غضب محلي ودولي بعد اكتشاف جثث أطفال على شاطئ ليبي

عدد من المهاجرين غير النظاميين في قاعدة طرابلس البحرية بعد إنقاذهم من الغرق (البحرية الليبية)
عدد من المهاجرين غير النظاميين في قاعدة طرابلس البحرية بعد إنقاذهم من الغرق (البحرية الليبية)
TT

غضب محلي ودولي بعد اكتشاف جثث أطفال على شاطئ ليبي

عدد من المهاجرين غير النظاميين في قاعدة طرابلس البحرية بعد إنقاذهم من الغرق (البحرية الليبية)
عدد من المهاجرين غير النظاميين في قاعدة طرابلس البحرية بعد إنقاذهم من الغرق (البحرية الليبية)

استيقظ الليبيون قبل يومين على فاجعة جديدة، تمثلت في اكتشاف جثث ثلاثة أطفال من أبناء المهاجرين غير النظاميين ملقاة على شاطئ مدينة زوارة (شمال غربي)، ما تسبب في تفجير حالة من الغضب محلياً ودولياً.
وتوصف هذه الواقعة بـ«الأكثر فجاعة» لكون الغرقى أطفالا عثر على جثثهم بعد انحسار موجات المد والجزر، وهرع بعض سكان مدينة زوارة المجاورة لصبراتة إلى الساحل فور انتشار خبر العثور على تلك الجثث للتعرف عليهم، لا سيما أن المدينة تشهد نشاطاً واسعاً لعمليات تهريب الليبيين والأفارقة.
وحمّلت الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي، أمس، المسؤولية «جزئياً» عن وقوع وفاة بين مهاجرين يسافرون بقوارب عبر البحر المتوسط، لعدم رده على نداءات الاستغاثة وعرقلته لجهود الإغاثة الإنسانية، ودفع المهاجرين للعودة إلى ليبيا. علما بأنه توفي هذا العام ما لا يقل عن 632 مهاجراً، وفقاً لتقرير مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الذي وصف الأمر بأنه «مأساة إنسانية على نطاق واسع».
واتهم مكتب حقوق الإنسان الأممي الاتحاد «بارتكاب انتهاكات حقوقية من خلال سياسته للهجرة»، مطالباً الكتلة الأوروبية بإعادة تجديد خدماته للإنقاذ بين ليبيا والدول الأعضاء بصورة عاجلة، قائلاً: «إنه يحرم المهاجرين من حقوقهم الإنسانية الأساسية، وكرامتهم، وفي بعض الحالات حياتهم».
وقالت ميشيل باشيليت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في بيان، أمس، إن «المأساة الحقيقية هي أنه يمكن منع حدوث الكثير من المعاناة والموت على طول طريق وسط البحر المتوسط»، بينما لفت المكتب إلى أن قوات خفر السواحل الليبية تقوم بالمزيد من عمليات الإنقاذ، بناء على طلب الاتحاد الأوروبي في المياه الدولية، لكنها تعيد المهاجرين إلى ليبيا، «التي لا تعتبر بوضوح مكاناً آمناً».
ووجد التقرير أن افتقار المهاجرين للحماية «نتيجة قرارات وممارسات سياسية ملموسة من جانب السلطات الليبية ودول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، ومؤسسات وأطراف أخرى»، وذهب إلى أن الاتحاد الأوروبي قلص عملياته الرسمية للبحث والإنقاذ، كما منعت حكومات منفردة الوكالات الإنسانية من إنقاذ المهاجرين، الذين يواجهون مشاكل، باحتجاز سفنها، واستهداف أفراد بإجراءات إدارية وجنائية.
وفي تعليقها على التقرير، دعت ميشيل باشليت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى إصلاحات عاجلة لممارسات البحث والإنقاذ في ليبيا وفي الاتحاد الأوروبي، ودوله الأعضاء لضمان الالتزام بالقانون الدولي. وقال التقرير، الذي استند إلى مقابلات مع 80 مهاجراً، إن بعض عمليات الاعتراض التي نفذتها السلطات الليبية، عرضت المهاجرين للخطر، حيث صُدمت بعض القوارب، أو أُطلق عليها النار، مما تسبب في انقلاب بعضها، أو دفع مهاجرين للقفز منها.
من جهتها، قالت منظمة (أوبن آرمز) غير الحكومية الإسبانية، إن جثث الأطفال المهاجرين الملقاة على الشاطئ الليبي «تمثل عاراً على أوروبا». ونشر مؤسس المنظمة، أوسكار كامبس، صوراً مروعة لجثث هامدة على شاطئ زوارة، ربما ضحايا غرق سفينة أخرى لم يعلن عنها. وقال كامبس: «لقد تم التخلي عنهم على شاطئ في زوارة لأكثر من 3 أيام، دون أن يأبه لهم أحد».
بدورها عبرت البرلمانية الإيطالية، ماريا إيلينا بوسكي، عن غضبها، وقالت وفقاً لـ«أكي» إن صور أجساد الأطفال الملقاة على الساحل في ليبيا «جارحة وتبعث على الحنق... وهي بمثابة لكمة على الوجه. ولا داعي لأن يغمض المرء عينيه لأن هذه الصور تبقى محفورة في الضمير».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.