تأهيل نجوم و«تصفير ديون» وصفقات «معلم» قادت الفيصلي للإنجاز

المدلج: أهدي الكأس لأسرتي... ونفاضل بين 3 لخلافة شاموسكا

TT

تأهيل نجوم و«تصفير ديون» وصفقات «معلم» قادت الفيصلي للإنجاز

بعد أن توج مسيرته الرائعة والنموذجية بكأس الملك السعودي، نال فريق نادي الفيصلي كثيراً من الإشادات، وغدا نجماً لامعاً في أكبر مسارح الموسم الرياضي السعودي على الإطلاق، حقق على أثره مكاسب تاريخية منها انضمامه للسجل الشرفي للبطولة لأول مرة في تاريخه والفوز بمبلغ 10 ملايين ريال «جائزة المركز الأول» وكذلك بطاقة التأهل المباشر لنسخة دوري أبطال آسيا المقبلة.
وعدّ كثيرون هذا المنجز الكبير للفيصلي تتويجاً حقيقياً رائعاً لمسيرة ممتدة لأكثر من عقدين من الزمن ترأس فيها فهد المدلج إدارة النادي الواقع في قرية حرمة بسدير وسط المملكة، حيث تولى المدلج رئاسة النادي منذ عام 2000 عندما كان في دوري المناطق ثم صعد تدريجياً للأولى قبل أن يحصد الصعود الأول له للدوري الممتاز في عام 2007 لكنه عاد للأولى وصعد مجدداً في عام 2010 ومنها بقي في دوري المحترفين في مراكز الوسط ومنافساً في البطولات قصيرة النفس إلى أن بلغ الفريق ذروته في المنافسة حينما وصل لنهائي كأس الملك في عام 2018 إلا أنه خسر النهائي.
وعلى الأرجح لم تكن خسارة النهائي قبل ثلاثة أعوام إلا دافعاً من أجل تحقيق مزيد من المنجزات التاريخية تمثل أولها في الوجود في دوري أبطال آسيا، وهو الذي يمكن تحقيقه من خلال حصد أحد المراكز الأربعة الأولى في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين أو حصد بطولة كأس الملك.
وكان عنابي سدير قريباً من الوصول إلى رابع الترتيب في دوري الموسم المنصرم إلا أنه خسر ذلك بفارق نقطة عن الوحدة ليحل خامساً ويؤجل هذا الحلم موسماً جديداً.
وتميز رئيس نادي الفيصلي بالصبر والتروي في اتخاذ القرارات في أحلك الظروف ولذا تم الإبقاء على الجهاز الفني بقيادة المدرب البرازيلي شاموسكا، واحترام قراراته الفنية بإبعاد عدد من النجوم سواء المحليين أو الأجانب حتى مَن حققوا أرقاماً مميزة في الموسم الماضي مثل صانع الألعاب الفرنسي يوسف الجبلي ولاعب الوسط التريندادي هايلاند اللذين انتقلا إلى الباطن، حيث اعتمد على حاجات المدرب بعيداً عن العاطفة وحتى الأرقام التي سجّلها كل لاعب ليؤكد بذلك أنه أبقى شاموسكا لأنه يثق به وبقراراته ورؤيته الفنية ولا يسمح حتى لنفسه بالتدخل فيها.
وبعد أن نال الفريق الكثير من الخبرة في المنافسات والتجربة رسم الرئيس ومجلس إدارته خطة واستراتيجية تعتمد بشكل واضح على المنافسة على بطولات النفس القصير، وكانت بطولة كأس الملك أولوية قصوى لتحقيقها.
يقول المدلج لـ«الشرق الأوسط»: «في عملنا في نادي الفيصلي اعتمدنا على الإمكانيات المتوافرة، وسعينا لبناء فريق يمكنه أن ينافس على البطولات خصوصاً بعد أن اكتسب الفريق خبرة في المنافسة».
وأضاف: «في بطولات كأس الملك وصلنا 3 مرات لأدوار متقدمة في السنوات الخمس الأخيرة منها للدور نصف النهائي للمرة الأولى ثم النهائي مرتين ووُفقنا في الوصول إلى الثالث بحصد اللقب الأغلى»
وزاد بالقول: «سعينا لبناء فريق ليس مشاركاً فقط في المنافسات بل منافس على الحصاد، وكذلك كان للفئات السنية اهتمام كبير نتج عنه وجود جميع الفئات السِّنية بدايةً من البراعم وحتى الأولمبي في الدوري الممتاز وهذا يؤكد أن العمل غير مرتكز على الفريق الأول لكرة القدم. كما أن فِرق الألعاب المختلفة في النادي يوجد سبعة منها في الدوري الممتاز، وهذا يعني أن النادي لا يقتصر اهتمامه على كرة القدم بل إن هناك عملاً كبيراً يتم من قِبل كفاءات في كل الألعاب وهناك منجزات تمت وستتم بإذن الله في الفترة القادمة».
وبالعودة إلى الفريق الكروي فمنذ أن تجاوز الفريق عقبة الاتفاق بالركلات الترجيحية لبطولة كأس الملك لهذا الموسم بدت العزيمة كبيرة من أجل تحقيق هذا الكأس في ظل الخبرة والتجربة التي نالها الفريق وإمكانية تحقيق هذا المنجز الكبير بأقصر الطرق قياساً ببطولة الدوري التي تحتاج إلى نفس طويل.
وكانت جدولة مشوار الفريق في هذه البطولة صعبة، كون الفيصلي خاض جميع المباريات خارج أرضه، حيث واجه الباطن في الدور ربع النهائي في حفر الباطن إلا أنه فاز في الوقت الأصلي ليتأهل لمواجهة النصر في الرياض وينجح في التفوق على المرشح الأكبر بهدف رغم تعرض أحد لاعبيه للطرد وليؤكد بذلك عزيمته على نيل اللقب هذه المرة.
وبعد أن عاد الفريق لبطولة الدوري، حيث كانت النتائج أقل مما كانت عليه في الموسم الماضي كان هناك عمل على جبهتين: الأولى هي الابتعاد عن خطر الهبوط للأولى التي دخل فيها الفريق حسابياً حتى مباريات الجولة قبل الأخيرة، والأخرى التجهيز لبطولة الكأس من خلال التأكيد على اللاعبين التركيز في كل مباراة على حدة.
يقول المدلج: «وضعنا لكل مباراة أهمية خاصة، ففي بطولة الدوري هناك جمع نقاط مهمة، وفي بطولة الكأس هناك خروج مغلوب، كان من المهم التوازن في الجانبين مع تأكيد التركيز على تحقيق الهدف المتاح وهو المواصلة لحصاد الكأس».
