رئيس مجلس المحافظة: عشائر الأنبار تعلن جاهزيتها لمحاربة «داعش»

مقتل قيادات بارزة بالتنظيم في قصف لطائرات التحالف الدولي

رئيس مجلس المحافظة: عشائر الأنبار تعلن جاهزيتها لمحاربة «داعش»
TT

رئيس مجلس المحافظة: عشائر الأنبار تعلن جاهزيتها لمحاربة «داعش»

رئيس مجلس المحافظة: عشائر الأنبار تعلن جاهزيتها لمحاربة «داعش»

عقدت الحكومة المحلية في محافظة الأنبار مؤتمرا عشائريا كبيرا «الهدف منه حشد الجهود للعشائر العراقية في مقاتلة تنظيم داعش والمطالبة بتسليح أبناء عشائر محافظة الأنبار ودعمها بالسلاح والمواد الغذائية والطبية اللازمة في عملية طرد مسلحي تنظيم داعش من كل مدن الأنبار»، حسبما أعلن القائمون على المؤتمر.
وقال صباح كرحوت رئيس مجلس محافظة الأنبار في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «مؤتمرنا هذا هو رسالة واضحة بأن الكل في الأنبار متكاتف ومتوحد لطرد مسلحي تنظيم داعش من مدننا، وعودة أكثر من مليون نازح إلى منازلهم وأعمالهم وحياتهم الطبيعية. وعلى الحكومة المركزية أن تباشر بتسليح أبنائنا من متطوعي العشائر لاستعادة أراضينا التي سيطر عليها مسلحو تنظيم داعش وعاث بها فسادا ودمارا».
وأضاف كرحوت أن «العشائر أعلنت خلال المؤتمر جاهزية أبنائها لمحاربة تنظيم داعش، وطالبت الحكومة المركزية بتسليح أبنائها بكل ما يحتاجونه من السلاح والعتاد والذخيرة لمواجهة العصابات الإجرامية وطردها من الأنبار. وشيوخ العشائر أكدوا خلال المؤتمر على وحدة الصف وتوحيد الكلمة في مواجهة (داعش) والإصرار على محاربته كونه يستهدف جميع مكونات العراق دون تمييز».
وأشار رئيس مجلس محافظة الأنبار إلى أن «مجلس المحافظة بكل أعضائه وبحضور محافظ الأنبار صهيب الراوي وعدد كبير من المسؤولين وكل شيوخ عشائر المحافظة، قد شاركوا في المؤتمر وأعلنوا استعدادهم الكبير لحشد الجهود ومواجهة تنظيم داعش وطرده من الأنبار».
من جهة أخرى، واصلت القوات العراقية المشتركة عمليتها العسكرية لتحرير محيط ناحية البغدادي (90 كلم) غرب الرمادي مركز محافظة الأنبار، من مسلحي تنظيم داعش.
وأعلنت القوات العراقية عن مقتل 70 مسلحا من التنظيم بقضاء الكرمة (75 كلم) شرق الرمادي مركز محافظة الأنبار، فيما قصف طيران التحالف الدولي مواقع لـ«داعش» بمدينة القائم العراقية الحدودية مع سوريا، مما أسفر عن مقتل العشرات بينهم قيادات بارزة في التنظيم.
وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات العراقية مدعومة بمقاتلي العشائر وقوات الحشد الشعبي قتلت أكثر من 70 إرهابيا في منطقتي البو جاسم والشهابي بقضاء الكرمة». وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن طائرات التحالف الدولي أغارت على مواقع لتنظيم داعش بمدينة القائم الحدودية مع سوريا، وأسفرت تلك الطلعات عن مقتل قيادات بارزة في التنظيم، بينهم: أبو مسلم التركماني، وأبو مسلم الشيشاني، وأبو عبيدة العزاوي، ووالي داعش في الفرات ثامر محمد. كما أسفر القصف عن تدمير آليات وعجلات مختلفة يستخدمها المسلحون، وتدمير عدد من مقراتهم.
وتشهد محافظة الأنبار وضعا أمنيا محتدما منذ 10 يونيو (حزيران) الماضي، وذلك بعد سيطرة مسلحي تنظيم داعش على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو صلاح الدين وديالى وسيطرتهم على بعض مناطق المحافظتين، قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادة أغلب تلك المناطق، في حين تستمر العمليات العسكرية في محافظة الأنبار غرب العراق التي يسيطر مسلحو تنظيم داعش على ما نسبته 85 في المائة من أراضيها، علما بأن الأنبار تمثل ثلث المساحة الكلية للعراق.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».