فتح مراكز الاقتراع للانتخابات الرئاسية في سوريا

ناخب يدلي بصوته في إحدى لجان الاقتراع بدمشق (أ.ف.ب)
ناخب يدلي بصوته في إحدى لجان الاقتراع بدمشق (أ.ف.ب)
TT

فتح مراكز الاقتراع للانتخابات الرئاسية في سوريا

ناخب يدلي بصوته في إحدى لجان الاقتراع بدمشق (أ.ف.ب)
ناخب يدلي بصوته في إحدى لجان الاقتراع بدمشق (أ.ف.ب)

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في أنحاء سوريا، اليوم (الأربعاء)، في انتخابات رئاسية من المتوقع أن تمنح الرئيس بشار الأسد فترة ولاية رابعة، وفقا لوكالة «رويترز» للأنباء.
وتقول الحكومة إن الانتخابات تظهر أن سوريا تعمل بشكل طبيعي رغم الحرب المستمرة منذ عقد من الزمان، لكن المعارضة ودولا غربية تعتبرها مسرحية لإحكام قبضة الأسد على السلطة، ويخوض بشار الأسد السباق أمام مرشحين اثنين مغمورين.
واصطف مئات الطلاب في كلية الآداب بجامعة دمشق للتصويت وتوقفت عدة حافلات في الخارج، وقالت أمل وهي طالبة تمريض: «جئنا لانتخاب الرئيس بشار الأسد... من دونه فلم تكن سوريا لتظل سوريا»، وهتف طلاب آخرون قبيل افتتاح مركز الاقتراع «بالروح بالدم نفديك يا بشار».
وقال مسؤولون في تصريحات خاصة إن السلطات نظمت خلال الأيام القليلة الماضية مسيرات كبيرة في أنحاء سوريا في محاولة لضمان إقبال كبير في يوم الانتخابات.
وأضافوا أن الأجهزة الأمنية ذات النفوذ القوي في البلاد، والتي تدعم حكم الأسد الذي تهيمن عليه الأقلية العلوية، أصدرت أيضا تعليمات لكبار المسؤولين بالتصويت.
وقال جعفر، وهو موظف حكومي في اللاذقية ذكر اسمه الأول فقط خشية التعرض للانتقام: «المسؤولون الأمنيون أبلغوا المديريات أنهم يبلغون الموظفين بعدم الغياب يوم الانتخابات تحت طائلة المسؤولية».
وتولى الأسد السلطة لأول مرة في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ، الذي حكم البلاد 30 عاما قبل ذلك.
وهيمنت على حكم الأسد الحرب التي استمرت عقدا من الزمان والتي اندلعت بعد احتجاجات سلمية على حكمه الاستبدادي في عام 2011 وأدى الصراع إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص ونزوح 11 مليونا من ديارهم، أي حوالي نصف سكان البلاد.
وفي مناطق بمدينة درعا الجنوبية، مهد الاحتجاجات المناهضة للأسد، دعت شخصيات محلية إلى إضراب عام احتجاجا على الانتخابات.
وعلى جدران المباني في عدة بلدات في جنوب سوريا، انتشرت عبارة «كل الشعب رافض... حكم ابن حافظ».
والمرشحان الآخران في الانتخابات هما عبد الله سلوم عبد الله، نائب الوزير السابق، ومحمود أحمد مرعي، وهو رئيس حزب معارض صغير معتمد رسميا.
وقال وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة في بيان يوم الثلاثاء، انتقدوا فيه الأسد، إن الانتخابات لن تكون حرة أو نزيهة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.