وبعد أن شهدت مباريات الجولة 29 من الدوري خسارة الفيصلي لمباراته ضد الشباب بنتيجة ثقيلة بلغت خمسة أهداف دبّ القلق لدى أنصار عنابي سدير بأن يتعرض الفريق لانتكاسة كبيرة بخسارة نهائي كأس الملك ومن ثمّ التعرض للهبوط لدوري الأولى بكونه سيواجه الهلال في الجولة الأخيرة من بطولة الدوري، إلا أن بقية نتائج هذه الجولة شهدت خروج الفيصلي من حسابات الهبوط نهائياً نتيجة نتائج المنافسين ليريح ذلك اللاعبين بشكل أكبر ويجعلهم يركزون على النهائي الكبير.
وعلى الرغم من أن الفريق فقد في نهائي كأس الملك ثلاثة من أهم عناصره الأساسية المؤثرة جداً في التشكيلة مثل المهاجم البارع غيلرمي، والمدافعين إيغور روسي ورافائيل سليفا، فإنه دخل المباراة بكل شجاعة وعزيمة من أجل تحقيق اللقب وهذا ما حصل فعلاً بثلاثية الهداف جوليو تفاريس القادم من الرأس الأخضر.
وقبل أيام من النهائي لم يظهر أي تأثر على لاعبي الفريق مع الأخبار التي تسربت بعد الخسارة الدورية القاسية من الشباب برحيل المدرب شاموسكا، حيث بقي الود بين الإدارة والمدرب واللاعبين والثقة المتبادلة والأجواء الصحية التي ميّزت هذا النادي عن غيره من الأندية.
ولعل ما يميز نادي الفيصلي عن غيره هو الإيفاء بشكل منتظم برواتب اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية وحتى العاملين دون أي تأخير، حيث يعد الرئيس المدلج هذا العمل واجباً بأن يؤتي الأجير أجره قبل أن يجفّ عرقه.
ولم يدخل الفيصلي في صراع على حصد صفقات سواء محلية أو أجنبية مع أي نادٍ محلي بل إن القيمة السوقية للاعبيه تعد الأقل في الكرة السعودية، إلا أنه يمتاز بجلب اللاعبين الذين يتناسبون مع وضع النادي وإمكانياته وقدرة الإدارة على الإيفاء المنتظم بحقوقهم المالية.
كما يُعرف عن النادي كونه بيئة مميزة لإعادة تأهيل عدد من النجوم الذين تراجعت مستوياتهم الفنية مع أنديتهم وتوفير الأجواء الصحية لهم للإبداع وهذا ما حصل له مع الحارس أحمد الكسار، وكذلك حسين سالم الذي جلبه من الاتفاق ومحمد الصيعري من الوحدة وغيرهم من اللاعبين دون تحمل مبالغ باهظة، حيث حمل الكسار شارة القيادة للفريق في النهائي بعد أن ركز عليه المدرب في مباريات الكأس منذ المباراة الأولى التي تصدى فيها لأكثر من ركلة ترجيحية.
ولم يقتصر منهج الفيصلي على تأهيل اللاعبين وإبقائهم في الفريق بل إنه باع عقود بعضهم مثل حمدان الشمراني وعبد العزيز البيشي، حيث تم بيع عقديهما لنادي الاتحاد، وتبقى له من الصفقتين أكثر من سبعة ملايين ريال مما يؤكد الفكر الاستثماري لدى الإدارة.
وعلى الرغم من أن هناك قرارات ملزمة أُصدرت لصالح النادي بشأن أحقيته في الحصول على مبالغ الصفقات فإن المدلج فضّل إبعاد فريقه عن مثل هذه الأمور، وأبقى الوضع في الجانب القانوني بل أكد قبل أيام أنه يثق بقدرة الاتحاد على سداد المبالغ دون استخدام لهجة تصعيدية حرصاً منه على علاقة إيجابية مع جميع الأندية.
كما أن النادي منتظم في الحصول على الرخصة الآسيوية دون التعذر بوجود عوائق مالية للحصول عليها جراء تأخر بعض الأندية في تسديد ديون مستحقة لصالح ناديه.
وعن بقائه في منصبه بعد تحقيق اللقب الأغلى في مسيرة النادي وفي رياضة سدير بشكل عام، قال المدلج: «لكل حادث حديث، ولكن أعتقد أنه جاء الوقت لأمنح الفرصة لغيري من الكفاءات التي تزخر بها (حرمة) لا أريد أن آخذ زمني وزمن غيري، هناك عمل كبير تم وسيتم في المستقبل».
وعلى اعتبار أنه الرئيس الأقدم والأكثر خبرة والصوت المؤثر دائماً من الأندية غير الغنية مادياً وغير المصنّفة من الكبار فقد تلقى في عدد من المنافسات دعماً من زملائه في الأندية الأخرى للتقدم لمنصب رئيس الاتحاد السعودي أو رئاسة رابطة دوري المحترفين، إلا أنه يعتذر دائماً، ويرى في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه يفضل أن يستمر في قيادة النادي والوفاء للأشخاص الذين وثقوا به طوال الفترة الماضية للبقاء في منصبة كرئيس بالتزكية دون منافسين له في «5» دورات رئاسية سابقة للفيصلي وأنه يخدم الكرة السعودية من خلال ناديه.
وقد يفكر المدلج جدياً في هذه الخطوة في حال انتهت دورته الرئاسية في نادي الفيصلي ونال وقتاً للراحة.
ويؤكد المدلج أن ارتباطه مع النادي جعله يقصر في الجانب الأسري تجاه والدته وزوجته وأبنائه وبناته، ولذا يعدهم أساس كل نجاح تحقق ويهديهم المنجز الأكبر.
وبعد أن تأكد رحيل المدرب شاموسكا عن النادي أكد المدلج أنه يبارك لهذا المدرب هذه الخطوة ويتمنى له المزيد من التوفيق، وبيّن أن هناك ثلاثة ملفات على طاولة إدارة النادي لدراستها واختيار المدرب الأنسب منها لقيادة الفريق في الموسم المقبل سواء في دوري أبطال آسيا التي تأهل فيها الفيصلي بمقعد مباشر أو بطولتي دوري المحترفين وكأس الملك إضافةً إلى بطولة السوبر السعودي، حيث سيكون لدى عنابي سدير أربعة استحقاقات كبيرة في الموسم المقبل.
بقيت الإشارة إلى أن الفيصلي سيخوض المباراة الأخيرة ضد الهلال في ختام الدوري في مباراة يمكن أن توصف بمباراة «احتفالية» لبطلي الدوري والكأس في مباراة نقاط ثلاث فقط ولتمثل بذلك مباراة سوبر مبكر، حيث سيكون هناك ممر شرفي من الفيصلي للهلال حسب اتفاق المدلج مع رئيس الهلال فهد بن نافل، فيما يرجح أن يبادر الهلاليون بردّ هذه التحية بمثلها على أن يجري التنسيق بين الناديين قبل مواجهة الأحد الختامية لهذا الموسم الرياضي السعودي.


