لم يعرف فريق الوحدة الاستقرار الفني في آخر مواسمه الثلاثة التي شهدت عودته لدوري المحترفين السعودي، رغم الدعم المالي الكبير وغير المسبوق في تاريخ النادي المكي، والذي تجاوز 200 مليون ريال سعودي، فكان هبوط أصحاب القمصان الحمراء والبيضاء إلى مصافّ أندية دوري الدرجة الأولى مع ختام النسخة الحالية من دوري المحترفين السعودي أمراً طبيعياً، عطفاً على نتاج التخبطات الإدارية التي حدثت.
فريق الوحدة الذي كان يسير بخطوات ثابتة وبمنافسة شرسة للحصول على مقعد مؤهل للمشاركة في بطولة دوري أبطال آسيا في الموسم الماضي، قررت إدارة النادي قبل 5 جولات فقط من نهاية نسخة العام الماضي إقالة الأوروغوياني دانيال كارينيو لأسباب حتى الآن لا تبدو واضحة أو حقيقية.
تلك التخبطات الإدارية التي حدثت لم تمنح الإدارة الحالية للنادي من الخروج بفائدة وحيدة على الأقل، وهي عدم تكرار الأخطاء على صعيد التعاملات مع المدربين ومنح النادي استقراراً فنياً كبيراً يساهم في ظهور هوية للفريق المكي.
الوحدة رافق الثنائي فريق العين والقادسية في رحلة الهبوط نحو دوري الدرجة الأولى، ليعود الفريق مجدداً للدوري صاحب المنافسة الأطول لوجود 20 فريقاً، وذلك بعد 3 سنوات قضاها الفريق المكي بين فرق دوري المحترفين منذ صعوده بطلاً لدوري الدرجة الأولى في موسم 2017 - 2018.
بعد صعود الوحدة إلى دوري المحترفين السعودي، تزامنت تلك الفترة مع استراتيجية دعم الأندية، وكان حينها المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة داعماً كبيراً للوحدة، بصفته رئيس هيئة أعضاء الشرف والرئيس الفخري للنادي.
بدأ الوحدة مشواره منذ صعوده إلى دوري المحترفين قبل 3 مواسم بعدم استقرار إداري قبل حضور الإدارة الحالية برئاسة سلطان أزهر ومجلس إدارته الحالي.
وبعد صعوده في الموسم الأول، موسم 2018 – 2019، بدأ الوحدة بصفقات كبيرة على صعيد اللاعبين المحترفين الأجانب، بالإضافة إلى تعاقده مع البرازيلي كاريلي الذي يوجد حالياً مدرباً لفريق الاتحاد، لكن البرازيلي رحل بعد مُضي 13 جولة، ليحضر مكانه الدولي المصري السابق أحمد حسام ميدو، لكن المدرب المصري رحل أيضاً مع نهاية منافسات الجولة 24 في الدوري، لتعلن الإدارة حضور الأرجنتيني خوان بروان مدرباً حتى نهاية الموسم.
وفي ذلك الموسم الذي حظي فيه الوحدة بدعم مالي غير مسبوق، احتل الوحدة المركز السابع، وهو مركز - من الجانب النظري - إيجابي لفريق صاعد حديثاً لدوري المحترفين السعودي.
في الموسم الماضي، بدأ الوحدة تحت قيادة المدرب الكرواتي ماريو كفيتانوفيتش، لكنه لم يقد الفريق إلا في 3 جولات فقط، خسر في مواجهتين منها أمام الاتفاق وأبها، وحقق فوزاً وحيداً أمام الأهلي، لتعلن إدارة النادي المكي حينها التعاقد مع الأوروغوياني دانيال كارينيو الذي يملك تجربة ثرية في الدوري السعودي عبر فريق النصر.
تولى كارينيو قيادة الفريق ونجح في تغيير هويته الفنية وظهر الوحدة منافساً شرساً وحقق سلسلة مميزة من الانتصارات أمام الفرق المنافسة، وكانت المؤشرات تشير إلى موسم مختلف لفريق الوحدة الذي كان واحداً من أبرز المرشحين للحصول على مركز متقدم يؤهله للمشاركة في البطولة الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه.
ومع نهاية منافسات الجولة 25 التي التقى الوحدة فيها فريق النصر وخسرها بهدف وحيد دون ردّ، أعلنت إقالة الأوروغوياني كارينيو لأسباب لا تبدو فنية وسط أحاديث إعلامية حينها بأن سبب الإقالة هي التصريحات المثيرة التي أعقبت المباراة.
تولى عيسى المحياني اللاعب السابق في الفريق قيادة فريقه الوحدة في الجولات الخمس الأخيرة، ونجح في إكمال المهمة وقيادة فرسان مكة إلى الحلول بالمركز الرابع وبفارق نقطة وحيدة عن الأهلي صاحب المركز الثالث، ليتأهل الوحدة إلى الملحق الآسيوي.
مع بدء منافسات الموسم الحالي، استمرت التغيرات الفنية والإدارية، حتى على صعيد اللاعبين؛ حيث بدأ الوحدة موسمه تحت قيادة المدرب البرتغالي فييرا الذي تولى قيادة الفريق حتى الجولة 16 وحينها قررت الإدارة إقالة المدرب والفريق يحتل المركز التاسع وسط تذبذب كبير في مستوياته.
رحيل فييرا أعقبه تولي الأردني محمود الحديد الذي كان مساعداً للبرتغالي فييرا، إلا أن قرار الإدارة لم يكن مدروساً بصورة كبيرة؛ حيث استمرت الإخفاقات وتراجع الفريق حتى احتل المركز 14 وحينها قررت الإدارة إقالة الحديد بعد الخسارة برباعية من أمام فريق العين.
خلال فترة التوقف الأخيرة للدوري أعلنت إدارة الوحدة التعاقد مع اليوناني دونيس في مهمة الإنقاذ للفريق، وهو المدرب الذي يملك تجربة سابقة مع فريق الهلال؛ حيث قاد دونيس فريقه في أولى مبارياته أمام فريق القوة الجوية العراقي في الملحق الآسيوي، وانتهت المواجهة بالتعادل بهدف لمثله، ليحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي شهدت تأهل الفريق العراقي.
حضور دونيس إلى فريق الوحدة كان قراراً متأخراً بصورة كبيرة؛ حيث بدأت معنويات اللاعبين في هبوط كبير وتراجع الفريق في الترتيب حتى احتل المركز «قبل الأخير» وبعد تعادل الوحدة أمام ضمك قبل جولتين خرجت أمور حاجته النقطية إلى تعثر الفرق الأخرى، خاصة بعد تعادل الوحدة أمام النصر، في الجولة قبل الأخيرة.
هبوط الوحدة سيسهم في افتقاده لكثير من المكاسب على صعيد اللاعبين المحترفين الأجانب، الذين سيكونون محط أنظار كثير من الأندية الراغبة بالحصول على خدماتهم، يأتي في مقدمتهم البرازيلي أنسيلموا، والمهاجم يوسف نياكاتي، بالإضافة إلى عدد من الأسماء المحلية في الفريق.
«تخبطات إدارية» تهبط بالوحدة إلى دوري الدرجة الأولى
المباريات الأخيرة أظهرت عجز الفريق عن تحقيق الانتصارات
«تخبطات إدارية» تهبط بالوحدة إلى دوري الدرجة الأولى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة