قال الفنان المصري محمد فراج إن شخصية «مؤنس» التي قدمها في مسلسل «لعبة نيوتن» بموسم دراما رمضان الماضي، أرهقته كثيراً لدرجة أنه توحد معها، وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن المخرج المصري تامر محسن، والفنانة منى زكي كانا وراء موافقته على المشاركة في المسلسل، الذي يعتبره من أبرز الأعمال الدرامية المصرية بالآونة الأخيرة، مشيراً إلى أن دوره في «لعبة نيوتن» الأقرب لقلبه، والأهم في مسيرته ونفى الفنان المصري صلة العمل بأي توجهات سياسية أو دينية أو الترويج للحلم الأميركي، ولفت فراج إلى أنه نافس نفسه بموسم رمضان من خلال شخصيتي «كريم»، و«مؤنس»، وإلى نص الحوار:
> نلت إشادات عدة جراء أدائك في «لعبة نيوتن» كيف ترى ذلك؟
- مسلسل «لعبة نيوتن» هو مشروعي الكبير، والأقرب إلى قلبي خلال مسيرتي الفنية، فهذا العمل تحديداً يعني لي الكثير، فأنا أحبه جداً، وفخور لأنني جزء منه، فهو نقلة في مسيرتي الفنية، وردود الفعل الإيجابية التي وصلتني أكدت شعوري وإحساسي وجعلتني ألمس مدى تفاعل الجمهور معي.
> وما الذي حمسك لتقديم شخصية «الشيخ مؤنس» بالعمل؟
- تحمست لتقديمه بسبب وجود المخرج تامر محسن، الذي يعد العمل معه متعة لا أجدها في كثير من الأعمال، فهو مخرج يعرف كيف ينتقي أعماله جيداً، وقدمت معه شخصية المتسول في «بدون ذكر أسماء» والهجام في «الصندوق الأسود» وهاتان الشخصيتان كان يجمعهما بعض التفاصيل البسيطة، لكن شخصية «مؤنس» كانت تركيبة جديدة علي تماما لذلك كان لدي شغف كبير لتجسيدها، وأرى أن تامر محسن تفوق على نفسه في «لعبة نيوتن» حتى خرج بهذا الشكل رغم ظروف التصوير الصعبة وطول مدة تصوير المسلسل، لذلك أعتقد أن هذا المسلسل مؤهل لأن يكون من علامات الدراما المصرية.
> وهل توقعت نجاح المسلسل قبل عرضه؟
- في البداية توقعت نجاحه بنسبة 90 في المائة، لثقتي بالمخرج تامر محسن، وخبرتي السابقة معه في مسلسل «بدون ذكر أسماء» فهو مخرج متميز ونحن ننتمي لمدرسة واحدة، ولا أنكر أنني كنت متخوفا في البداية من رد فعل الجمهور، لكن نجاح المسلسل وإشادة الجمهور والنقاد به فاق كل التوقعات، وفي تقديري هذا يرجع إلى جودة السيناريو وتعدد الشخصيات به، واهتمامه بإبراز المشاعر الإنسانية لكافة الشخصيات.
> ما هي التحديات التي واجهتك خلال تجسيد شخصية «مؤنس»؟
- قوة شخصية «مؤنس» تكمن في طريقة تفكيرها، ونفوذه المستمد من مركزه وماله، فالشخصية لديها تقلبات دينية واجتماعية متعددة، والتنقل بينها لم يكن سهلاً ولكنني أحببت الشخصية وتعايشت معها على الورق ودرست مظهرها الخارجي بشكل واف، بجانب لغة الجسد، وكيفية قراءة القرآن، وكل هذا لم يكن صعبا، لكن تكوين الشخصية الداخلي كان الجزء الأصعب وهذا هو ما شغلني كثيراً.
> بعض الفنانين يعانون من توحدهم مع الأدوار هل يحدث ذلك معك؟
- أنا أشعر بما أقدمه لدرجة لا يتخيلها أحد، وأتوحد مع شخصياتي بسبب تركيباتها المعقدة، لذلك فإن بقايا «مؤنس» ظلت معي لفترة كبيرة وأرهقتني نفسيا وتوحدت معها بشكل كبير، وخصوصاً بعد المشاهد التي تحتوي على شحنات عالية من المشاعر، وهذا سر نجاح الشخصية فالتركيبة النفسية التي مر بها في حياته وتربيته التي أثرت كثيراً في نفسيته، كذلك الكره والغضب الذي يحمله في عقله كان عامل ضغط كبير علي للخروج بالشخصية بهذا الشكل، فهو بمعنى بسيط شخصية افتقدت الحب والحنان، وهذا هو سبب حب الناس للشخصية وتعاطفهم معها.
