أجمع خبراء كرويون سعوديون على صعوبة المهمة التي تنتظر الفرنسي رينارد مدرب المنتخب السعودي، حيال إعداد صفوف الأخضر للمرحلة المقبلة والتي سيستأنف فيها التصفيات الآسيوية المؤهلة للمونديال.
وقال الخبراء إن المدرب الفرنسي الذي يتابع مباريات الدوري السعودي عن قرب من خلال حضوره للمباريات في العديد من الملاعب خلال كل الجولات سيكون عليه العمل على إيجاد الحلول المناسبة من أجل تجهيز الأخضر كي يحافظ أولا على صدارته للمجموعة في التصفيات الأولية ومن ثم العبور إلى المونديال القادم 2022 بقطر من خلال التصفيات النهائية المقررة خلال الأشهر القليلة المقبلة، حيث إن الجميع ينتظر وجود الأخضر في المونديال المقبل الذي سيقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط وفي الخليج العربي تحديدا.
وتحدث الخبراء عن أبرز التحديات التي تواجه المدرب في الفترة القادمة وخصوصا من حيث الخيارات الفنية للاعبين في بعض المراكز، مشيرين إلى أن الاعتماد على لاعبي الخبرة هو الخيار الأنسب في الفترة القادمة.
وتركز الحديث عن أوضاع حراسة المرمى في ظل تراجع أداء الحارس الأساسي محمد العويس وكذلك في خط الهجوم في ظل سطوة اللاعبين الأجانب وسيطرتهم على المراكز الأولى ودون منافسة من المهاجمين السعوديين في جدول ترتيب الهدافين.
وقال فيصل البدين الذي قاد المنتخب السعودي الأول في التصفيات الأولية المؤهلة للمونديال الماضي «2018» ثم عمل مساعدا مع المدرب الهولندي مارفيك إن هناك العديد من التحديات التي ستواجه رينارد في الفترة القادمة ومن أبرزها اختيار اللاعبين في القائمة التي ستخوض بقية مباريات التصفيات الأولية ومن ثم النهائية مع وجود هدف واضح وهو الوجود في المونديال المقبل.
وعن حراسة المرمى والمخاوف الكثيرة في هذا الجانب في ظل تراجع أداء العويس وتلقيه عددا كبيرا من الأهداف هذا الموسم في كافة المنافسات قال البدين: «بكل تأكيد هناك تحد حقيقي للمدرب رينارد في هذا الجانب نظير تراجع مستوى الحارس الأساسي وحتى البدلاء ليسوا بنفس الإمكانيات مع تفضيل غالبية الفرق الحراس الأجانب».
وأضاف «صحيح أن الحارس العويس تراجع مستواه بشكل كبير ولكن لا يمكن تجاهل أن الحارس يتأثر بالمجموعة التي يوجد معها، الأهلي بشكل عام هذا الموسم كان أداؤه ونتائجه متواضعة ولذا يمكن أن نتفاءل بأن يكون العويس مع المنتخب السعودي في وضع أفضل مما هو عليه مع فريقه الأهلي».
وعن عودة بعض النجوم في خط الوسط من الركائز المهمة في كرة القدم السعودية مثل سلمان الفرج وسالم الدوسري وتقديمهما أداء كبيرا مع الهلال في مباريات الحسم قال البدين: «عودة هذه الأسماء البارزة عامل مهم وإيجابي لدى كل مدرب فهم أسماء تصنع الفارق من حيث الخبرة والإمكانيات ويحسب للاعبين الفرج والدوسري أنهما نجحا في العودة القوية بعد الإصابات التي تعرضا لها وهذا يؤكد مدى الانضباط الذي كانا عليه في الفترة السابقة بكونهما لاعبين محترفين، كما لا يمكن أن نبخس حق ناديهما الهلال في تجهيزهما وإعدادهما بشكل احترافي من أجل العودة القوية للملاعب والأكيد أنهما سيكونان دعامة للمنتخب السعودي في الفترة القادمة».
وحول ضعف الخيارات الهجومية من اللاعبين المحليين، قال البدين: «هذا صحيح هناك سيطرة من قبل اللاعبين الأجانب على خط الهجوم في جميع الأندية تقريبا، لكن في الهلال كمثال هناك صالح الشهري يأخذ فرصته في بعض المباريات ويبدع وكذلك عبد الله الحمدان وهناك لاعبون من أصحاب الخبرة مثل فهد المولد الذي أسهم في عودة قوية لفريقه الاتحاد هذا الموسم ولذا يمكن أن يعمل المدرب رينارد على تجهيز هذه الأسماء من اللاعبين، والأهم هو أن يكون هناك تجاوب منهم في العمل الفني وأرى أنهم مؤهلون لذلك».
وشدد البدين على أن الجاهزية البدنية واللياقية والذهنية والحساسية في المباريات مهمة لأي لاعب، ولذا يمكن للمدرب العمل على ذلك بالطريقة التي يراها مناسبة سواء بالمعسكرات أو المباريات الودية والتي يتوجب أيضا أن يؤخذ بالاعتبار الجانب البدني فيها وعدم إرهاق اللاعبين الذين تتواصل مشاركاتهم مع أنديتهم والمنتخبات الوطنية.
