المجموعة الأولى: إيطاليا الأبرز للصدارة... وصراع بين تركيا وسويسرا وويلز

بدء العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس أوروبا والمنافسات تتوزع على 12 دولة

مانشيني مدرب إيطاليا أعاد للمنتخب قوته ويتطلع للمنافسة على اللقب الأوروبي (إ.ب.أ)
مانشيني مدرب إيطاليا أعاد للمنتخب قوته ويتطلع للمنافسة على اللقب الأوروبي (إ.ب.أ)
TT

المجموعة الأولى: إيطاليا الأبرز للصدارة... وصراع بين تركيا وسويسرا وويلز

مانشيني مدرب إيطاليا أعاد للمنتخب قوته ويتطلع للمنافسة على اللقب الأوروبي (إ.ب.أ)
مانشيني مدرب إيطاليا أعاد للمنتخب قوته ويتطلع للمنافسة على اللقب الأوروبي (إ.ب.أ)

بعدما أرجئت لمدة عام بسبب تداعيات فيروس كورونا، تستعد منافسات كأس أوروبا لكرة القدم للانطلاق يوم 11 يونيو (حزيران) الجاري وتستمر على مدار شهر كامل في 11 مدينة موزعة على 12 دولة أوروبية، بعد إقصاء مدينتي بلباو الإسبانية ودبلن الأيرلندية.
وانتقلت المباريات التي كانت مقررة في بلباو إلى مدينة مضيفة جديدة في إسبانيا أيضاً وهي إشبيلية، فيما توزعت المباريات التي كانت مقررة في دبلن بين مدينتين كانتا مدرجتين أصلاً على لائحة المدن المضيفة، وهما سان بطرسبورغ ولندن.
وتعهدت المدن التي بقيت على لائحة المدن المضيفة بأن تسمح بحضور المشجعين في المدرجات لكن بنسب متفاوتة تتراوح بين 25 و100 بالمائة من سعة ملاعبها.
وتنطلق البطولة من الملعب الأولمبي في العاصمة الإيطالية روما يوم الجمعة 11 يونيو على أن تختتم بالمباراة النهائية على ملعب «ويمبلي» في لندن. وسيسمح بدخول الجماهير والتنقل إلى ملاعب المدن المستضيفة وفقا للقواعد المتبعة لتجنب تفشي فيروس «كوفيد 19». ومن أجل تخفيف الضغوط عن المنتخبات المشاركة قرّر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) السماح لكل منتخب بضمّ 26 لاعبا رسميا بدلا من 23 كما جرت العادة، خشية استبعاد أي من عناصرها إذا تعرض للإصابة بالفيروس، وبالتالي الاضطرار إلى الحجر الصحي.
وسيسمح «يويفا» أيضا باستمرار قاعدة التبديلات الخمسة لكل فريق خلال مباريات البطولة من أجل ضمان السلاسة والاستمرار في البطولة في ضوء جائحة كوفيد-19.
ومع بدء العد التنازلي للمنافسات الأكثر إثارة بالقارة العجوز والتي تترقبها الجماهير حول المعمورة نستعرض في حلقات متتالية المجموعات المتنافسة وحظوظها وأبرز نجومها.
ونبدأ بالمجموعة الأولى التي تضم كلا من إيطاليا وتركيا وسويسرا وويلز.

