أكد مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» توجه صناع القرار بنادي الاتحاد، مع انتهاء مواجهة الفريق مع النصر، يوم أمس، في الجولة الأخيرة لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، التي جمعت الفريقين على ملعب مرسول بارك، للعمل على ترتيب كثير من الأمور المتعلقة بالنادي، ومن ضمنها الفريق الأول، وحسم عدد من القرارات، في إطار المساعي للبدء في وقت مبكر للإعداد للموسم الرياضي الجديد.
وحدّدت إدارة الاتحاد إجازة لاعبي الفريق بـ4 أسابيع قبل عودة انطلاقة تدريبات الفريق الجماعية نهاية شهر يوليو (تموز) تأهباً لعودة المباريات التنافسية التي سيستهلها الفريق بمواجهة الرجاء الرياضي المغربي في 21 أغسطس (آب) المقبل في نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال (البطولة العربية).
ويبحث الاتحاد عن تحقيق لقب البطولة الذي سيمنح الفريق دفعة معنوية كبيرة لانطلاقه منافساً في الموسم الرياضي الجديد؛ خصوصاً في ظل ابتعاد الفريق عن تحقيق الألقاب في السنوات الأخيرة، وكذلك لانعاش خزينة النادي بمبلغ مالي كبير يتمثل في الجائزة التي سيتحصل عليها الفائز بالكأس، والبالغة 6 ملايين دولار، والتي بدورها ستسهم في سداد كثير من الالتزامات المالية الواقعة على كاهل النادي.
وتوّج بلقب النسخة الماضية من البطولة فريق النجم الساحلي التونسي عقب فوزه بهدفين مقابل هدف على فريق الهلال السعودي في المباراة التي أقيمت في إستاد هزاع بن زايد بمدينة العين الإماراتية.
ويعاني الاتحاد من أزمة مالية ألقت بظلالها على الفريق الأول، والتي أسهمت في عدم تسليم اللاعبين رواتبهم الشهرية لعدة أشهر إلى جانب عدم تسليم مكافآت الفوز عن المباريات الأخيرة التي خاضها الفريق، الأمر الذي يتطلب تكاتف الاتحاديين لدعم ناديهم والمحافظة على المكتسبات التي حققها الفريق والبناء عليها للموسم الرياضي الجديد.
وسيفقد الاتحاد خدمات المدافع المصري أحمد حجازي في النهائي العربي، وتعمل الإدارة الاتحادية على تفعيل بند شراء عقده من نادي بروميتش الإنجليزي للإبقاء على اللاعب لموسمين آخرين مع الفريق.
وحصل حجازي على بطاقة صفراء في مواجهة الشباب ضمن إياب نصف نهائي المسابقة، ما أثار غضب الاتحاديين حينها بعدما أظهرت الصور التلفزيونية شكوكاً حول «عدم صحة» قرار الحكم، ودفعهم لـ«التظلم» والمطالبة برفع الإنذار عن أحد أبرز نجوم الفريق.
وأثار الكارت الأصفر لحجازي أزمة جماهيرية مع الاتحاد العربي؛ حيث شن جمهور الاتحاد هجوماً على مدير البطولة طلال آل الشيخ بعد تأكيده على «استحالة» رفع الإيقاف عن المدافع حجازي، والسماح له بالمشاركة في نهائي كأس محمد السادس للأندية الأبطال أمام الرجاء الرياضي.
ورفعت جماهير الاتحاد من حدّة انتقاداتها واحتجاجاتها على منظمي البطولة العربية، وأعادت تذكير مديرها طلال آل الشيخ بـ«ظلم» قوانين المسابقة ومحاباة طرف على حساب آخر، كما حدث في نسخة 2017 عندما تمت الموافقة على طلب الترجي التونسي، بإلغاء الإنذار والإيقاف في حق اللاعب، محمد الجويني، والسماح بمشاركته في مواجهة الفتح الرياضي ضمن نصف نهائي المسابقة.
من جهة أخرى، تخوف عدد من الاتحاديين من انعكاس رحيل حامد البلوي المدير التنفيذي لكرة القدم، ومشعل السعيد مدير الكرة، بعد تردد أنباء أن مواجهة الكلاسيكو يوم أمس ستكون آخر عهد للثنائي مع الفريق بعد تقديمهما استقالتهما قبل أيام لإدارة النادي لظروف خاصة.
وأكدت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن هناك تحركات اتحادية حثيثة لثني البلوي والسعيد عن الاستقالة في إطار المساعي للمحافظة على استقرار الفريق، في ظل ما قدماه من عمل متناغم، ساهم بشكل كبير في إعداد اللاعبين نفسياً ومعنوياً بصورة كبيرة للمباريات التنافسية.
واستعانت إدارة الاتحاد في الموسم الرياضي المنصرم بالثنائي البلوي والسعيد في بداية الموسم الرياضي للاستفادة من خبرتهما الإدارية وإلمامهما بالأمور الفنية بصورة مميزة للعمل على تحسين نتائج الفريق الكروي الأول بالموسم الرياضي. ولم يكن الثنائي بعيداً عن الأجواء الاتحادية؛ حيث عمل البلوي في إدارات متعاقبة بالنادي، إلى جانب مشعل السعيد الذي مثل الفريق لاعباً قبل اعتزاله الكرة والتوجه للعمل الإداري.
ويعرف عن البلوي شخصيته القيادية من الطراز الأول حيث يمتع بخبرة إدارية كبيرة مكّنته من التعامل مع اللاعبين كافة باحترافية عالية وخلق الانضباطية بالفريق؛ حيث سبق له العمل الإداري في الفترة الذهبية التي تحصل خلالها الفريق على لقب دوري أبطال آسيا مرتين 2004 و2005. قبل أن يعود مديراً لفريق كرة القدم 2009 ويحقق مع الاتحاد لقب بطولة الدوري، كما تقلد في 2012 منصب الإشراف على الفريق، وتم تعيينه 2014 مديراً تنفيذياً للفريق.
بينما يعد السعيد أحد الأسماء الإدارية الواعدة، التي ينتظرها مستقبل مشرق في العمل قياساً بما يتسم به من انضباطية في العمل، وكان له بالغ الأثر في بروزه مديراً لفريق هجر، إلى جانب تميزه بقدرته على التعامل مع الجميع بحكمة وهدوء، إضافة إلى خبرته العريضة التي اكتسبها في الملاعب، ما انعكس على قدرته وتميزه في التعامل مع اللاعبين وتهيئتهم كذلك للمباريات التنافسية.
وكانت أنباء متواترة تناولت ترشيح قائد الفريق السابق محمد نور خلفاً للبلوي، وهو ما ثمنه اللاعب معتذراً عن تولي المنصب، مطالباً إدارة النادي برئاسة أنمار الحائلي التمسك بالمدير التنفيذي واستمراره.
وأرجع نور اعتذاره عن المنصب عبر حسابه الشخصي بـ«تويتر» في الوقت الحالي لانشغاله، مشيراً إلى أن استقالة البلوي خسارة كبيرة، واصفاً إياه بالشخص الانضباطي من الدرجة الأولى، والذي يحترمه اللاعبين، والذي ساهم إلى حد قوله في إعادة «الهيبة في المحافظة على حقوق الاتحاد في المباريات»، متمنياً من إدارة أنمار الحائلي الجلوس معه وإبقاءه لكونه كفاءة يجب أن تستمر.
الأزمة «الإدارية» تهدد أحلام الاتحاد «العربية»
استقالة البلوي والسعيد وضعت إدارة أنمار أمام مأزق حقيقي
الأزمة «الإدارية» تهدد أحلام الاتحاد «العربية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة