«غضب» أميركي من استخدام «العنف» ضد المتظاهرين في العراق

مسؤول طالب الجماعات المسلحة بـ«احترام الحق الدستوري»

TT

«غضب» أميركي من استخدام «العنف» ضد المتظاهرين في العراق

عبّرت الولايات المتحدة عن استيائها وغضبها من استخدام العنف ضد المظاهرات الشعبية في العراق، وقالت إنها تراقب الوضع عن كثب.
وأكد نيد برايس، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان أن الإدارة الأميركية تدعو إلى عدم انتهاك سيادة العراق وسيادة القانون من قبل الميليشيات المسلحة التي تضر بكل العراقيين وبلدهم، لافتاً إلى غضب واستياء الولايات المتحدة من التعامل مع المتظاهرين السلميين، الذين نزلوا إلى الشوارع للمطالبة بالإصلاح وقوبلوا بالتهديدات والعنف الوحشي. وأضاف «علاوة على ذلك، نرحب بكل جهد من الحكومة لمحاسبة الميليشيات والبلطجية والجماعات الأخرى، على هجماتهم ضد العراقيين الذين يمارسون حقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي وكذلك لاعتدائهم على سيادة القانون، ونعيد تأكيد التزام حكومة الولايات المتحدة الدائم تجاه الشعب العراقي، للوصول إلى عراق قوي ومزدهر».
وفي إحاطة هاتفية خاصة، قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية في ردٍ على سؤال «الشرق الأوسط»، إن الإدارة الأميركية تراقب الوضع عن كثب فيما يتعلق بالمظاهرات التي تجتاح شوارع بغداد. وأكد المسؤول أن الولايات المتحدة ترفض وتشجب أي استخدام للعنف بحق المتظاهرين، الذين وصفهم بـ«النشطاء السلميين»، مضيفاً «ندعو الجميع بمن فيهم كل الجماعات المسلحة في العراق، إلى احترام الحق الدستوري للناس في الاحتجاج السلمي».
يأتي ذلك الموقف الأميركي متناسقاً ومتواصلاً مع المواقف الأميركية السابقة، والتي دعت خلال الحوارات الاستراتيجية الثلاثة الماضية مع الحكومة العراقية، إلى احترام حق المتظاهرين السلميين، وعدم استخدام العنف، إضافة إلى محاسبة الميليشيات المسلحة التي تستخدم القتل والعنف ضد المتظاهرين.
وبحسب العديد من التقارير الإعلامية، فإن ما يقرب من 560 متظاهراً و80 ناشطاً عراقياً قُتلوا منذ أواخر عام 2019، ويدّعي المتظاهرون (علناً) والمسؤولون العراقيون (بشكل خاص) أنهم يعرفون من قتل العديد من النشطاء، وهم الميليشيات المدعومة من إيران.
وفيما يخص التعامل الأميركي مع الاحتجاجات العراقية، تقول رشا العقيدي، الباحثة السياسية في معهد «نيولاينز» للاستراتيجيات والسياسة في واشنطن، إن التعامل الأميركي مع المظاهرات العراقية حذر، وواضح جداً أن إدارة الرئيس جو بايدن لا تولي العراق أهمية كبرى، إذ سلّمت بكل شيء لحكومة مصطفى الكاظمي، كما بدا واضحاً أيضاً الحذر في التعامل مع الأزمة في العراق، وعدم التدخل في الشأن الداخلي، والابتعاد عن التعليق على علاقة الكاظمي مع الميليشيات من جهة، والحكومة العراقية والمتظاهرين من جهة أخرى.
وترى العقيدي في حديثها إلى «الشرق الأوسط»، أن أميركا تتصرف بحذر، مشيرة إلى أن «أوراقها في العراق قليلة جداً، لأن الوجود العسكري مبني على محاربة (داعش)، ولا يتعلق إطلاقاً بالتفاصيل الأخرى وتدخلات إيران».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.