إيطاليا:
عودة قوية ووعد بالتألق

بعد غياب عن منافسات كأس العالم الأخيرة 2018 في روسيا في ضربة قاسية لأحد أكثر المنتخبات تتويجا بالألقاب، عادت إيطاليا إلى الواجهة وتريد إثبات أنها ما زالت قوة كبيرة لكرة القدم بالقارة. لقد كان الغياب عن المونديال لأول مرة خلال 60 عاما بمثابة جرح كبير لكرامة الطليان، الذين قرروا إعادة بناء المنتخب بإسناد المهمة للمدرب روبرتو مانشيني الذي يبدو أنه نجح إلى حد كبير في وضع الفريق على السكة الصحيحة، بل وأصبح فريقه من بين المرشحين لحصد اللقب وفقا لما حققه بالتصفيات والارتقاء بالتصنيف العالمي (سابعا). وأبدعت إيطاليا في مشوار التصفيات بالفوز في كل المباريات العشر والتفوق في فارق الأهداف بواقع 33 هدفا.
ولم تخسر إيطاليا في 25 مباراة متتالية، ليكسر مانشيني الرقم القياسي لفيتوريو بوتسو، الفائز بلقبين في كأس العالم في ثلاثينات القرن الماضي، عن طريق تحقيق 11 انتصارا متتاليا، وحققت إيطاليا 20 انتصارا في هذه السلسلة، لتعادل إنجاز فريق المدرب مارتشيلو ليبي بطل كأس العالم 2006. وقال مانشيني خلال الاستعداد للبطولة القارية: «هدفي هو قضاء الصيف في كتابة توقيعات بصفة المدرب البطل».
واستعان مانشيني بجيل من المواهب الواعدة منذ توليه القيادة ويبدو مستعدا لترك بصمة في أكبر المسابقات الأوروبية.
ويتعلق السؤال الأكبر بالهجوم. وعلى الأرجح سيقود تشيرو إيموبيلي هداف لاتسيو الخط الأمامي لكن المهاجم البالغ عمره 31 عاما يعاني عادة من نقل تألقه مع النادي إلى قميص المنتخب الوطني. ويعقد مانشيني الآمال على تألق إيموبيلي ويرى أن وقته حان للتألق دوليا. وتطور فريق مانشيني (الازوري) كثيرا بفضل التحسن الكبير في الدفاع ليستقبل ستة أهداف فقط خلال 16 مباراة بتصفيات بطولة أوروبا 2020 وفي مشوار دوري الأمم الأوروبية.
لكن إذا أرادت إيطاليا تحقيق لقبها الثاني بالمسابقة هذا العام ستحتاج إلى جهود خارقة من مهاجمها إيموبيلي الذي سجل هدفه الـ 150 مع لاتسيو بجميع المسابقات الأسبوع الماضي، ما يعني أنه أحرز 20 هدفا على الأقل في أربعة من آخر خمسة مواسم.
ومنذ انطلاق مسيرة إيموبيلي مع لاتسيو لم يتفوق عليه في الأهداف سوى روبرت ليفاندوفسكي وليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وهاري كين وكيليان مبابي على مستوى مسابقات الدوري الخمس الكبرى. وقال إيموبيلي: «نشعر بالحرية الهجومية تحت قيادة مانشيني وأتطلع لاغتنام فرصتي في كأس أوروبا لصناعة المجد، وجود منافسة على المراكز يجعلك أكثر تصميما على الوصول للشباك».

ويلز:
الحلم بترك بصمة بين الكبار

المقاطعة البريطانية التي يبلغ تعداد سكانها يبلغ نحو ثلاثة ملايين نسمة، وتحتل المركز 17 في تصنيف الفيفا ، يتطلع منتخبها لترك بصمة في الظهور الثاني في البطولة القارية. وكانت المشاركة الأخيرة لويلز في نهائيات 2016 مثيرة وتدعو لفخر جماهيرها حيث بلغ الفريق الدور قبل النهائي وهو حلم تتطلع لتكراره خاصة مع توفر مواهب هجومية مثل غاريث بيل وآرون رامزي.
وخلال المشاركة السابقة والوحيدة في بطولة 2016، تفوقت ويلز على سلوفاكيا وروسيا وأيرلندا الشمالية وبلجيكا قبل الخسارة 2-صفر أمام منتخب البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو، الذي توج باللقب لاحقا.
لكن المدرب كريس كولمان الذي حقق هذا الإنجاز في 2016 تخلى عن منصبه، ليتولى أسطورة آخر هو رايان غيغز نجم مانشستر يونايتد السابق، لكن مشوار الأخير تعرض لضربة قاسية بعد أن واجه اتهامات ومحاكمات بالاعتداء على امرأتين، ما جعله يسند مهمة قيادة الفريق لمساعدة روبرت بيدج في النهائيات القارية. وسيحرم غيغز الذي أحرز لقب الدوري الإنجليزي الممتاز 13 مرة وفاز بدوري أبطال أوروبا مرتين كلاعب خلال 23 عاما في مانشستر يونايتد، من الظهور مع منتخب بلاده الويلزي «اختياريا» لحين انتهاء محاكمته.
لكن ويلز لا تزال تجمع بين القوة الناتجة من انخفاض مستوى التوقعات والخبرة المكتسبة من البطولة القارية السابقة في فرنسا، إلى جانب امتلاكها لبعض المواهب المؤثرة، تحلم بتكرار إنجازها في مشاركتها الأولى عندما تواجه سويسرا في بداية مشوارها بالمجموعة الأولى في باكو عاصمة أذربيجان.
وسيكون أمام روبرت بيدج مدرب ويلز «المؤقت» الكثير ليقدمه لكنه لا يفتقر للإمكانات. ولعب المدافع السابق في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الدرجة الثانية وشارك مع ويلز في 41 مباراة دولية.
وفي منصبه السابق كمدرب لويلز تحت 21 عاما، ساهم في ظهور لاعبين شبان مميزين مثل الجناح دانيل جيمس (لاعب مانشستر يونايتد) الذي من المفترض أن يشكل شراكة هجومية قوية مع بيل ولاعب الوسط رامزي.
ومثلت عودة غاريث بيل إلى توتنهام معارا من ريال مدريد الإسباني خطوة مثالية لاستعادة مستواه في وقت يحتاج منتخب ويلز أن يكون قائده في القمة فنيا إذا كان يحلم بتحقيق أي شيء في البطولة الأوروبية. وسجل المهاجم البالغ عمره 31 عاما ثلاثة أهداف حاسمة خلال الظهور بشكل مميز في بطولة أوروبا الماضية في فرنسا في واحدة من أنجح لحظات بلاده الرياضية.
لكن حتى بداية هذا العام، عندما انتقل إلى توتنهام هوتسبير على سبيل الإعارة من ريال مدريد، ظهر بيل بمثابة ظل لنفسه حيث افتقر للثقة والدوافع ولم يكن جاهزا ومحظوظا أمام المرمى، لكن شيئا ما تغير في الأسابيع القليلة الأخيرة وتألق اللاعب مجددا إلى جانب هاري كين وسون هيونغ-مين، وسجل ثلاثة أهداف خلال فوز ساحق على شيفيلد يونايتد. وقال بيل الذي كانت علاقته المتوترة مع البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب
توتنهام السابق وزين الدين زيدان مدرب ريال مدريد من الأمور المثيرة للاهتمام في وسائل الإعلام: «أنا سعيد وعندما أكون سعيدا أتألق».
وقال رايان ميسون مدرب توتنهام المؤقت: «غاريث لاعب من طراز رفيع ونحن ندرك ذلك. أعتقد أن كل من يشاهد كرة القدم في آخر عشر سنوات يدرك ما يستطيع أن يفعله في الثلث الهجومي».
وسجل بيل 33 هدفا مع ويلز منذ ظهوره الأول في 2006،كما أضاف 14 هدفا مع توتنهام هذا الموسم منها تسعة أهداف في الدوري الممتاز، وتنتظر ويلز منه الكثير في البطولة الأوروبية.

