شكري يبحث مع عباس في رام الله سبل إحياء مسار السلامhttps://aawsat.com/home/article/2989781/%D8%B4%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D9%85%D8%B9-%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%B3%D8%A8%D9%84-%D8%A5%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
شكري يبحث مع عباس في رام الله سبل إحياء مسار السلام
أكد موقف مصر الثابت بمواصلة دعم الأشقاء الفلسطينيين
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري (وزارة الخارجية المصرية)
رام الله:«الشرق الأوسط»
TT
رام الله:«الشرق الأوسط»
TT
شكري يبحث مع عباس في رام الله سبل إحياء مسار السلام
الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري (وزارة الخارجية المصرية)
أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري مواصلة القاهرة مساعيها للبناء على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وناقش سبل إعادة إحياء مسار السلام، وتقديم الدعم والمساندة اللازمين للشعب الفلسطيني، وذلك خلال استقباله من قِبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله، اليوم الاثنين. ووصل شكري إلى رام الله - قادماً من عمّان - في زيارة للتعبير عن «الموقف المصري الثابت بمواصلة دعم الأشقاء الفلسطينيين»؛ بحسب ما ذكرته وزارة الخارجية المصرية. واستقبل، اليوم الاثنين، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وزير الخارجية المصري خلال زيارته إلى عمّان. وصرح السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، بأن شكري «نقل خلال اللقاء تحيات الرئيس السيسي إلى أخيه جلالة الملك عبد الله الثاني، كما جدد التهنئة بمناسبة الاحتفال بمئوية الدولة الأردنية، مع التأكيد على خصوصية العلاقات المصرية - الأردنية في شتى مجالاتها». وتناول اللقاء مستجدات القضية الفلسطينية في أعقاب التطورات الأخيرة، «حيث أعرب شكري عن تقدير مصر الكامل لدور الأردن في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس من منطلق الوصاية الهاشمية»، مؤكداً «استمرار مصر في التنسيق والتشاور مع الأشقاء في الأردن حيال القضية الفلسطينية». كما أشار شكري إلى أن الأولوية الحالية تنصب على تثبيت التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وملف إعادة الإعمار على ضوء المبادرة التي أعلن عنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؛ وذلك دون إغفال جوهر القضية الفلسطينية، عبر ضرورة العمل على توافر الإرادة السياسية اللازمة وخلق المناخ المواتي لإحياء عملية السلام، وصولاً إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية وفق مقررات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يحول دون تجدد المواجهات مستقبلاً. من جانبه، طلب العاهل الأردني نقل تحياته إلى الرئيس السيسي، مُثنياً على الجهود التي بذلتها مصر وصولاً إلى وقف إطلاق النار، والتأكيد على تطابق وجهات النظر بين البلدين حيال القضية الفلسطينية، وضرورة العمل على تكثيف الجهود بهدف تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. وقبل ذلك؛ بحث شكري مع نظيره الأردني أيمن الصفدي مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام. وقال الصفدي، في مؤتمر صحافي مشترك مع شكري، إن «ما تقوم به إسرائيل في حي الشيخ جرّاح يهدد بانفجار الأمور مرة أخرى» في الأراضي الفلسطينية. ولفت إلى أن «الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، والتصعيد يمكن أن ينفجر مرة أخرى إذا لم تحل جذور الصراع»، مشدداً على أن «المساس بالقدس هو أسرع الطرق لتفجير الصراع واستفزاز مشاعر المسلمين». وأكد الصفدي أن تهجير سكان حي الشيخ جرّاح «جريمة حرب لا يمكن السماح بها»، وأنه «لا سلام شاملاً إلا بانتهاء الاحتلال والتوصل إلى حل الدولتين».
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.