تنسيق مصري - روسي لتحديد عدد رحلات الطيران للمنتجعات السياحية

ترقب لموعد استئنافها بعد توقف أكثر من 5 سنوات

TT

تنسيق مصري - روسي لتحديد عدد رحلات الطيران للمنتجعات السياحية

أعلنت مصر أن هناك تنسيقاً مع الجانب الروسي لتحديد عدد رحلات الطيران للمنتجعات السياحية. وقال السفير المصري في روسيا، إيهاب نصر: «ما زالنا نعكف على تحديد عدد الرحلات، وننسق مع اللجنة الوطنية الروسية المسؤولة عن تنظيم الإجراءات الخاصة بمكافحة انتشار فيروس (كورونا) لخصوصية الظرف الحالي في العالم أجمع». وقررت روسيا، نهاية أبريل (نيسان) الماضي، استئناف رحلاتها الجوية إلى المنتجعات المصرية في شرم الشيخ والغردقة، بعد توقف دام أكثر من 5 سنوات، إثر تفجير طائرة روسية فوق سيناء المصرية.
وأكد السفير نصر أن «الاستئناف الكامل لحركة الطيران بين البلدين يعتبر تطوراً كبيراً وإيجابياً بين مصر وروسيا». وأضاف بحسب «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية بمصر أمس أن «مصر أكبر دولة ترتبط بروسيا عبر الرحلات الجوية»، مشيراً إلى أن «حركة الطيران بين البلدين الجسر الأهم، للتواصل بين الشعبين، رغم الظروف الخاصة التي يمر بها العالم أجمع جراء جائحة (كورونا)».
وكانت روسيا قد أوقفت حركة الطيران كاملة إلى مصر في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015، بعد تفجير طائرة روسية عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أسفر عن مقتل ركابها الـ224. وأحدث القرار ضربة قوية لقطاع السياحة الحيوي في مصر. واستأنفت موسكو رحلاتها إلى القاهرة فقط في أبريل (نيسان) 2019، وطلبت مزيداً من الإجراءات لتأمين المطارات خارج العاصمة المصرية.
وفي نهاية الشهر الماضي، اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي على إعادة الرحلات إلى المقاصد السياحية بالمحافظات. وكان نائب وزير الخارجية الروسي، أوليغ سيرومولوتوف، قد أكد قبل أيام أن «مصر اتخذت الإجراءات كافة في مطاراتها لتقليل المخاطر الأمنية التي قد تحيق بالسائحين القادمين إليها، بما في ذلك من الناحية الوبائية». وأوضح نائب الوزير، في تصريح لوكالة «نوفوستي» الروسية، أن استئناف رحلات الشارتر الجوية «جاء نتيجة للعمل المشترك من جانب المختصين الروس والمصريين لتحسين مستوى الأمن في مطارات المنتجعات المصرية، خاصة شرم الشيخ والغردقة». وفي فبراير (شباط) الماضي، تفقد وفد أمني روسي مطاري شرم الشيخ والغردقة الدوليين. وقال مصدر مطلع حينها، إن «الجولة شملت التفتيش على الإجراءات الأمنية والخدمات المقدمة للركاب داخل المطارين». ويرى مراقبون أن «استئناف رحلات الطيران من روسيا إلى المنتجعات المصرية، سوف يسهم في تعزيز السياحة في مصر، فقبل تعليق الطيران كانت روسيا تعد مصدراً رئيسياً للسياحة في مصر»؛ حيث «بلغ عدد السائحين الروس في مصر نحو 2.8 مليون سائح في أول 10 أشهر من عام 2015 مقابل 3.1 مليون سائح في عام 2014 بأكمله»، وفق إحصائيات رسمية.
فيما ذكرت نائبة وزير السياحة والآثار في مصر، غادة شلبي، في أبريل (نيسان) الماضي، أن «بلادها تتوقع زيارة ما يفوق مليون سائح روسي خلال 2021 بعد قرار استئناف جميع الرحلات الجوية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.