سويسرا:
لكسر الحواجز وصنع التاريخ

أصبح وجود المنتخب السويسري في المسابقات الأوروبية الكبرى أمرا ثابتا في السنوات الأخيرة لكن هذه المرة يبحث الفريق عن قفز الحواجز وترك بصمة مؤثرة في النهائيات المقبلة.
وتأهلت سويسرا، التي تقع في التصنيف الثالث عشر عالميا، إلى النهائيات للمرة الخامسة في آخر سبع نسخ للبطولة منذ ظهورها الأول المتأخر في 1996، لكنها حققت انتصارين فقط ولم تفز على الإطلاق في أدوار خروج المغلوب. وشاركت سويسرا في آخر أربع نسخ لكأس العالم لتحصد ثمار القرار الواعي ببذل المزيد من الجهد في تطوير منتخباتها بعدما رأت أن أنديتها ضعيفة للغاية من الناحية الاقتصادية لترك بصمة في البطولات القارية. وساهم الاستثمار الكبير في الناشئين وسياسة التدريب الواضحة في ظهور مجموعة من اللاعبين الموهوبين واحترافهم بأندية أوروبا الكبرى، ما انعكس على المنتخب الذي نجح بالتأهل إلى قبل نهائي دوري الأمم الأوروبية في نسختها الأولى في 2019 عندما فاز في دور المجموعات 5-2 على بلجيكا متصدرة التصنيف العالمي.
وتصدرت سويسرا مجموعتها في تصفيات بطولة أوروبا 2020 بهزيمة واحدة في ثماني مباريات كانت أمام الدنمارك في كوبنهاغن. واستمتعت ببداية مظفرة في تصفيات كأس العالم 2022 بالانتصار في أول مباراتين. لكن نتائج مشاركاتها في البطولات الكبرى جعلها تصطدم بسقف توقعات منخفضة مما يفسر إحجام المدرب فلاديمير بيتكوفيتش عن وضع فريقه بين المرشحين للمنافسة على اللقب. وقال بيتكوفيتش: «قرأت وسمعت أن كل فريق في مجموعتنا لديه طموحات كبيرة. إيطاليا ستلعب مبارياتها على أرضها. تركيا ستلعب في أذربيجان وكأنها في بلادها، لذا الوضع سيكون صعبا. التأهل لدور الستة عشر سيمثل نتيجة جيدة جدا. وبعد ذلك سنرى ماذا سيحدث».
وتلعب سويسرا أول مبارياتها مع ويلز في باكو يوم 12 يونيو الحالي قبل الانتقال إلى روما لمواجهة إيطاليا ثم تعود إلى أذربيجان لمواجهة تركيا. لكن بيتكوفيتش، الذي تولى تدريب سويسرا قبل سبعة أعوام، قال إنه يأمل في تقديم عروض أفضل مما تحقق في البطولة السابقة 2016 عندما خسر بركلات الترجيح أمام بولندا في مرحلة خروج المغلوب. وأضاف: «أتمنى أن نكون أفضل، وسنرى على أرض الملعب، نعلم أننا لسنا أفضل منتخب في أوروبا. لكننا قادرون على إحداث المفاجأة».

