بغداد قلقة من تحركات لبلاسخارت تزامنت مع اقتحام «المنطقة الخضراء»

مسؤول حكومي رفيع قال لـ«الشرق الأوسط» إن المبعوثة الأممية تصرفت «خارج السياقات القانونية»

جنين بلاسخارت (بعثة الأمم المتحدة في العراق)
جنين بلاسخارت (بعثة الأمم المتحدة في العراق)
TT

بغداد قلقة من تحركات لبلاسخارت تزامنت مع اقتحام «المنطقة الخضراء»

جنين بلاسخارت (بعثة الأمم المتحدة في العراق)
جنين بلاسخارت (بعثة الأمم المتحدة في العراق)

كشف مسؤول عراقي رفيع لـ«الشرق الأوسط»، عن أدوار «خارج السياقات القانونية» لرئيسة البعثة الدولية (يونامي) في العراق، تزامنت مع حادثة اقتحام المنطقة الخضراء من قبل مسلحين تابعين لـ«الحشد الشعبي».
وأوضح المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، إن جنين بلاسخارت «أجرت لقاءات مع مسؤولين عسكريين، سبق وأصدروا أوامر لاقتحام المنطقة الحكومية لإطلاق سراح القيادي في «الحشد الشعبي» اللواء قاسم مصلح.
وتأتي هذه المعلومات، بالتزامن مع مقابلة متلفزة لبلاسخارت لم تنف فيها مطالبة مسؤول عراقي بتقديم استقالته، في إشارة إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. وأكد المسؤول الحكومي، أن «لقاءات بلاسخارت الأخيرة جرت من دون تنسيق مع الحكومة العراقية، كما أنها شملت قيادات عسكرية رفيعة، على صلة مباشرة بأحداث 26 مايو (أيار) الحالي».
وأشار المسؤول إلى أن الحكومة العراقية «طالبت رئيسة البعثة بتفسيرات عن السياق القانوني الذي جرت في إطاره هذه اللقاءات، لا سيما أنها تزامنت مع حوادث هددت سيادة البلاد».
وفي العادة، تمتنع بعثة الأمم المتحدة عن إصدار مواقف من الأزمات السياسية المحلية، وغالباً ما تحرص على عدم التورط في تعليقات ذات طابع إشكالي، وتحث على حل المشكلات الداخلية بالحوار بين الأطراف المعنية.
لكن المسؤول الحكومي أشار إلى أن «بغداد لا ترى في ملف اقتحام المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة وأهم مؤسساتها، مسألة نزاع سياسي بين الفاعلين العراقيين، بل حادثة خطيرة تكاد تهدد سمعة البلاد واستقراره». ويضيف المسؤول أن «الحكومة تدعم جهود البعثة الدولية بما يعزز استقرار البلاد وسيادته».
وسألت «الشرق الأوسط» رئيسة البعثة، جنين بلاسخارت، عما إذا كانت لديها تعليقات بشأن لقاءات مزعومة مع قيادات عسكرية، فيما لم تحصل على أي رد حتى ساعة كتابة هذا التقرير.
وأجرت بلاسخارت لقاءات عدة، خلال الشهور الماضية، مع مسؤولين عراقيين في هيئة «الحشد الشعبي»، ولعبت دوراً في إنجاز الهدنة بين الفصائل العراقية والقوات الأميركية، في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي. وقالت البعثة الدولية حينها، إن «الحياد والاستقلال في صميم تفويض الأمم المتحدة (...) وإنها تتعامل مع مجموعة واسعة من أصحاب الشأن في السعي إلى تحقيق السلام».
ويوضح المسؤول الحكومي أن «بغداد طالبت رئيسة (يونامي) بإيضاحات بشأن لقاءاتها غير المنسقة في حال أجريت بالفعل، وفيما إذا كانت تلك الاجتماعات تؤشر أن البعثة الدولية لا ترى في اقتحام المنطقة الخضراء أي خطر يهدد السلام وسيادة البلاد، أو أنها تتفهم دوافع المقتحمين».
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها بلاسخارت إلى انتقادات حادة، إذ واجهت العام الماضي اتهامات من قبل قادة الحراك الاحتجاجي بلعب دور ضعيف في مواجهة القمع الذي واجهوه منذ أكتوبر 2019. وقبل يومين، نظم عراقيون مقيمون في العاصمة البلجيكية بروكسل وقفة احتجاجية، للمطالبة بكشف قتلة المتظاهرين، مطالبين بـ«فرض رقابة على بعثة (يونامي) في العراق وتغيير طاقمها».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».