إيمري «المتخصص» يصنع تاريخاً جديداً لفياريال بعد مهرجان نهائي «يوروبا ليغ» لركلات الترجيح

المدرب الإسباني وضع فريقه على منصة التتويج الأول في تاريخ النادي... وخيبة يونايتد الجديدة تثير الشكوك حول قدرات سولسكاير

لاعبو فياريال يرفعون مدربهم إيمري احتفالا بالتتويج أبطالا ليوروبا ليغ لأول مرة (أ.ب)
لاعبو فياريال يرفعون مدربهم إيمري احتفالا بالتتويج أبطالا ليوروبا ليغ لأول مرة (أ.ب)
TT

إيمري «المتخصص» يصنع تاريخاً جديداً لفياريال بعد مهرجان نهائي «يوروبا ليغ» لركلات الترجيح

لاعبو فياريال يرفعون مدربهم إيمري احتفالا بالتتويج أبطالا ليوروبا ليغ لأول مرة (أ.ب)
لاعبو فياريال يرفعون مدربهم إيمري احتفالا بالتتويج أبطالا ليوروبا ليغ لأول مرة (أ.ب)

نجح المدرب «المتخصص» في مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» أوناي إيمري في وضع فريقه فياريال الإسباني على منصات التتويج باللقب الأول في تاريخ النادي بعد أن تفوق في مهرجان الركلات الترجيحية 11 - 10 على مانشستر يونايتد الإنجليزي بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة النهائية في مدينة دانسك البولندية بالتعادل 1 - 1.
وتقدم جيرارد مورينو في الدقيقة 29 لفياريال، وعادل الأوروغوياني إدينسون كافاني ليونايتد في الدقيقة 55. ويدين فياريال بفوزه إلى حارس مرماه الأرجنتيني خيرونيمو رولي الذي تصدى للركلة الترجيحية الحادية عشرة التي انبرى لها حارس مرمى يونايتد الدولي الإسباني ديفيد دي خيا. وهي المرة الخامسة التي يلتقي فيها الفريقان قاريًا ولم ينجح أي منهما في حسم نتيجتها في صالحه حيث انتهت المواجهات الأربع السابقة وتحديدا في دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا بالتعادل السلبي موسمي 2005 - 2006 و2008 - 2009.
وهو اللقب القاري الأول في تاريخ فياريال في أول نهائي أوروبي له أيضا فضمن المشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بعدما أنهى الدوري الإسباني سابعًا.
كما يعود الفضل في تتويج فياريال إلى مدربه «ملك» المسابقة إيمري الذي توج بلقبه الرابع في خامس نهائي فيها بعد ثلاثة ألقاب متتالية مع إشبيلية من 2014 إلى 2016 وبلوغه النهائي مع آرسنال الإنجليزي عام 2019 عندما خسر أمام الجار اللندني تشيلسي.
وفرض إيمري، 49 عاماً، نفسه المدرب الأكثر تخصصاً بالمسابقة محققاً سجلاً لافتاً جداً في الأدوار الإقصائية حيث فاز بـ30 من أصل 33 مواجهة خلال مسيرة تناوب خلالها على قيادة أربعة فرق في المسابقة. وهي المرة الأولى التي يحسم فيها لقب المسابقة بركلات الترجيح منذ موسم 2013 - 2014 عندما توج إشبيلية بقيادة إيمري على حساب بنفيكا البرتغالي.
وكال إيمري المديح للاعبيه لالتزامهم بخطته وقال: «لم نرتكب أي خطأ في الدوري الأوروبي، ومنذ أول لحظة في البطولة. في بعض الأحيان كنا نتجمع في السادسة صباحا للاستعداد لمباراة يوم الأحد. كل ذلك يجعل الرحلة تستحق هذا العناء، كنا نتحدث سويا عن الاستمتاع بتلك اللحظات. في النهاية نحن فخورون بالفوز، أنها خطوة مختلفة، خطوة مهمة للأمام. نجحنا في إسعاد العديد من الأشخاص».
وتولى إيمري تدريب فياريال في يوليو (تموز) 2020 بعد تسعة أشهر من إقالته من تدريب آرسنال الإنجليزي لسوء النتائج، ونجح في الثأر من فريقه السابق بإزاحته من الدور قبل النهائي قبل أن يتفوق على فريق إنجليزي آخر بالنهائي. لكن المدرب الإسباني أوضح: «أؤكد أنه لا يوجد ثأر في الرياضة، أحاول الاستمتاع بكل لحظة أثناء الفوز والهزيمة. حاولت صنع أجواء جديدة حتى عندما كنت في إنجلترا مع آرسنال. تعلمت الكثير وقابلت العديد من الأشخاص وثقافات مختلفة وكرة قدم أخرى، في النهاية كان عملا محترفا لكن العديد من الأبواب فتحت بعد ذلك. الانتصار كان مرضيا كما كان الحال مع أشبيلية».
وتابع: «عندما كنت مع آرسنال بلغنا نهائي الدوري الأوروبي ولم نفز لكنها مرحلة تعلمت منها الكثير من أجل الفوز مجددا».
وقال قائد فياريال المدافع راؤول البيول: «إنه أمر لا يصدق، هو حلم كبير للجماهير وللشعب وللنادي. لقد كان حلم سعينا إليه. إنه أمر مدهش، العائلات هنا بعد ما حدث بسبب الوباء وكل شيء يدعو للفخر».