وتعكس هوية اللاعبين في منتخب سويسرا العدد الكبير من المهاجرين في البلاد والذين يقدرون بنحو 20 بالمائة من السكان، حيث يشكل القادمون من منطقة البلقان مثل حارس سفيروفيتش وشيردان شاكيري وغرانيت تشاكا العمود الفقري لفريق متعدد الثقافات، فيما يأتي ثنائي الهجوم بريل إمبولو ودينيس زكريا من أصول أفريقية.

تركيا
لتكرار إنجاز 2002

تتطلع تركيا للمشاركة في كأس أوروبا والاستفادة من خبرات مدربها شينول غونيش لتكرار إنجازه في كأس العالم 2002. وبالاعتماد على القائد المؤثر بوراك يلماظ، الذي يخوض موسما رائعا مع فريق ليل وقاده لحصد لقب الدوري الفرنسي، تدخل تركيا البطولة الأوروبية بمزيج من عناصر الخبرة والشباب.
وبدا أن هذا المزيج أتى بثماره خلال الفوز على هولندا والنرويج في تصفيات كأس العالم 2022. وعاد غونيش، 68 عاما، لمنصبه في 2019 بعد أن تولى القيادة بين 2000 و2004. وتأهل لبطولة أوروبا 2020 بعد مشوار محبط في دوري الأمم الأوروبية حين تذيلت تركيا المستوى الثاني بفوز واحد. وفي تصفيات بطولة أوروبا 2020 احتلت تركيا المركز الثاني خلف فرنسا لكنها تفوقت على أيسلندا وألبانيا وأندورا ومولدوفا. ويدرك غونيش صعوبة مهمته في البطولة الأوروبية حيث ستكون البداية أمام إيطاليا في 11 يونيو الحالي وقال: «يتقدم منافسونا علينا في تصنيف الفيفا وإذا نظرت من الخارج سأقول إن إيطاليا ستتصدر المجموعة وستقاتل المنتخبات الأخرى على المركز الثاني».
لكن تركيا تعقد آمالها على نجمها يلماظ، 35 عاما، بعد موسم رائع مع ليل توج خلاله باللقب وبتصدري قائمة هدافي الفريق برصيد 17 هدفا في كل المسابقات.


مقالات ذات صلة

«دوري الأمم»: لوكاكو يعود لمنتخب بلجيكا على أمل التأهل

رياضة عالمية روميلو لوكاكو يعود إلى صفوف منتخب بلجيكا (رويترز)

«دوري الأمم»: لوكاكو يعود لمنتخب بلجيكا على أمل التأهل

قال دومينيكو تيديسكو، مدرب بلجيكا، الجمعة، إنه استدعى هداف المنتخب روميلو لوكاكو لتشكيلته التي تضم 23 لاعباً.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
رياضة عالمية يتعيّن على باير ليفركوزن الفوز على مضيفه بوخوم متذيل الترتيب (أ.ب)

ليفركوزن يحتاج إلى الفوز على بوخوم المتعثر لتعزيز الثقة

يتعيّن على باير ليفركوزن الفوز على مضيفه بوخوم متذيل الترتيب بعد غد السبت، لإبقاء نفسه في المنافسة.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية نقطة واحدة تفصل بين العملاقين نابولي وإنتر ميلان اللذين فازا بالنسختين الماضيتين (إ.ب.أ)

صراع صدارة الدوري الإيطالي يشتعل بين نابولي وإنتر

تفصل نقطة واحدة في صدارة دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم بين العملاقين نابولي وإنتر ميلان، اللذين فازا بالنسختين الماضيتين فيما بينهما.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية سيموني إنزاغي (إ.ب.أ)

إنزاغي: فخور بأداء دفاع إنتر أمام آرسنال والسيتي

أثنى مدرب إنتر ميلا سيموني إنزاغي، على دفاع فريقه بعد الفوز 1 - صفر على آرسنال، الأربعاء، في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم؛ وذلك بعد فوز إنتر أيضاً على السيتي.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية بيليغرينو ماتاراتسو (د.ب.أ)

مدرب هوفنهايم: لن نعطي الأولوية للبوندسليغا

يأمل فريق هوفنهايم الألماني لكرة القدم أن يحقق نتائج أفضل على المستوى الدولي من النتائج التي حققها في الدوري الألماني (بوندسليغا) عندما يواجه ليون غداً الخميس.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.