السودان: مسودة اتفاق إطاري أمام مفاوضات جوبا

وزير شؤون الرئاسة خالد عمر يوسف خلال جلسات مفاوضات جوبا (سونا)
وزير شؤون الرئاسة خالد عمر يوسف خلال جلسات مفاوضات جوبا (سونا)
TT

السودان: مسودة اتفاق إطاري أمام مفاوضات جوبا

وزير شؤون الرئاسة خالد عمر يوسف خلال جلسات مفاوضات جوبا (سونا)
وزير شؤون الرئاسة خالد عمر يوسف خلال جلسات مفاوضات جوبا (سونا)

سلم فريق الوساطة الجنوب سودانية فريق التفاوض السوداني «مسودة اتفاق إطاري»، أعدته الحركة الشعبية - شمال، وبناء عليه تم رفع جلسات التفاوض بين الوفدين للاثنين المقبل، لإتاحة الفرصة للطرف الحكومي لدراسة ومناقشة مسودة الاتفاق المقترح.
وقال مقرر لجنة الوساطة الجنوبية ضيو مطوك في تصريحات نقلها الإعلام الرئاسي في الخرطوم أمس، إن رفع جلسات التفاوض بين وفدي الحكومة الانتقالية، والحركة الشعبية لتحرير السودان إلى يوم الاثنين المقبل، يهدف لإتاحة الفرصة للأطراف دراسة ومناقشة مسودة الاتفاق الإطاري.
وأوضح مطوك أن المسودة المقدمة من الحركة الشعبية، تتضمن ترجمة لإعلان المبادئ الموقع بين رئيس الحركة عبد العزيز الحلو، ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان في مارس (آذار) الماضي.
وأعلن مطوك أن وساطته ستشرع في وضع استراتيجية جديدة للتفاوض عقب توقيع مسودة الاتفاق الإطاري، للوصول للسلام الشامل، معربا عن أمله في أن تكون هذه الجولة من التفاوض «حاسمة»، يتوصل خلالها الطرفان إلى سلام شامل وعادل ومستدام.
وبدأت في عاصمة جنوب السودان أول من أمس الأربعاء، أحدث جولة تفاوض بين الحكومة الانتقالية السودانية، والجناح الآخر من الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال، والذي يقوده عبد العزيز الحلو، وشارك في جلستها الافتتاحية كل من رئيسي مجلس السيادة والوزراء السودانيين، ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، إضافة إلى المبعوث الأميركي للسودان وجنوب السودان دونالد بوث، ورئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم الانتقال «يونيتامس» بيرتس فوكلر، وعدد آخر من المسؤولين في البلدين والدبلوماسيين الأجانب.
ووقع السودان في أكتوبر (تشرين الأول) 2020 في جوبا اتفاقية سلام مع قوى مسلحة سابقة منضوية تحت لواء تنظيم «الجبهة الثورية»، تتكون من حركات دارفورية مسلحة، وجناح الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يقوده مالك عقار، بينما توقع الحركتان المتمردان الرئيسيتان الحركة الشعبية لتحرير السودان - الشمال بقيادة الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور على الاتفاق.
وعلى هامش افتتاح جولة المفاوضات مع الشعبية، التقى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، وهي الثانية التي لم توقع على اتفاق جوبا، وهو اللقاء الذي وصفه مطوك بـ«الإيجابي»، وقال إنه «يأتي في إطار مبادرة الحوار السوداني السوداني»، وتابع: «نشجع هذه الخطوة، ونأمل أن تستثمر في دفع مسيرة السلام».
وعاد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ووفده من جنوب السودان أمس بعد مشاركته في افتتاح جلسات التفاوض هناك، والمشاركة في ورشة وضع الدستور الدائم لدولة جنوب السودان بصفته رئيسا للدورة الحالية للهيئة الحكومة للتنمية في شرق أفريقيا «إيغاد»، وأجرى خلال الزيارة لقاءات ثنائية مع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ورئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو، ورئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور.
وكان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قد شارك في الجلسة الافتتاحية أول في جوبا، وعاد إلى الخرطوم أول من أمس.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.