كما أنني أشاهد الكثير من الأعمال وأدرس جوانب الشخصية بشكل كبير ولكن تفاصيل تقديمها يخصني وحدي كفنان بمعاونة المخرج والمؤلف فأنا ممثل أقدم أي شخصية تعرض علي وأشخصها بإحساسي كما يطلب مني.
> وهل شعرت بالغضب جراء تأجيل «لعبة نيوتن» من العام الماضي؟
- في البداية شعرت بذلك، لكن تأجيله جاء في مصلحة العمل لأن عنصر التشويق زاد بنسبة كبيرة ولكن أكثر ما أرهقني هو سيطرة الشخصية علي عقلي بالإضافة لاحتفاظي بشكلي الخارجي لوقت طويل، فقد رافقتني اللحية على سبيل المثال فترة طويلة لأتمكن من التعايش معها.
> البعض انتقد العمل بحجة تشويهه رجال الدين والترويج للحلم الأميركي؟
- مؤنس ليس إرهابياً، لكنه شخص ملتزم دينيا، وليس كل من له لحية ملاك يمشي على الأرض، والعكس صحيح، وتم تناول شخصية «مؤنس» اجتماعيا مع إقحام بعض التعاليم في سياق الأحداث وليس لنا علاقة بأي أحداث سياسية أو دينية وحاولنا قدر الإمكان الالتزام بشكل معين حتى لا نتهم بأن الشخصية لشخص سلفي، كذلك لم نروج تماماً للحلم الأميركي.
> وهل ستتعاون مجددا مع منى زكي؟
من يرفض العمل مع منى زكي؟ بالفعل أتمنى العمل معها مجدداً، منى سبب رئيسي في نجاح المسلسل، والعمل معها يعتبر إضافة كبيرة بل علامة فهي من أجمل الفنانات اللواتي عملت معهن، فهي فنانة لديها أدوات مميزة، تعرف جيداً كيف توظفها بشكل يخدم العمل ككل ولديها قدرة على التلون لدرجة مثيرة، فالموهبة التي تتمتع بها لا تقدر بثمن، وأنا على المستوى الشخصي أحبها كممثلة، وأنا من جمهورها، قبل أن أقف أمامها، هذه السيدة تستحق أن تكون في مكانة كبيرة بل تستحق العالمية.
> قدمت شخصية «كريم» في مسلسل «ضد الكسر»... كيف كانت الكواليس؟
- رفضتها في البداية، ولكن عدلت عن قراري حتى أنافس نفسي بالعملين لأن شخصية «كريم» عكس «مؤنس» تماما، فعندما قررنا تأجيل «لعبة نيوتن» شعرت بأنني حبيس الشخصية، وكلما أتى لي عرض تراجع صاحبه بسبب تمسكي بشكل شخصية «مؤنس» ولكنني بدأت تصوير فيلم «أهل الكهف» واضطررت لإزالة الذقن وبدأت تصوير «ضد الكسر» أيضا.
> وكيف تقيم تعاونك مع نيللي كريم ومنى زكي في موسم واحد؟
- قدمت مع نيللي مسلسل «تحت السيطرة» و«سقوط حر» والمسلسل الإذاعي «اعترافات خوخة»، ونيللي فنانة مرحة وبسيطة، لكن من يقف أمام منى زكي يشعر أنه فنان له وزن وثقل لأنها كذلك.
> ولماذا تحمست للظهور في مسلسل «الاختيار2» كضيف شرف؟
- تمنيت العمل بـ«الاختيار» منذ العام الماضي، وتوقعت مشاركتي بدور محوري بالعمل، لكنني فوجئت بتقديم مشهد كضيف شرف يجمعني بالفنان كريم عبد العزيز وكنت في قمة سعادتي بالعمل معه بعد أن اجتمعنا سويا من قبل عبر فيلم «فاصل ونعود» منذ 11 عاما وكذلك سعدت بالعمل مع الفنانة أمينة خليل في «خلي بالك من زيزي»، ولكن يبقى مسلسل «لعبة نيوتن» هو حصاني الرابح ومكسبي الكبير.
> وما هي آخر تطورات تصوير وعرض فيلم «أهل الكهف»؟
- نقوم حاليا باستكمال تصوير الفيلم، لعرضه في صيف العام المقبل، ومعظم مشاهد الفيلم لن يتم تصويرها في مصر، لكننا نعمل حاليا على إنهاء مشاهد التصوير في مصر، والعمل سيكون مفاجأة كبيرة للجمهور، لأن المؤلف والمخرج لديهما موهبة كبيرة بالإضافة إلى وجود منتج جريء، فنحن نقدم عملا مصريا بشكل عالمي ويكفي كم النجوم الكبار المشاركين به.