قتلى في احتجاجات ضد «الإدارة الكردية» بريف حلب

صفحات محلية تتحدث عن انشقاقات في «قسد»

مظاهرة ضد «الإدارة الذاتية» في ريف حلب شمال سوريا (الشرق الأوسط)
مظاهرة ضد «الإدارة الذاتية» في ريف حلب شمال سوريا (الشرق الأوسط)
TT

قتلى في احتجاجات ضد «الإدارة الكردية» بريف حلب

مظاهرة ضد «الإدارة الذاتية» في ريف حلب شمال سوريا (الشرق الأوسط)
مظاهرة ضد «الإدارة الذاتية» في ريف حلب شمال سوريا (الشرق الأوسط)

ارتفعت حصيلة ضحايا الاحتجاجات التي شهدتها مدينة منبج الواقعة شرق محافظة حلب، إلى خمسة قتلى مدنيين وعشرات الجرحى، في وقت تعهدت «الإدارة المدنية» تحقيق مطالب المتظاهرين وخدمة مصلحة المواطنين وقطع الطريق أمام «المندسين» و«المغرضين»، على حد تعبيرها، واتهمت جهات لم تسمها لتنفيذ أجنداتهم الرامية إلى ضرب الاستقرار وزعزعة الأمن في شمال وشرق سوريا، في وقت وصفت وزارة الخارجية السورية دخول مسؤولين أميركيين مؤخراً إلى شمال شرقي سوريا بأنها شكل من أشكال «اللصوصية».
واحتشد آلاف المتظاهرين، أمس، وسط مدينة منبج في ساحتها العامة وعند الجامع الكبير وحاجز الخطاف شرق المدينة، شارك فيها تجار ومدنيون للضغط على سلطات المدينة من أجل ملاحقة المتورطين في قتل المحتجين، وإلغاء قانون التجنيد الذاتي، وزيادة حصة المدينة من المحروقات التي شهدت أزمة خانقة بالوقود ومشتقات الطاقة بالآونة الأخيرة، وإقرار قانون لمكافحة الفساد ومحاسبة المتنفذين في السلطات المدنية والعسكرية.
وخرجت أول من أمس مظاهرات حاشدة في قرية هدهود الواقعة شرق منبج نحو 6 كيلومترات رافضة للتجنيد الإجباري، ونقل شهود ونشطاء شاركوا بالمظاهرة أن «قوات الأمن الداخلي» فتحت الرصاص الحي على المحتجين، وأسقطت عشرات الجرحى نقلوا إلى المشافي القريبة، وقتل مدني يدعى وفا حسن البهيوي، كما خرجت مظاهرات مماثلة عند حاجز الخطاف بمدخل منبج الشرقي، وأفادت صفحات محلية وشهود عيان بسيطرة المتظاهرين على الحاجز؛ لكن قوى الأمن استقدمت تعزيزات عسكرية وفتحت النار، وسقط مدنيان وهما إبراهيم جمعة الإبراهيم ومحمود إبراهيم الحسن. بدورها، نفت قوات «مجلس منبج العسكري» المتحالفة مع «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من تحالف دولي تقوده واشنطن، الأنباء المنشورة حول مقتل مدنيين واستهداف الاحتجاجات السلمية واستهداف متظاهرين، واتهمت في بيان نشر على حسابها القوات النظامية المنتشرة بمحيط المنطقة بأنها «قتلت شاباً وجرحت ثلاثة آخرين برصاص قوات الحكومة أثناء مرور إحدى سياراتها من قرية الهدهود»، ودعا المجلس عبر بيانه سكان منبج وريفها إلى «عدم الانجرار وراء صناع الفتن والعابثين بأمن واستقرار المنطقة وتحمل مسؤوليتهم تجاه أمن وأمان المنطقة»، على حد وصفها.
في سياق متصل؛ أصدرت الإدارة المدنية في منبج قراراً بحظر التجوال لمدة 48 ساعة، بعد الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة، وذكرت في بيان منشور أمس: «نظراً للظروف الطارئة التي تمر بها منبج وريفها، وحرصاً على سلامة وأمن أهلنا في منبج وريفها، يفرض حظر تجوال اعتباراً من الساعة الواحدة ليلاً بتاريخ 01 يونيو (حزيران) 2021 لمدة 48 ساعة».
ونشر نشطاء وحسابات محلية تسجيلات ومقاطع مصورة أظهرت توسع حركة الاحتجاجات وسط حالة للإضراب العام نفذها تجار المدينة، عبر إغلاق المحلات التجارية ومشاركة الأهالي في المظاهرات وسط المدينة وفي القرى التابعة لها، وقام متظاهرون بقطع الطريق الدولية السريعة (m4) بين محافظتي الحسكة وحلب وأشعلوا الإطارات، وقالت صفحة «منبج الشعب» إن 13 عنصراً من قوات «مجلس منبج العسكري» انشقوا وانضموا إلى المتظاهرين.
إلى ذلك أطلق وجهاء وشيوخ عشائر في منبج، مقربون من الإدارة المدنية، وساطة للتهدئة بين المتظاهرين والسلطات المدنية والعسكرية، وحذروا عبر بيان المتربصين والمندسين من انتهاز الفرصة لبث الفوضى والفتنة وزعزعة الاستقرار الذي تشهده مدينة منبج بكافة مكوناتها، وأشار الوجهاء إلى أن المتظاهرين «كانوا قد مارسوا حقهم المصان بالقوانين والأنظمة المعمول بها في شمال وشرقي سوريا، لكن الأيدي الخفية فعلت فعلتها، مما أدى إلى حدوث صدامٍ، راح ضحيته أحد شبابنا وإصابة البعض الآخر بجروح». وأكدوا: «نحيطكم علماً بأنه قد تم على الفور وعلى وجه السرعة عقد اجتماع موسع حضره وجهاء العشائر والأعيان والمجالس المدنية والعسكرية وقوى الأمن الداخلي»، وقد بحثوا كافة المطالب التي نادى بها المتظاهرون إلى جانب وضع حلول لمعالجة كافة المقترحات الكفيلة بتلبية هذه المطالب: «بما يخدم مصلحة المواطنين كافة، وقطع الطريق أمام المندسين والمغرضين وأصحاب النفوس الضعيفة من تحقيق أجنداتهم الرامية إلى ضرب الاستقرار وزعزعة الأمن في شمال وشرق سوريا».
إلى ذلك، ذكرت وزارة الخارجية في بيان نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا)، الاثنين، أن «نتائج الانتخابات الرئاسية هي تجسيد لالتفاف الشعب حول قيادته التي صمدت بوجه الإرهاب المدعوم غربياً لأكثر من عشر سنوات، وتشكل إنجازاً هائلاً يدحض كل الروايات التضليلية التي تستهدف الشعب السوري وقيادته، وهي تعبير واضح عن فشل الحكومات الغربية ووسائل إعلامها والمرتزقة الخاضعين لها في التأثير على هذا التلاحم منقطع النظير بين الشعب السوري وقيادته».
وجرت تلك الانتخابات في مناطق سيطرة الحكومة السورية، في حين منعت «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي تسيطر على مناطق شمال شرقي سوريا وفصائل المعارضة شمال غربي سوريا، إجراء تلك الانتخابات.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.