«الإدارة الذاتية» تفتح المعابر بين القامشلي ودمشق

TT

«الإدارة الذاتية» تفتح المعابر بين القامشلي ودمشق

أعلنت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا»، أمس، فتح جميع المعابر الحدودية بين مناطقها والمنافذ الواصلة مع سيطرة النظام، بعد إغلاق استمر 48 ساعة، تزامنت مع التصويت بالانتخابات الرئاسية، في وقت عبّر سكان من الحسكة عن آرائهم حول الانتخابات الرئاسية.
وقال مصدر مطلع من الإدارة الذاتية إن إغلاق المعابر تزامن مع الانتخابات الرئاسية، لكنها بالأساس عائدة إلى تصاعد الصراع الروسي - الإيراني على جني الإيرادات المالية من المعابر. وأغلقت القوات الحكومية، منذ نهاية شهر مارس (آذار) الماضي، ثلاثة معابر؛ هي «التايهة» ببلدة منبح بريف حلب الشرقي و«الطبقة» جنوبي الرقة و«البوعاصي» بالرقة أيضاً.
وفي مدينة الحسكة؛ نقل الكثير من أهالي المحافظة أن الانتخابات الرئاسية اقتصرت على المناطق الموالية، ونقل الدكتور مالك (45 سنة) ويمتلك صيدلية تقع بالقرب من ساحة الرئيس وسط المدينة أن مراكز الانتخاب شهدت إقبالاً ضعيفاً منذ ساعة افتتاحها وحتى إغلاقها: «اقتصرت المشاركة على موظفي المراكز نفسها وبعض المدنيين الذين يسكنون بالجوار، فالجميع يعلم أن الأسد سينجح بدون منافسة.
وعلقت شمسة، التي تعيش في مناطق نفوذ الإدارة وتعمل موظفة في مؤسساتها، على منافسة مرشحين أمام الأسد، وهما الوزير السابق عبد الله سلوم عبد الله والمعارض محمود مرعي: «أنا مـتأكدة من أن المرشحين محمود مرعي وعبد الله سلوم عبد الله سيصوتان للأسد، فكيف نسمي هذه انتخابات؛ كان الحري بالنظام الحاكم إجراء استفتاء كوالده الرئيس السابق حافظ الأسد».
وشاهد موفد «الشرق الأوسط» انتشاراً كثيفاً للقوات العسكرية والأمنية الموالية للأسد على أبواب المراكز الانتخابية وفي الساحة العامة، وعلقت سيدة خمسينية تدعى سعاد تعيش بالمنطقة على المشهد قائلة: «المشهد يوحي بأنك تعيش في ثكنة عسكرية معزولة، والجميع يأخذ دور الكومبارس في مسرحية سيكون الناجح بدون شك الأسد».
وغابت صناديق الانتخاب عن مناطق نفوذ «الإدارة الذاتية» وجناحها العسكري «قوات سوريا الديمقراطية» بعد قرار مجلسها السياسي بمقاطعة العملية، لكن جرت الانتخابات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في مدينتي الحسكة والقامشلي التابعة لها ولا توجد تقديرات حول عدد السكان الذين أدلوا بأصواتهم.
وفي الساحات العامة وأمام المقار الحكومية، نصب الموالون خياماً ووضعوا مكبرات صوتية وعزفت فرق موسيقية على دبكات مؤيدي النظام، وعلق جمعة (62 سنة) وهو مدرس متقاعد على الحضور الشكلي بالمشاركة في هذه الاحتفالات ليقول: «إذا كان هؤلاء الذين يرقصون فيما يسمى العرس الوطني وسيقودون المرحلة القادمة، فمصير البلاد إلى الهاوية لا محال لأنهم لا يعرفون شيئاً سوى التمثيل والتهريج».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.