ملاحقة «أمازون» قضائياً في الولايات المتحدة بتهمة استغلال الموقع المهيمن

مقر لشركة «أمازون» في نيويورك (أ.ف.ب)
مقر لشركة «أمازون» في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

ملاحقة «أمازون» قضائياً في الولايات المتحدة بتهمة استغلال الموقع المهيمن

مقر لشركة «أمازون» في نيويورك (أ.ف.ب)
مقر لشركة «أمازون» في نيويورك (أ.ف.ب)

بدأ مدعي عام العاصمة الأميركية واشنطن، أمس الثلاثاء، ملاحقة مجموعة «أمازون» قضائيا بتهمة إعاقة المنافسة في مجال التجارة الإلكترونية.
وأشار المدعي العام كارل راسين في نص الشكوى إلى أن «سلوك أمازون وحصتها السوقية يثبتان نيتها الاحتكارية مع احتمال خطر بأن تنجح في مسعاها».
ويأخذ المدعي العام على المجموعة الأميركية العملاقة في التجارة الإلكترونية منعها الشركات من بيع منتجاتها بأسعار أدنى خارج منصتها. كما يطالب بإلزام المجموعة دفع تعويضات واتخاذ تدابير لمنع مثل هذه الممارسات في المستقبل. ولفت إلى أن المجموعة التي تتخذ مقرا لها في مدينة سياتل الأميركية «تعزز أرباحها إلى الحد الأقصى على حساب الباعة والمستهلكين الملزمين الدفع بأسعار مرتفعة صناعيا، مع الإضرار بالمنافسة والابتكار».
غير أن ناطقا باسم «أمازون» نفى هذه الاتهامات قائلا لوكالة الصحافة الفرنسية: «العكس تماما هو الصحيح. التجار يحددون أسعار منتجاتهم التي يبيعونها على متجرنا». وأضاف «تفتخر أمازون بتقديم أسعار منخفضة على تشكيلة واسعة، وكما الحال في أي متجر، نحتفظ بالحق في عدم الإضاءة على عروض بأسعار غير تنافسية».
ويستهدف المدعي العام خصوصا بندا في العقود مع التجار يمنعهم من عرض منتجاتهم بأسعار أدنى على مواقع أخرى. وتقول «أمازون» إنها توقفت عن هذه الممارسة منذ 2019.
لكن «في الواقع، هم استبدلوا هذا البند بواسطة آخر مواز يقول إن أمازون قادرة على معاقبة أو وقف التعامل مع باعة آخرين في حال طرحوا منتجاتهم للبيع بأسعار أدنى خارج» المنصة، وفق القاضي.
وتوقف راسين عند «العمولة المرتفعة» التي تتقاضاها الشركة «وتصل إلى 40 في المائة من سعر المنتج».
وتطلب الشكوى «تعطيل قدرة أمازون على الإضرار بالمنافسة»، بما يشمل الاستعانة بإجراءات بنيوية قد تصل إلى التفكيك.
وعلق الناطق باسم المجموعة على طلبات المدعي العام قائلا إنها «سترغم أمازون على عرض أسعار أعلى للزبائن، ما يتنافى مع الأهداف اللازمة لقوانين مكافحة الاحتكار».
وقال المحلل في معهد البحوث «كومبيتيتيف إنتربرايز إنستيتيوت» راين يونغ إن هذا الأمر «سيضر بالشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعاني ما يكفي من صعوبات في هذا الوقت». واعتبر أن «أمازون» تواجه المنافسة من جانب «وولمارت» التي تملك منصتها الخاصة للتجارة الإلكترونية المفتوحة لجهات خارجية، إضافة إلى مواقع أخرى مثل «إي باي» و«إتسي» و«شوبيفاي».
وتضاعف المفوضية الأوروبية هجماتها منذ سنوات على عمالقة التكنولوجيا الأربعة «غوغل» و«آبل» و«فيسبوك» و«أمازون» (ما يُعرف اختصارا بـ«غافا»)، بسبب سلوكياتها المصنفة بأنها مضرة بالمنافسة.
لكن الضغط يتنامى أيضا في الولايات المتحدة، حيث تواجه «غوغل» و«فيسبوك» ملاحقات أطلقتها السلطات الفيدرالية وتحالف ولايات أميركية ضد سياساتهما «الاحتكارية» خصوصا في مجال الإعلانات.
وتحلل تحقيقات عدة أيضا ممارسات «آبل» و«أمازون» المتهمتين بأنهما الخصم والحكم في آن معا على منصتيهما.
وتبدو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مصممة على إعادة النظر في النفوذ الذي راكمته هذه المجموعات في قطاعاتها، بما يشمل مرحلة الجائحة التي عززت هذا النفوذ.
كما أبدى بايدن نيته تعيين القاضية لينا خان المعروفة بمعارضتها السياسات الاحتكارية لعمالقة التكنولوجيا، على رأس الهيئة الأميركية الناظمة لشؤون المنافسة (إف تي سي).
وقد زادت «أمازون» الرائدة عالميا في التجارة الإلكترونية وخدمات الحوسبة السحابية، أرباحها ثلاث مرات في الربع الأول من هذا العام إلى أكثر من ثمانية مليارات دولار.


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
أميركا اللاتينية أطفال يمشون على شريط رملي في طريقهم إلى المدرسة في مجتمع سانتو أنطونيو في نوفو أيراو، ولاية أمازوناس، شمال البرازيل، 1 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

الجفاف في منطقة الأمازون يعرّض نحو نصف مليون طفل للخطر

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، يوم الخميس، إن ندرة المياه والجفاف يؤثران على أكثر من 420 ألف طفل في 3 دول بمنطقة الأمازون.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الولايات المتحدة​ جيف بيزوس مؤسس شركة «أمازون» (رويترز)

جيف بيزوس يهنئ ترمب على «العودة غير العادية... والنصر الحاسم»

هنأ جيف بيزوس، مؤسس شركة «أمازون»، دونالد ترمب على «العودة السياسية غير العادية والنصر الحاسم» بعد فوز المرشح الجمهوري بالإنتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص خلال مشاركة «أمازون» في مؤتمر «ليب 24» وإعلانها عن استثمارات ضخمة في السعودية (الشرق الأوسط)

خاص «أمازون»: السعودية والإمارات الأسرع نمواً في التجارة الإلكترونية

كشف مسؤول في شركة «أمازون» أن المنطقة تشهد تطورات مهمة فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية، مؤكداً أن السعودية والإمارات هما أسرع الأسواق نمواً.

عبير حمدي (الرياض)
خاص كاميرا «بان تيلت» أول كاميرا داخلية من «أمازون» تدور بزاوية 360 درجة وتميل بزاوية 169 درجة (أمازون)

خاص الكاميرات الذكية أمْ «سي سي تي في»... كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي معايير الأمان المنزلي؟

لا تُعد الكاميرات الذكية مجرد موضة عابرة، بل ضرورة في المنازل الحديثة.

نسيم رمضان (دبي)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

قال الكرملين، اليوم الأحد، إن روسيا يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته الإدارة الأميركية، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

وأضاف الكرملين في بيان، أن الولايات المتحدة تتخذ «خطوات متهورة» بشكل مزداد، مما يثير توترات بشأن الصراع في أوكرانيا.

ولوح الكرملين بأن «العقيدة النووية المحدثة لروسيا بمثابة إشارة إلى الغرب».

وفي وقت لاحق اليوم، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف الولايات المتحدة من أن روسيا ستزود أعداء أميركا بتقنيات نووية إذا أقدمت واشنطن على تزويد كييف بأسلحة نووية. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن مدفيديف قوله «صاروخ أوريشنيك قادر على إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق، ومن الأفضل لأوروبا التوقف عن الدعم العسكري لأوكرانيا».

وخففت روسيا الأسبوع الماضي، من القيود المفروضة على العقيدة النووية، ليصبح من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية، هجوماً مشتركاً على روسيا.

وتعقيباً على ذلك، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا ترى «أيّ سبب» لتعديل عقيدتها النووية.

وقالت كارين جان - بيار: «إنه الخطاب غير المسؤول نفسه الذي نسمعه من جانب روسيا منذ عامين»، بعدما زادت موسكو من احتمال لجوئها إلى السلاح النووي.