وعبر البدين عن تفاؤله بشأن القدرة على تجاوز كل هذه التحديات والوجود في المونديال القادم.
من جانبه بين خالد الدوسري المعروف بـ«خالدين» الحارس الدولي السابق أن التحدي الأكبر للمدرب رينارد يتمثل في وضع حراسة المرمى السعودية في التصفيات الأولية ومن ثم النهائيات المؤهلة للمونديال.
وقال خالدين: «لا يختلف اثنان على أن الحارس الأساسي في المنتخب حاليا محمد العويس يمر بانخفاض كبير جدا في مستواه ويتلقى أهدافا تعتبر سهلة لحارس دولي وصاحب خبرة، ولكن الواضح أن العويس يتماشى مع الوضع السيئ فنيا الذي يمر به فريقه الأهلي في كافة المنافسات التي خاضها هذا الموسم، ويمكن أن يعود لوضعه الطبيعي كأحد أفضل الحراس مع المنتخب».
وأضاف «لا توجد وفرة في الحراس الذين يمكن أن ينافسوا العويس على مركزه ولذا قد يكون هو الأفضل المتاح حاليا والمدرب مجبور على أن يشركه وإن كان في أسوأ مستوياته».
وبين أن عبد الله المعيوف حارس الهلال أيضا يمر بمرحلة انخفاض كبير في المستوى، كما أن وزنه زائد بشكل واضح، ولذا لا يمكن أن يكون حلا في حال تم إقناعه بالعودة عن اعتزاله اللعب الدولي.
ورأى خالدين والذي بات من مدربي الحراس حاليا أن حارس الشباب زيد البواردي جيد ويمكن تطويره، وكذلك حارس الأهلي البديل محمد الربيعي يمكن تطويره، ولكن أيضا يجب أن تكون بنيته الجسمانية أفضل مما هي عليه حاليا إذا ما أراد أن يحتل مكانا أساسيا في ناديه، وكذلك في المستقبل مع المنتخب الوطني الأول.
وعن بقية خطوط المنتخب السعودي والأثر لجاهزية عدد من اللاعبين للعودة للقائمة قال خالدين: «بكل تأكيد عودة سلمان الفرج وسالم الدوسري سيكون لها أثر إيجابي مهم في مسيرة المنتخب السعودي، وعلى مستوى خط الهجوم الوضع جيد بوجود بعض الأسماء التي تلعب في رأس الحربة الصريح مثل صالح الشهري وعبد الله الحمدان وخلفهم أسماء خبرة مثل فهد المولد وسالم وغيرهما من لاعبي الخبرة».
وأكد على أهمية الثقة في المجموعة التي سيختارها المدرب وتشجيعها من أجل تحقيق هدف الوصول للمونديال المقبل وعدم التشكيك في قدرتها على صنع ذلك المنجز. أما تيسير آل نتيف الحارس الدولي السابق ومدرب الحراس الحالي بنادي الخليج فقد اعتبر أن من حق الأندية التعاقد مع حراس أجانب في حال لم تجد من يمكن أن تعتمد عليه لحماية شباك فريقها من الحراس المحليين، ولذا لا يمكن أن نعتبر الأندية مساهمة في تراجع الحراس الجاهزين للوجود في المنتخبات السعودية.
وأضاف «أرى أن الكرة السعودية بشكل عام لديها عدد الجيد من الحراس الذين يمكن أن يزرعوا الطمأنينة في أن يحموا شباك المنتخبات لعشر سنوات مقبلة، ووجود الأجانب يخلق تنافسا ويكسب الحراس المحليين خبرة».
وعن وضع المنتخب السعودي الأول في الفترة القادمة وقدرته على تجاوز الاستحقاقات وخصوصا التصفيات المؤهلة للمونديال المقبل، قال: «هناك أسماء كافية من اللاعبين المحليين القادرين على تحقيق الطموحات في كافة المراكز وبكل تأكيد هناك عمل فني كبير ينتظر المدرب رينارد من أجل تحقيق الأهداف المرجوة».
وأخيرا أكد غازي عسيري اللاعب الدولي السابق أن المنتخب السعودي يضم مجموعة من أسماء الخبرة في كافة المراكز وكذلك أسماء شابة، ويمكن أن يخلق المدرب رينارد توليفة من اللاعبين قادرة على تجاوز كل المصاعب في طريق المونديال، مشيرا إلى أن بعض اللاعبين وفي غالبية المراكز يبدعون في المنتخب أكثر من أنديتهم بحكم الإمكانيات التي تتوافر في المنتخب قياسا بالأندية، ولذا لا يمكن الحكم على بعض اللاعبين من خلال أدائهم مع فرقهم في هذا الموسم.
حراسة الأخضر... مهمة «مقلقة» بانتظار رينارد
تراجع مستويات العويس والمعيوف «إشارات» لا يمكن إغفالها قبل استئناف التصفيات
حراسة الأخضر... مهمة «مقلقة» بانتظار رينارد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة