قادة الانقلاب في مالي يجردون السلطة الانتقالية من «صلاحياتها»

الرئيس ورئيس الوزراء معتقلان بتهمة «التخريب»... وماكرون يتحدث عن {انقلاب داخل انقلاب}

دورية للشرطة قرب تجمع في باماكو أمس للاحتجاج على احتجاز الجيش للرئيس ورئيس الوزراء الانتقاليين (أ.ب)
دورية للشرطة قرب تجمع في باماكو أمس للاحتجاج على احتجاز الجيش للرئيس ورئيس الوزراء الانتقاليين (أ.ب)
TT

قادة الانقلاب في مالي يجردون السلطة الانتقالية من «صلاحياتها»

دورية للشرطة قرب تجمع في باماكو أمس للاحتجاج على احتجاز الجيش للرئيس ورئيس الوزراء الانتقاليين (أ.ب)
دورية للشرطة قرب تجمع في باماكو أمس للاحتجاج على احتجاز الجيش للرئيس ورئيس الوزراء الانتقاليين (أ.ب)

أعلن قائد الانقلاب في مالي الكولونيل أسيمي غويتا، أمس (الثلاثاء)، تجريد الرئيس ورئيس الوزراء الانتقاليين من صلاحياتهما في اليوم التالي لاعتقال الجيش لهما، واتهامهما بمحاولة «تخريب» المرحلة الانتقالية، حسب ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية في تقرير من باماكو.
وأشار غويتا، في بيان تُلي عبر التلفزيون الرسمي، إلى أن «العملية الانتقالية ستواصل مسارها الطبيعي وأن الانتخابات المقررة ستجرى خلال عام 2022».
واقتاد جنود ماليون يوم الاثنين كلاً من الرئيس الانتقالي باه نداو ورئيس الوزراء مختار وأن إلى معسكر كاتي قرب باماكو؛ احتجاجاً على تعديل حكومي أجرته السلطات الانتقالية. ويأتي اقتياد الرئيس ورئيس الحكومة إلى كاتي بعدما عيّنت الحكومة الانتقالية الاثنين وزراء جدد، علماً بأنه تم إسناد حقائب رئيسية إلى شخصيات عسكرية رغم الانتقادات المتزايدة لدور الجيش في حكم البلاد، حسب الوكالة الفرنسية.
لكن يبدو أن تشكيل الحكومة التي أعلنت الاثنين أزعج العسكريين المسؤولين عن الانقلاب الذي أطاح الرئيس المنتخب إبراهيم بوبكر كيتا قبل تسعة أشهر، في 18 أغسطس (آب) 2020. وشكّل العسكريون في ظل الضغوط الدولية في سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين هيئات انتقالية (رئاسة وحكومة ورئيس وزراء وهيئة تشريعية) وتعهدوا إعادة السلطة إلى مدنيين منتخبين في غضون 18 شهراً. لكن قادة الانقلاب وشخصيات لها ارتباطات بالجيش هيمنوا على المناصب البارزة في الحكومة الانتقالية.
وأشارت الوكالة الفرنسية إلى أن العسكريين احتفظوا بالحقائب الوزارية المهمة في الحكومة الجديدة المعلنة الاثنين والتي تضم 25 وزيراً. وانتخب قائد الانقلاب الكولونيل أسيمي غويتا نائباً للرئيس الانتقالي، في حين انتخب الكولونيل المتقاعد باه نداو رئيساً انتقالياً. وأمس، طالب الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي تشيلومبو، بـ«الإفراج الفوري وغير المشروط» عن المسؤولين المعتقلين.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي إثر قمة أوروبية في بروكسل إن قادة الاتحاد الأوروبي «مستعدون في الساعات المقبلة، في حال لم يتمّ توضيح الوضع (في مالي)، لفرض عقوبات محددة الهدف» بحق الأطراف المعنيين، معتبراً ما حصل «انقلاباً من داخل انقلاب». وطلبت فرنسا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن.
كما عبّرت الجزائر عن رفضها تغيير الحكومة المالية بـ«القوة»، مجددة دعمها للرئيس الانتقالي باه نداو، حسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية الجزائرية الثلاثاء. وجاء في البيان الذي أوردته الوكالة الفرنسية «تتابع الجزائر بقلق بالغ التطورات الأخيرة في جمهورية مالي، وتؤكد رفضها القاطع لأي إجراء من شأنه تكريس تغيير الحكومة بالقوة».
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تغريدة الاثنين إلى «الهدوء» في مالي و«الإفراج غير المشروط» عن المسؤولين المدنيين.
وعبّرت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي وقوة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما) وفرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك عن «إدانة شديدة لمحاولة الانقلاب» في مالي.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.