سجلت الهند أمس (الأحد) أدنى زيادة يومية في الإصابات الجديدة بفيروس «كورونا» منذ 46 يوماً بعد تسجيل 165553 إصابة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية مع تسجيل 3460 حالة وفاة جديدة. وأظهرت بيانات وزارة الصحة أن عدد الإصابات في الهند يبلغ الآن 27.9 مليون إصابة وعدد الوفيات 325972.
لكن أثر الجائحة على الهند كان قوياً، وزاد الفقر في بلد أصلاً تعاني الملايين فيه من أوضاع قاسية. وعلى سبيل المثال، تعيش رشيدة جليل في حالة قلق من احتمال عدم تمكّنها من إطعام أطفالها السبعة في وقت تدخِل موجة كوفيد الفتاكة ملايين العائلات الهندية في دوامة الفقر. وتكتفي رشيدة البالغة 40 عاماً وزوجها عبد الجليل (65 عاماً) وأطفالهما في الأساس بوجبة واحدة يومياً.
وقالت جليل لوكالة الصحافة الفرنسية، وهي تعد الخبز التقليدي «روتي» من أجل الوجبة الوحيدة لليوم في شقتهم الصغيرة للغاية في نيودلهي: «عندما نشعر بالجوع والعطش، ينتابني شعور بالعجز والقلق، فكيف سأعيش هكذا؟». وتابعت «نحاول تدبّر أمورنا بأي مبلغ يتمكن زوجي من كسبه. إذا كان غير كافٍ، أبقى جائعة لأتمكن من إطعام أطفالي».
وأودى فيروس «كورونا» بـ160 ألف شخص في غضون ثمانية أسابيع وأغرق المستشفيات وأدى إلى إغلاق العديد من الأعمال التجارية في الهند. ويحذّر الخبراء من أزمة أخرى محدقة مع ازدياد الجوع في أوساط فقراء الهند الذين لا يزالون يعانون من تداعيات أول إغلاق فرض العام الماضي. وقالت أنجالي باردواج من حملة «الحق في الحصول على الغذاء» لوكالة الصحافة الفرنسية: «إنها أزمة مزدوجة يواجهها الفقراء في البلاد - هناك أزمة صحية وأزمة أخرى اقتصادية». وتابعت «لدينا أزمة صحية ضخمة... وكان على كثيرين إنفاق كل مدّخراتهم في محاولة لتقديم الرعاية الطبية لعائلاتهم».
وكشفت دراسة أعدتها جامعة «عظيم بريمجي» في بنغالور أن نحو 230 مليون هندي دخلوا في دوامة الفقر، أي أنهم يعيشون على أقل من 375 روبية أو ما يعادل خمسة دولارات يومياً، في العام الأول من الوباء. وأشار مركز مراقبة الاقتصاد الهندي إلى أنه تمّت خسارة أكثر من 7.3 مليون وظيفة خلال أبريل (نيسان) وحده، ما يعني مأساة إضافية في البلد حيث تعمل 90 في المائة من القوة العاملة بشكل غير رسمي في غياب أي أمان اجتماعي، وحيث الملايين غير مؤهلين بالتالي للحصول على حصص الإعاشة الحكومية الطارئة.
وقال الأستاذ المساعد أميت باسول الذي شارك في إعداد دراسة جامعة «عظيم بريمجي» لوكالة الصحافة الفرنسية: «دخل العديد من الأشخاص في الفقر العام الماضي، باتوا مدينين... وكان عليهم خفض استهلاكهم للغذاء». وأضاف «لذا فإن الموجة الثانية تأتي لتفاقم وضعاً خطيراً وصعباً للغاية».
خلصت دراسة جامعة «عظيم بريمجي» إلى أنه خلال إغلاق العام الماضي، خسر نحو مائة مليون شخص وظائفهم في الهند. وبعدما رفعت القيود، فشل 15 في المائة في العثور على وظيفة بحلول نهاية 2020، بما في ذلك 47 في المائة من النساء العاملات. وأُجبر الكثير ممن عادوا إلى العمل على القبول بأجور أقل، ما تركهم أكثر عرضة للخطر عندما ضربت الموجة الثانية من كوفيد.
الهند تسجل أقل زيادة يومية في الإصابات منذ منتصف أبريل
«كوفيد ـ 19» يفاقم الجوع بين الفقراء
الهند تسجل أقل زيادة يومية في الإصابات منذ منتصف أبريل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة