كونتي يرحل عن الإنتر بـ {التراضي}

تقليص الميزانية والدعوة لبيع بعض اللاعبين أشعلا الصراع في النادي المتوج بالدوري

كونتي يحتفل مع لاعبي الإنتر بحسم لقب الدوري قبل اندلاع الخلاف مع الإدارة (أ.ب)
كونتي يحتفل مع لاعبي الإنتر بحسم لقب الدوري قبل اندلاع الخلاف مع الإدارة (أ.ب)
TT

كونتي يرحل عن الإنتر بـ {التراضي}

كونتي يحتفل مع لاعبي الإنتر بحسم لقب الدوري قبل اندلاع الخلاف مع الإدارة (أ.ب)
كونتي يحتفل مع لاعبي الإنتر بحسم لقب الدوري قبل اندلاع الخلاف مع الإدارة (أ.ب)

أعلن نادي إنتر ميلان أمس (الأربعاء) عن مغادرة مدربه أنتونيو كونتي بعد «اتفاق متبادل» بين الطرفين، بعد أيام من قيادته إلى لقبه الأول في الدوري الايطالي لكرة القدم منذ 2010.
وجاء في بيان على الموقع الرسمي لنادي مدينة ميلانو أن «إنتر يؤكد أنه توصل إلى اتفاق مع أنتونيو كونتي لإنهاء عقده بالتراضي»، حسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية مساء أمس.
ويتبقى عام على نهاية عقد كونتي (51 عاماً) الذي وصل الى الفريق في مايو (أيار) 2019. ومعروف أن العلاقة بين نادي إنتر الإيطالي، الذي توج بطلاً للدوري للمرة الأولى منذ 2010، ومدربه كونتي، تشهد توتراً كبيراً على خلفية معارضة الأخير لخطة مالكي النادي التي تهدف إلى تقليص الميزانية.
وبحسب ما أكدت الصحافة الإيطالية أمس وعنونت صحيفة «لاغازيتا ديلو سبورت» على صفحتها الأولى «إنتر - كونتي والطلاق الوشيك»، مضيفة أن «الوداع الرسمي قد يأتي خلال الساعات القليلة المقبلة، وهو ما حصل فعلاً مساء أمس.
فيما قالت صحيفة «كورييري ديلو سبورت»: «العلاقة بين كونتي وإدارة الإنتر انتهت»، وأشارت إلى أن المحامي أنجيلو كابيليني، الذي يتعامل مع العقود والمفاوضات، موجود في مقر النادي لليوم الثاني على التوالي للإشراف على إنهاء التعاقد. كما ذكرت «سكاي إيطاليا» أن الاتفاق يجري حالياً على رحيل كونتي قبل عام واحد من نهاية عقده.
وتأتي التقارير بعد تعليقات من كريستيان ستيليني مساعد كونتي عقب الفوز 5 - 1 على أودينيزي، يوم الأحد، عندما رفع إنتر، الذي كان قد ضمن إحراز اللقب في بداية مايو (أيار)، كأس البطولة، حيث قال: «نحن متحمسون إزاء الاستمرار لكن عندما يكون لديك مدرب كبير، فهذا يتطلب وجود مشروع كبير أيضاً، بيع لاعبين بارزين قد يغير ذلك، لكن الأمر يعود إلى النادي لتوضيح الموقف».
وكانت تعليقات ستيليني في قلب الموضوع، حيث يرغب كونتي في الاستمرار ويريد إنتر الإبقاء عليه، لكن طموحاته تتناقض مع الموقف المالي للنادي.
وفي أصل الخلاف بين مجموعة «سونينغ» الصينية المالكة للنادي وكونتي، تكمن الصعوبات المالية الخطيرة للنادي التي من شأنها أن تمنع المدرب من أن يمتلك اللاعبين الذين يعتقد أنه يحتاج إليهم لمواصلة رحلة الفوز للفريق.
وسجل إنتر، الموسم الماضي، خسائر تجاوزت 100 مليون يورو، كما أن «سونينغ»، عملاق توزيع المنتجات الإلكترونية، التي تملك نحو 70 في المائة من أسهم إنتر منذ 2016، هي نفسها في حالة تذبذب مالي، خصوصاً بسبب تفشي جائحة كورونا. ولهذا انسحبت المجموعة من نادي جيانغسو الصيني الذي توج بطلاً مؤخراً أيضاً، واضطر إلى إغلاق أبوابه في نهاية فبراير (شباط) الماضي. وقبل أسبوع، أبرم إنتر اتفاقاً مع صندوق الاستثمار الأميركي «أوكتري كابيتال» الذي سيوفر له 275 مليون يورو على شكل قرض، سيتعين على مجموعة «سونينغ» سداده خلال السنوات الثلاث المقبلة. في هذا السياق، تريد المجموعة الصينية توفير أكبر قدر ممكن من الأموال عند شراء لاعبين جدد وتحديد رواتبهم، مع البحث عن قيمة مضافة من خلال بيع أولئك الذين لديهم أعلى قيمة في السوق، وهو نهج يعتبره كونتي غير متوافق مع الرغبة في اللعب على أعلى مستوى في أوروبا.
وتدور تكهنات حول مستقبل كونتي منذ عدة أشهر، لدرجة توقفه عن حضور المؤتمرات الصحافية في نهاية الموسم لتجنب الإجابة عن أسئلة تتعلق بمستقبله.
وكان الموسمان اللذان قضاهما كونتي في إنتر في غاية الروعة، حيث قاد الفريق لاحتلال المركز الثاني في الدوري الإيطالي والدوري الأوروبي في موسمه الأول قبل إحراز اللقب في الموسم الحالي. ومنذ تولي مدرب تشيلسي السابق المسؤولية في 2019، أنفق إنتر الكثير على صفقات لاعبين ضخمة مثل روميلو لوكاكو ونيكولو باريلا وكريستيان إريكسن وأشرف حكيمي، ما جعل الفريق يتقدم على يوفنتوس الأغنى والأكبر محلياً، الذي احتقر اللقب لتسعة مواسم متتالية.
ويرغب كونتي في الاستمرار لتحقيق هدفه التالي، وهو ترك بصمة في أوروبا بعد خروجه المخيب من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكن سياسة النادي التقشفية ودعوة الإدارة لتخفيض النفقات بعد التعرض لضربة مالية قوية أثناء جائحة فيروس كورونا فرضتا الانفصال بين النادي والمدرب.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.