بايدن يحيي ذكرى الجنود الأميركيين بالدعوة لنبذ الخلافات بين الحزبين

الرئيس الأميركي يحذّر: الديمقراطية في خطر

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
TT

بايدن يحيي ذكرى الجنود الأميركيين بالدعوة لنبذ الخلافات بين الحزبين

الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن (أ.ف.ب)

أشاد الرئيس الأميركي جو بايدن، بالديمقراطية الأميركية وبالجنود الأميركيين الذين ضحوا بحياتهم في حروب الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق. وقام صباح اليوم (الاثنين) بزيارة مقبرة أرلينغتون الوطنية ووضع إكليل الزهور على قبر الجندي المجهول، داعياً الأميركيين إلى نبذ الخلافات وتكريم الأبطال الذين سقطوا في الحروب وتضحياتهم.
وقال الرئيس الأميركي، «نحن أحرار لأنهم كانوا شجعاناً»، وتعهد بألا يتوانى عن احترام تضحيات أفراد القوات المسلحة الأميركية، وحذر من الاستبداد قائلاً: «الديمقراطية في خطر هنا في الوطن وحول العالم، وحينما نكرم الجنود الذي ضحوا بحياتهم من أجل الديمقراطية. علينا أن نبحث ما إذا كانت الديمقراطية ستستمر طويلاً». ودعا الأميركيين إلى التحلي بالشجاعة للمضي قدماً كدولة ديمقراطية.
وأضاف بايدن أثناء الخطاب أنه يحمل في جيبه دائماً بطاقة مدون عليها أسماء من قتلوا في حربي العراق وأفغانستان منذ أن شغل منصب نائب الرئيس في عهد الرئيس باراك أوباما، وأشار إلى أن عدد الجنود 7036 جندياً؛ وصفهم بايدن بأنهم العمود الفقري للولايات المتحدة، وقال «تلك الأسماء على ذلك الجدار، وعلى كل جدار وشواهد الأضرحة للمحاربين القدامى، هي سبب قدرتنا على الوقوف هنا ولا يمكننا خداع أنفسنا». وأضاف: «آمل أن تتحد الأمة لسنا ديمقراطيين أو جمهوريين اليوم، نحن أميركيون وحان الوقت لتذكير الجميع بقيمنا وتقاليدنا، وكل من نكرمهم اليوم ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن، وسيعيشون في قلوبنا إلى الأبد».
وتعد ذكرى الجنود الأميركيين هي أول احتفال للرئيس بايدن بعد توليه منصبه، وقد أضفى لمسة إنسانية على الاحتفال متحدثاً بشكل عاطفي عن خسارته لابنه وإحساسه بالخسارة التي تشعر بها كل أسرة تفقد ابناً لها في الحرب.
حضر الاحتفال زوجة الرئيس جيل بايدن، ونائبته كامالا هاريس وزوجها، ووزير الدفاع لويد أوستن، والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة.
وكان بايدن قد ألقى خطاباً أمس الأحد أمام حشد من عائلات الجنود العسكريين وقدامى المحاربين في ولاية ديلاوير، وحضر قداساً تذكارياً لابنه بو بايدن الجندي الذي شارك في الحرب على العراق، وتوفي قبل ست سنوات بسبب سرطان في المخ وهو في عمر السادسة والأربعين. وقال خلال الخطاب إنه يشعر بمدى الضرر من خسارة أحد أفراد الأسرة، لكن رغم كل الألم نشعر بالفخر من تضحياتهم. وأكد بايدن على قراره الأخير بسحب القوات الأميركية من أفغانستان، وتجنب الخوض في السياسة الخارجية، لكنه تعهد بالضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول حقوق الإنسان عندما يلتقيه في مدينة جنيف السويسرية في منتصف يونيو (حزيران) الحالي. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة مستعدة للقيادة مرة أخرى بعد أربع سنوات من السياسات الانعزالية في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
ويعد الاحتفال بيوم الذكرى عطلة فيدرالية رسمية، وبدأت منذ العام 1971، لكن جذور الاحتفال تعود إلى فترة الحرب الأهلية الأميركية وأواخر ستينات القرن التاسع عشر حينما بدأ الأميركيون تقليداً بتكريم الموتى مع بدايات فضل الربيع.
ووفقاً لوحدة أبحاث الكونغرس، فإن عدد الجنود الذين قُتلوا فاق مليون جندي طيلة تاريخ الولايات المتحدة منذ الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب والحرب العالمية الثانية، وقتل في كل منهما أكثر من 400 ألف أميركي. وأسفرت حرب الولايات المتحدة على الإرهاب عن مقتل أكثر من 6900 جندي أميركي.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.