الجيش اللبناني يسيطر على تلال استراتيجية في الحدود الشرقية مع سوريا

مصدر عسكري: محاولات التسلل يومية ووحداتنا تستهدف المسلحين المتشددين

الجيش اللبناني يسيطر على تلال استراتيجية في الحدود الشرقية مع سوريا
TT

الجيش اللبناني يسيطر على تلال استراتيجية في الحدود الشرقية مع سوريا

الجيش اللبناني يسيطر على تلال استراتيجية في الحدود الشرقية مع سوريا

أكد مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» أن وحدات الجيش اللبناني حققت إنجازا بالسيطرة على مرتفعين استراتيجيين كان يستخدمهما مسلحون متشددون في منطقة جرود رأس بعلبك الحدودية مع سوريا للتسلل إلى عمق الأراضي اللبنانية، وذلك في عملية عسكرية سريعة نفذت فجر أمس، مشيرًا إلى أن الجيش «صدّ هجومًا مضادًا شنه المسلحون بعض الظهر لاستعادتها».
وأوضح المصدر أن وحدات الجيش «رصدت تجمعات المسلحين في التلتين المشرفتين على تلة الحمرا الاستراتيجية المعرضة دائمًا لهجمات من المسلحين ولمحاولات تسلل»، مؤكدًا أن العملية العسكرية التي نفذها الجيش «نجحت في السيطرة على التلتين، وبدأت عمليات تحصينهما ضد الهجمات». وأشار إلى أن المسلحين «حاولوا بعد الظهر شن هجوم مضاد، تمكن الجيش من صده، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت في المنطقة»، لافتًا إلى أن الاشتباكات «أسفرت عن إصابة 5 عسكريين لبنانيين بجروح طفيفة، بينهم ضابط، ومقتل عدد من المسلحين».
وكانت تلة الحمرا الاستراتيجية الواقعة في منطقة حدودية مع سوريا شمال شرقي لبنان، والخاضعة لسيطرة الجيش اللبناني، تعرضت في وقت سابق لهجوم من قبل مسلحين سوريين متشددين، قبل أن يستعيد الجيش السيطرة عليها وإنشاء التحصينات. وتنقسم السيطرة على المنطقة الجردية على الحدود اللبنانية السورية في شمال شرقي لبنان، بين سيطرة الجيش اللبناني والمسلحين المتشددين الذين يتخذون من بعض التلال مواقع لهم، ويتحركون منها إلى منطقة القلمون في شمال دمشق، بسوريا.
وقال المصدر العسكري إن الخطر من تسلل المسلحين إلى داخل الحدود اللبنانية ومواقع الجيش «لا يزال قائمًا»، مشيرًا إلى أن وحدات الجيش في المواقع العسكرية المتقدمة «تصد بشكل يومي محاولات تسلل للمسلحين، وتستهدف تحركاتهم في المناطق الحدودية»، لافتًا إلى أن «عمليات الجيش مستمرة».
وأعلنت قيادة الجيش صباح أمس، أنه «في إطار تأمين الحيطة الأمنية للقرى والبلدات المتاخمة للحدود الشرقية، منعًا لتسلل الجماعات الإرهابية والاعتداء على المواطنين، نفذت وحدات من الجيش فجر اليوم (أمس) عملية عسكرية سريعة في منطقة جرود رأس بعلبك، تمكنت بنتيجتها من السيطرة التامة على مرتفعي صدر الجرش وحرف الجرش، شمال شرقي تلة رأس الحمرا باتجاه الحدود اللبنانية - السورية، من دون تسجيل أي إصابات في صفوف العسكريين».
وأشارت القيادة، في بيان صادر عن مديرية التوجيه في الجيش، إلى أن قوى الجيش «استخدمت خلال العملية رمايات بالمدفعية والأسلحة المناسبة ضد تجمعات المسلحين وتحركاتهم بالقرب من المرتفعين المذكورين، وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم، كما ضبطت عددا من العبوات الناسفة والأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر، بالإضافة إلى أعتدة عسكرية عائدة للإرهابيين».
وكانت السلسلة الشرقية شهدت منذ الخامسة والنصف من صباح الخميس، معارك عنيفة، حيث قصف الجيش محاور تلتي الحمرا وأم خالد في رأس بعلبك وجرود عرسال بالأسلحة الصاروخية والمدفعية الثقيلة والمتوسطة، وتمكن من السيطرة على تلال استراتيجية في محيط التلتَين.
واستخدم الجيش الطيران المروحي والاستطلاعي في قصفه للمجموعات المسلحة، وتقدّم باتجاه مراكز عسكرية ونقاط جديدة في تلال جراش الاستراتيجية التي كان يحتلها المسلحون في رأس بعلبك، وتمكّن من السيطرة بشكل كامل على التلة ومحيطها في جرود رأس بعلبك. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية (الوطنية للإعلام) بأن الجيش عمل على تفكيك 12 عبوة ناسفة عثر عليها في تلال جراش بعدما استحدث موقعين عسكريين، معززا انتشار فوج المجوقل، وهو واحد من أفواج النخبة في الجيش، في جرود المنطقة.
وأعلن الجيش في بيان أصدره بعض الظهر، إلحاقًا ببيانه السابق، أن قوى الجيش المنتشرة في المنطقة «واصلت الاشتباك مع التنظيمات الإرهابية، واستهداف تحصيناتها ونقاط تجمعها وطرق تحركاتها برمايات المدفعية والأسلحة الثقيلة، محققة إصابات مباشرة في صفوف المسلحين بين قتيل وجريح».
وأفادت قنوات تلفزيونية بأن الجيش سيطر أيضًا على تلة المخيرمية في جرود رأس بعلبك، حيث عثر على جثث للمسلحين.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.