القريبة من ميناء المخا على ساحل البحر الأحمر، ومع وصول المزيد من الأسر النازحة، وغالباً لا يحملون سوى الملابس على ظهورهم، زاد الضغط على الموارد الشحيحة بالفعل.

وفي ظل هذه الظروف، يتنافس السكان المتزايدون على الوصول إلى المياه والمأوى والخدمات الأساسية؛ مما يؤدي إلى تفاقم التحديات التي يواجهها كل من النازحين والسكان المحليين. كما أدى انخفاض خصوبة التربة وزيادة ملوحة مصادر المياه وارتفاع مستويات سطح البحر إلى تهديد الزراعة على طول الساحل الغربي، خصوصاً في هذه المنطقة.

لهذا؛ يجد سكان المنطقة، الذين اعتمدوا في السابق على الزراعة على نطاق صغير لإعالة أسرهم، أنه من المستحيل تقريباً زراعة المحاصيل أو إطعام مواشيهم، حيث أصبح المناخ معادياً بشكل متزايد لأساليب الزراعة التقليدية.

كما أن صيد الأسماك على نطاق صغير، الذي كان أيضاً شريان حياة للاقتصاد المحلي، في انحدار. ومع فشل المحاصيل وتناقص مخزون الأسماك، أصبح لدى السكان خيارات أقل.

مهمة صعبة

يقرّ محمد علي، وهو أحد سكان «يختل» بالصعوبة، حيث يستيقظ كل يوم قبل الفجر للبحث عن الماء، وهي مهمة تستهلك صباحاته وتستنزف طاقته، كما أن رحلاته اليومية إلى نقاط المياه المشتركة محفوفة بعدم اليقين، هل سيجد ما يكفي من المياه لأسرته أم لا.

وفق المنظمة الدولية للهجرة، تفاقم الصراع من أجل المياه بسبب سنوات الحرب التي دمَّرت البنية الأساسية التي كانت ذات يوم حيوية للبقاء؛ لأن نظام المياه، الذي تم بناؤه في الأصل لخدمة 200 منزل، أصبح الآن ممتداً إلى ما هو أبعد من حدوده، في محاولة لتلبية احتياجات أكثر من 1500 أسرة، بما في ذلك مئات النازحين الذين هربوا من العنف في مناطق خطوط التماس بين القوات الحكومية والحوثيين.

البحث اليومي عن المياه يستهلك وقت الأسر وطاقتها لفترة طويلة (الأمم المتحدة)

من خلال إعادة تأهيل خطوط الأنابيب وبناء نقاط مياه جديدة، ساعدت تدخلات المنظمة الأممية في تخفيف العبء على الأسر وتخفيف الصراع على الموارد. كما يعالج المشروع المخاطر الصحية من خلال ضمان حصول كل من المجتمعات المضيفة والأسر النازحة على وصول موثوق به إلى المياه النظيفة.

وجزءاً من هذه الجهود في منطقة «يختل»، يتم توسيع شبكة توزيع المياه. ويشمل ذلك تركيب أنابيب أكبر وبناء مرافق تخزين مياه إضافية، وضمان توزيع العرض المحدود بكفاءة عبر المجتمع.

وبحسب المنظمة الأممية، تم إدخال أنظمة ضخ المياه بالطاقة الشمسية؛ مما يوفر مصدر طاقة مستداماً يقلل من الاعتماد على الوقود الباهظ الثمن وغير المتاح في كثير من الأحيان، ومساعدة المجتمعات على تحمل التقلبات الجوية المتطرفة مثل الفيضانات بشكل أفضل.

مساعدة على الصمود

تتضمن جهود منظمة الهجرة الدولية ترقية نظام المياه لتحسين قدرته على الصمود في مواجهة الفيضانات، والتخطيط بعناية لتجنب المناطق المعرضة للفيضانات وإنشاء تدابير وقائية، بالإضافة إلى ذلك، سيتم تركيب أجهزة تعقيم المياه بالكلور الأوتوماتيكية لتطهير المياه.

وبينما يتم إحراز تقدم في منطقة «يختل»، تستمر صراعات مماثلة في أجزاء أخرى من الساحل الغربي اليمني وفقاً للمجتمع الإغاثي، ففي مخيم للنازحين في حيس، يشارك سامي، وهو أب لاثني عشر طفلاً، قصة مألوفة عن المشقة، ويذكر أن معظم الأشخاص الذين يذهبون لجلب المياه هم من الأطفال؛ فهم لا يذهبون إلى المدرسة لأنهم مضطرون إلى المساعدة.

الجفاف يهدد مناطق واسعة باليمن مما يتسبب في شح المياه (إ.ب.أ)

تؤكد المنظمات الإغاثية أن عدم القدرة على الحصول على المياه النظيفة أدى إلى حرمان أطفاله من التعليم؛ مما أجبرهم على القيام بدورة من الأعمال المنزلية اليومية.

وبغرض معالجة النقص الحاد في المياه، تشرف منظمة الهجرة الدولية على بناء بئر جديدة من شأنها أن توفر مياه نظيفة وموثوقة لآلاف الأسر النازحة والمجتمعات المضيفة.

تجزم المنظمات الإغاثية أنه ومن خلال توفير هذا المصدر الثابت للمياه، سيتم تخفيف العبء المادي على الأسر وتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بالمياه الملوثة، لكن رغم ذلك، تظل التحديات هائلة، حيث يستمر تغير المناخ والأحداث الجوية المتطرفة في جميع أنحاء اليمن في تضخيم أزمة المياه؛ مما يزيد من ضغوط الصراع والنزوح.