سجين بريطاني عائد من سوريا يثير الرأي العام قبل انتهاء عقوبته

TT

سجين بريطاني عائد من سوريا يثير الرأي العام قبل انتهاء عقوبته

أثار القضاء البريطاني الرأي العام بالبلاد عقب قراره إطلاق سراح مبكر لمتطرف شارك بالقتال في سوريا إلى جانب جماعات إرهابية قبل انتهاء عقوبته.
واتخذت لجنة الإفراج المشروط البريطانية، قرارها بإطلاق سراح يوسف سروار من السجن الشهر المقبل بعد قضاء 8 سنوات في السجن، وهو المتشدد الذي خطط لقتل بريطانيين، في عام 2014 بعد سفره إلى سوريا للالتحاق بجماعة إرهابية على صلات بتنظيم «القاعدة».
ومن شأن الجهادي الذي خطط من قبل لقتل مواطنين بريطانيين «أن يخرج من سجنه قبل أربعة أعوام ونصف العام من انقضاء مدة عقوبته، كي يعود حرا طليقا في شوارع بريطانيا».
وكان المدعو يوسف سروار (29 عاماً)، وهو طالب من برمنغهام، قد ترك رسالة إلى والدته يقول لها فيها أنه ذاهب إلى سوريا لمقاتلة أعداء الله، فما كان من والدته إلا أن أبلغت الشرطة البريطانية بأمر الرسالة، وانطلق ابنها مسافراً إلى ساحة الحرب في سوريا بغرض الانضمام إلى المتطرفين الإسلامويين رفقة عامل البريد السابق محمد أحمد، وجرى إلقاء القبض على يوسف بمجرد عودته إلى المملكة المتحدة في يناير (كانون الثاني) من عام 2014».
وكانت لجنة الإفراج المشروط قد اتخذت قرارها بإطلاق سراح يوسف سروار في الشهر المقبل بعد قضائه 8 سنوات في السجن من أصل عقوبته البالغة 12 عاماً و8 أشهر.
وصرح كريس فيليبس، الرئيس الأسبق لمكتب الأمن القومي لمكافحة الإرهاب، إلى صحيفة «ذا صن» قائلاً «أي نوع من الأنظمة الذي يعرّض المدنيين لأخطار كهذه؟ إن إطلاق سراح هذا السجين يشبه القنبلة الموقوتة التي سوف تنفجر في أي وقت». في حين ذكر متحدث باسم وزارة العدل البريطانية للصحيفة نفسها، قائلاً «تنص قوانين البلاد الجديدة على أن يقضي الإرهابيون أوقاتاً أطول خلف قضبان السجون. وفي حالة إطلاق سراحهم، فإنهم يخضعون لشروط قاسية، بما في ذلك الالتزام بارتداء إشارات تحديد المواقع العالمية، وحظر التجوال، وتقييد الوصول إلى شبكة الإنترنت، مع إمكانية العودة مرة أخرى إلى السجن في حالة المخالفة».
وقال القاضي مايكل توبولسكي لمحكمة وولويتش وقت النطق بالحكم على يوسف سروار، إن هؤلاء الرجال المتطرفين قد شرعوا في الانطلاق بكل طواعية، وحماسة، وبقدر كبير من العزم، والتصميم، والمثابرة على الشروع في مسار يهدف في نهايته إلى ارتكاب أعمال إرهابية مريعة.
وأضاف القاضي في حيثيات الحكم قائلاً «إنهم أناس يؤمنون بالتطرف الإسلاموي العنيف، وقد وضعوا خطة دقيقة للالتحاق بصفوف الجماعات الإرهابية الدموية»، وأضاف موجهاً حديثه إلى المتهمين «لقد شرعتم في حياكة بعض القصص الملفقة للتغطية على أمر سفركم وانضمامكم إلى الجماعات الإرهابية هناك».
وقال القاضي كذلك، إنه ليس بإمكانه التثبت إن كان المتهمين قد خططوا لشن الهجمات الإرهابية داخل المملكة المتحدة من عدمه، بيد أنه أشار إلى الاحتفاظ بالأسطوانة الحاسوبية المدمجة، والتي تحتوي على التعليمات التفصيلية لكيفية صناعة العبوات الناسفة، وهذا من التصرفات المثيرة للقلق بصورة معتبرة.
ويبرر المعارضون موقفهم باستذكار قضية عثمان خان الذي أقدم على قتل مدنيين في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 بعد أن خرج من السجن بموجب إطلاق سراح مشروط، غير أن مجلس الإفراج المشروط قال بحسب ما نقلت الصحيفة، إن «مراجعات الإفراج المشروط تجري بدقة وبعناية فائقة وحماية العامة هي الأولوية».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».