مصادر فرنسية: مبادرتنا في مجلس الأمن سرعت التوصل لوقف النار

وزير خارجية فرنسا: حرب غزة بينت أن النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي لم ينطفئ

دخان يتصاعد في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
دخان يتصاعد في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
TT

مصادر فرنسية: مبادرتنا في مجلس الأمن سرعت التوصل لوقف النار

دخان يتصاعد في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)
دخان يتصاعد في أعقاب غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة (أ.ب)

رغم أن باريس عمدت إلى سحب مشروع القرار الذي طرحته في عز الحرب بين إسرائيل و«حماس»، عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية، فإن الجانب الفرنسي يعدّ أن الخطوة التي أقدم عليها في مجلس الأمن «كان لها دور مهم في دفع الجانب الأميركي إلى تغيير مقاربته وممارسة ضغوط على الطرف الإسرائيلي» للتوصل إلى وقف النار. وتفيد مصادر واسعة الاطلاع في باريس بأن واشنطن توكأت جزئياً على مشروع القرار الفرنسي في إفهام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنها «لم تعد قادرة على حمايته في مجلس الأمن ومنعه من استصدار بيان أو قرار، وأن الخطوة الفرنسية محرجة لها». ولم يعد سراً أن إجهاض واشنطن 4 اجتماعات لمجلس الأمن ومنع صدور بيان رئاسي قدمت مسودته تونس والنرويج والصين، كان لتوفير المهلة الزمنية التي طلبها نتنياهو لـ«تلقين (حماس) درساً». ولاحقاً، عبرت الدبلوماسية الأميركية عبر تصريحات الرئيس بايدن أو عبر مواقف الوزير بلينكن، عن تغير في المقاربة، وعادت للحديث عن أمرين: الأول المساهمة في إعادة إعمار غزة التي دمرها الطيران الإسرائيلي بطائرات وقنابل وصواريخ أميركية. والثاني إعادة طرح حل الدولتين مخرجاً وحيداً من الحال الراهنة ولوضع حد للنزاع الفلسطيني ــ الإسرائيلي.
وعصر الأحد، استبق وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان وصول بلينكن إلى المنطقة في جولة من المقرر لها أن تشمل إسرائيل والسلطة الفلسطينية ومصر والأردن، وأطلق ناقوس الخطر منبهاً إلى مخاطر أن تغض الأسرة الدولية الطرف وتتصرف كأن الصراع المذكور لم يعد موجوداً. وقال لودريان في ندوة إذاعية إن «الأمثولة الكبرى التي يمكن استخلاصها من هذه الأزمة هي أن (الذين كانوا يعتقدون، وهم كثر، أن النزاع التاريخي الذي يعود لعشرات السنين سوف ينطفئ من ذاته لأنه غاب عن أجندات العالم ولأن هناك أزمات أكبر ومنها في المنطقة الملفات الإيرانية والعراقية والسورية)... كانوا مخطئين». وأضاف لودريان: «اللافت في النزاعات الحالية عودة التاريخ والجغرافيا إلى الواجهة بقوة وعنف، ولا يمكن بالتالي أن نعتبر أن (هذا النزاع) قد انتهى؛ بل إنه يبين الحاجة لمسار سياسي، وإذا كانت هذه الأزمة قد اندلعت؛ فلغياب هذا المسار».
لم يكتف لودريان بذلك؛ بل نبه إلى أن إسرائيل تسير باتجاه نظام فصل عنصري إن لم يتم السير بحل سياسي عنوانه: «دولتان: إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب». وبما أن الوزير الفرنسي يعي صعوبة بلوغ هذا الهدف دفعة واحدة، فإنه يوصي بسياسة «الخطوات الصغيرة» أولاً، قائلاً: «يتعين السير بسياسات الخطوات الصغيرة والعمل من أجل الوصول إلى إعادة ترميم الثقة» بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وأشاد لودريان بتوجهات الرئيس بايدن الذي أكد الأسبوع الماضي ضرورة الوصول إلى حل الدولتين. يذكر أن محاولات التوصل إلى حل سياسي قد توقفت في عام 2014 عندما رفض نتنياهو الطروحات الأميركية ورفض الخطوات التي اقترحها وزير الخارجية الأميركي وقتها جون كيري مقدمة للتقدم في المفاوضات، مثل وقف الاستيطان... وخلافه. وخلال سنوات دونالد ترمب الأربع، ركزت الإدارة الأميركية اهتمامها على «صفقة القرن» التي بينت تحيزها الفاقع لإسرائيل. ولذا، فإن السؤال المطروح اليوم في باريس وبقية العواصم لأوروبية عنوانه معرفة ما إذا كانت لواشنطن الإرادة السياسية الحقيقية للسير بالحل القديم ــ الجديد، وما إذا كان بايدن جاهزاً للضغط على الطرف الإسرائيلي أم إن الضغوط داخل الولايات المتحدة على إدارته ونهاية حرب غزة سيعيدان الكرة إلى المربع الأول؛ أي إدارة النزاع والانتظار.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.