مقالات ذات صلة

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

رياضة سعودية فريق نجران يأمل تحقيق الاستفادة الكاملة من معسكره الخارجي (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود يعيد ترتيب أوراقه في معسكر أبو ظبي

يقيم الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأخدود معسكراً تحضيرياً في أبوظبي بدءا من اليوم الأحد ولمدة أسبوعين.

علي الكليب (نجران)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش يتألق بقميص الهلال (رويترز)

وكيل سافيتش: سيرجي سعيد في الهلال… ويتطلع لمونديال الأندية

أكد أوروس يانكوفيتش، وكيل اللاعب الصربي سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، أن الشائعات بأن لاعب الهلال سيعود قريباً إلى الدوري الإيطالي غير صحيحة.

مهند علي (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد لحظة مباركته لملف السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

العالم يترقب فوز السعودية باستضافة «مونديال 2034»

تتجه أنظار العالم، اليوم الأربعاء، نحو اجتماع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث يجتمع 211 اتحاداً وطنياً للتصويت على تنظيم كأس العام 2030 و2034.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية ولي العهد أعطى الضوء الأخضر لعشرات الاستضافات للفعاليات العالمية (الشرق الأوسط)

«كونغرس الفيفا» يتأهب لإعلان فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034

تقف الرياضة السعودية أمام لحظة مفصلية في تاريخها، وحدث قد يكون الأبرز منذ تأسيسها، حيث تفصلنا ساعات قليلة عن إعلان الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم.

فهد العيسى (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».