مصر تقترب من إنهاء ترميم قصر محمد علي بشبرا الخيمة

ربطه بنهر النيل... ورفع كفاءة المنطقة المحيطة به

قصر محمد علي (صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري)
قصر محمد علي (صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري)
TT

مصر تقترب من إنهاء ترميم قصر محمد علي بشبرا الخيمة

قصر محمد علي (صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري)
قصر محمد علي (صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري)

تقترب السلطات المصرية من إنهاء مشروع ترميم ورفع كفاءة قصر محمد علي باشا في منطقة شبرا الخيمة (شمال القاهرة)، الذي يتضمن تطوير «سرايا الفسقية» و«سرايا الجبلاية»، إضافة إلى حديقة القصر الواسعة.
وتفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، اليوم، القصر لمتابعة سير الأعمال والموقف التنفيذي للمشروع، ورافقه الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، واللواء عبد الحميد الهجان، محافظ القليوبية، ومسؤولو الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

وقال الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار المصري خلال الجولة: «إن أعمال ترميم قصر محمد علي بشبرا الخيمة تجري على قدم وساق، للانتهاء من تنفيذه في أقرب وقت؛ تمهيداً لافتتاحه».
ويقع القصر على مساحة 26 فداناً، وتم بناؤه في عام ١٨٠٨م، واستمرت عملية البناء حتى عام 1821. وهو مكون من مبنى كشك الجبلاية الذي يتخذ شكل المستطيل ويتكون من طابق واحد، ومبنى قصر الفسقية الذي يتكون من حوض ماء كبير، يشبه البحيرة، تتوسطه نافورة، وتحيط بها أربع قاعات في الأركان، هي قاعات «الطعام» و«الأسماء» و«العرش» و«البلياردو».

ووفق العناني، فإنه تم «الانتهاء من ترميم مبنى كشك الجبلاية الذي تصل مساحته إلى 250 متراً، حيث خضع لأعمال التوثيق المساحي، والمعماري، والفوتوغرافي للمبنى قبل الترميم وأثناءه وبعده، إضافة إلى ترميم ومعالجة وتنظيف رخام الأرضيات، كما تم الانتهاء من أعمال العزل للأسقف ومعالجة الأخشاب من الفطريات، بجانب معالجة شروخ النافذة بجميع حوائط المبنى، بجانب عمل الدراسات اللازمة للاتزان الإنشائي للمبنى.
كما انتهى إنشاء خوازيق للحفاظ على استقرار حركة المبنى إنشائياً، والانتهاء من أعمال زراعات وأرضيات حجرية والسلالم المؤدية للكشك، مع الحفاظ على أنواع الشجر الموجودة حول الكشك.
وتتولى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أعمال رفع كفاءة قصر محمد علي باشا، طبقاً لبروتوكول التعاون المُوقع بين الوزارة والهيئة، ضمن تطوير وترميم ٨ مواقع أثرية، من بينها المتحف اليوناني الروماني، ومتحف الحضارة، والمعبد اليهودي بالإسكندرية، وقصر محمد علي بشبرا، وهضبة الأهرامات، وقصر البارون إمبان.
وتبلغ نسبة تنفيذ الأعمال بمشروع قصر محمد علي باشا حتى الآن 88 في المائة، حسب مسؤول الهيئة الهندسية. أما مبنى الفسقية فقد بلغت نسبة تنفيذه حتى الآن نحو 93 في المائة، حيث تم الانتهاء من أعمال الرفع الفوتوغرافي والمعماري، والمساحي للقصر بالكامل، كما تم الانتهاء من أعمال ترميم الرخام للأرضيات والحوائط الرخامية، إضافة إلى الانتهاء من رفع كفاءة البحيرة، إذ تم إزالة جميع الأرضيات وعزلها، قبل تركيب الوصلات الكهربائية الخاصة بالبحيرة، وإعادة تركيب الأرضيات الرخامية لها، واستكمال الأجزاء المفقودة من أرضية البُحيرة.
ويضم القصر نقوشاً فريدة وزخارف ملونة، تم إعادة ترميمها بعد الرجوع إلى الرسومات الأصلية، إضافة إلى الانتهاء من أعمال الترميم الخاصة بدهانات الحوائط، بجانب الانتهاء من فك وصيانة وإعادة تركيب النجف الخاص بالقصر.

وتتضمن خطة التطوير أيضاً ربط قصر محمد علي باشا بالمرسى النيلي لنقل السائحين من وإلى القصر، وذلك عن طريق كوبري مشاة جار تنفيذه، بحسب العناني الذي لفت إلى أن الأعمال الإنشائية للمرسى النيلي وكوبري المشاة انطلقت في يناير (كانون الثاني) 2021، ووصلت نسبة التنفيذ إلى أكثر من 60 في المائة.
وطالب مدبولي بتطوير كل المباني المتهدمة في نطاق القصر، كما كلف برفع وإزالة المباني والمساحات غير المستغلة التي تفصل بين القصر ونهر النيل، والعمل على دراسة ضم أي مبان غير مستغلة في محيط القصر إليه، إضافة إلى رفع كفاءة جميع الطرق المحيطة والمؤدية إليه.
وبدأت السلطات المصرية مشروع إعادة ترميم وتأهيل قصر محمد علي بشبرا، في مارس (آذار) عام 2018، بتكلفة تقديرية تتجاوز الـ194 مليون جنيه (الدولار الأميركي يعادل 15.7 جنيه مصري) يتم تمويلها من خلال بروتوكول التعاون الموقع بين وزارة الآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وخضع القصر لعملية ترميم سابقة في عهد الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، الذي افتتحه عام 2005، بعد الانتهاء من مشروع ترميم نفذته وزارة الثقافة، وتكلف وقتها 50 مليون جنيه، ليستُخدم القصر بعد ذلك في عدد من الحفلات الرسمية والخاصة، لكنه تعرض لسرقة 9 من لوحاته عام 2009، تم استردادها في ما بعد، قبل إغلاقه مجدداً عام 2011 بعد ثورة 25 يناير.



مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».