في المقابل، فشل مانشستر يونايتد، وصيف بطل الدوري الإنجليزي في الظفر باللقب الثاني في المسابقة بعد الأول عام 2017، كان الآخر له على الإطلاق، كما فشل مدرب الشياطين الحمر أولي غونار سولسكاير في الفوز بلقبه الأول على رأس الإدارة الفنية لفريقه المتوج معه بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا عام 1999 كلاعب، وبالتالي أن يصبح أول مدرب نرويجي يتوج ببطولة أوروبية كبرى.
وبخسارته نهائي دانسك يعيش يونايتد أطول فترة له من دون ألقاب منذ الثمانينات وبداية حقبته مع مدربه الأسطوري أليكس فيرغسون. وهي المباراة النهائية الثامنة لمانشستر يونايتد في البطولات القارية، حيث أحرز ثلاثة ألقاب في دوري الأبطال ولقبًا واحدًا في مسابقة كأس الكؤوس الأوروبية ومثله في يوروبا ليغ.
وأظهرت الهزيمة المؤلمة بركلات الترجيح، وعدم القدرة على انتزاع انتصار أمام فريق التزم الدفاع معظم المباراة، حجم صعوبة المهمة التي يواجهها سولسكاير من أجل إعادة يونايتد عملاق إنجلترا إلى مكانته السابقة.
شاءت الصدف أن تكون الخسارة في دانسك البولندية، بعد مرور 22 عاماً بالتمام والكمال على الهدف القاتل الذي سجل سولسكاير ليونايتد في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ الألماني ليقوده للفوز 2 - 1 بعدما كان متخلفاً حتى الثواني الأخيرة.
وأظهر سولسكاير في نهائي «يوروبا ليغ» انعدام ثقته بدكة بدلائه التي ضمت قلب الدفاع والقائد هاري ماغواير المصاب، بعدما انتظر حتى الدقيقة 100 لإجراء تبديله الأول.
وبعدما قاد يونايتد إلى إنهاء الدوري بين الثلاثة الأوائل لموسمين توالياً وذلك للمرة الأولى منذ اعتزال المدرب الأسكوتلندي أليكس فيرغسون عام اللقب الأخير للفريق في 2013، يرى سولسكاير نهائي دانسك بأنه «حجر الأساس لشيء أفضل قادم».
وقال سولسكاير: «في بعض الأحيان تسديدة واحدة تجعل الموسم جيدا، وركلة أخرى واحدة تجعله سيئا. البطولات تصنع الفارق وهي المهمة في هذا النادي لذا فموسمنا لم يكن ناجحا. هذه هي الإجابة باختصار».
ولا يمكن اعتبار أن يونايتد حقق تقدما كبيرا سوى تخلصه من عقدة الدور نصف النهائي الذي انتهى فيه مشواره أربع مرات سابقة في جميع المسابقات منذ تولي سولسكاير الإشراف على الفريق. وتوقف مشوار «الشياطين الحمر» عند دور الأربعة مرتين في مسابقة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، ومرة في كل من «يوروبا ليغ» وكأس إنجلترا.
ورغم التقدم الذي حققه الفريق تدريجياً، أقله على صعيد الدوري الممتاز، منذ وصول سولسكاير في ديسمبر (كانون الأول) 2018، يبدو يونايتد في وضعه الحالي أمام مهمة شبه مستحيلة الموسم المقبل للارتقاء إلى مستوى جاره اللدود مانشستر سيتي المتوج بلقب الدوري للمرة الثالثة في آخر أربعة مواسم والبالغ نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه حيث يلتقي خصمه المحلي تشيلسي السبت في بورتو البرتغالية. ويرى سولسكاير أن إضافة لاعبين أو ثلاثة لتقوية تشكيلة الـ11 الأساسيين والفريق بأكمله أمر هام جداً بالنسبة للفريق من أجل الذهاب أبعد والتطور».
وخلافاً لنتائجه في ملعبه «أولد ترافورد»، بات يونايتد رابع فريق فقط في تاريخ دوري الدرجة الأولى سابقاً والممتاز حالياً ينهي الموسم بأكمله من دون الخسارة خارج أرضه، ما يظهر مدى التطور الذي حققه «الشياطين الحمر» بقيادة مهاجمه السابق.
ويقول سولسكاير: «يجب أن نستفيد من هذه الخيبة من أجل البناء للمستقبل. إنه الشعور الأسوأ. هذه هي اللحظات التي تتذكرها أكثر من أي شيء آخر في مسيرتك كلاعب أو مدرب، بإمكانك إما أن تذهب إلى عطلتك الصيفية من دون أن تفعل أي شيء، أو الذهاب إلى منزلك ومن ثم العودة من أجل تحقيق ما هو أفضل. أن تعود أكثر تعطشاً».
وتعهد المهاجم ماركوس راشفورد الذي كان أحد ثلاثة لاعبين بدأوا أساسيين في نهائي يوروبا ليغ عام 2017 ضد أياكس أمستردام الهولندي، بأن ألم الهزيمة سيجعل الفريق أكثر عزماً للعودة أقوى وأفضل في الموسم المقبل، وقال: «الوصافة لا تدخل في الحسبان. لا أريد سماع أننا كنا قاب قوسين أو أدنى من الألقاب، لأن ذلك لا يعني أي شيء. هناك فائز واحد وخاسر واحد. يجب أن نكتشف السبب والحرص على عدم الخسارة في المرة المقبلة». وشدد: «يجب أن نتخلص من خيبة الأمل والعودة لمراجعة المباراة لمعرفة أين أخطأنا. الفريق لن يستسلم، لا مجال لذلك. المدرب لن يسمح لنا بالاستسلام، سنعود الموسم المقبل برغبة أكبر».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».