أُصيب نحو 9 آلاف من مرضى «كوفيد» في الهند بعدوى فطرية ضارة وقاتلة، لتتفاقم الأعباء الصحية في البلاد التي تواجه موجة جديدة من الوباء، وهو داء «الفطر الأسود».
وأبلغت الهند عن أكثر من 8800 حالة إصابة بـ«الفطر الأسود» القاتل، والذي يحدث بسبب عفن موجود في التربة والمواد العضوية المتحللة مثل الأوراق المتعفنة، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وقال أطباء إن «الفطر الأسود» يصيب مرضى «كورونا» أصحاب المناعة المنخفضة بعد 12 إلى 18 يوماً من الإصابة بـ«كورونا»، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
يصاب الناس بداء الفطريات الذي توجد منه عدة أنواع عن طريق استنشاق الخلايا الفطرية (الأبواغ) التي يمكن أن تنتشر في المستشفيات والمنازل عن طريق أجهزة ترطيب الهواء أو قوارير الأكسجين التي تحتوي على مياه قذرة.
يجب اكتشاف العدوى مبكراً لأنها عدوانية، وكشط الأنسجة الميتة وإزالتها. يُضطر الجراحون أحياناً إلى إزالة أنف المريض أو عينه أو حتى فكه لمنع الفطر من الوصول إلى الدماغ.
يبلغ متوسط معدل الوفيات بالعدوى 54%، وفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
بمجرد الإصابة، يكون المريض معرّضاً للموت في غضون أيام. ولكن المرض ليس معدياً. وتتعامل الهند عادةً مع بضع عشرات من الحالات سنوياً.
وبشكل عام، تصد دفاعات الجسم الفطريات التي تؤثر فقط على من يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة، مثل المرضى الذين أُجريت لهم عملية زرع أو مرضى السرطان.
لدى الإصابة بفيروس «كورونا» وأمراض أخرى غيره، يمكن أن تحدث ظاهرة خطيرة تسمى «عاصفة السيتوكين» تحدث بسبب إفراط جهاز الجسم المناعي في رد فعله لمحاربة الفيروس عبر إفراز كمية كبيرة من السيتوكين، الأمر الذي يتسبب في تلف الأعضاء.
لذلك كان الأطباء يصفون المنشطات (ستيرويد) لتقليل الاستجابة المناعية. لكن كلاهما يُضعف دفاعات الجسم ويزيد من مستويات السكر، مما يؤدي إلى نمو الفطريات التي تتغذى عليه.
مرضى السكري الذين لديهم أيضاً مستوى مرتفع من السكر في مجرى الدم، هم أيضاً أكثر عُرضة للإصابة. والهند لديها معدلات عالية من مرض السكري.
بعض المستشفيات والأطباء بالغوا في وصف الستيرويد كما أن بعض الناس تناولوها في المنزل من دون استشارة طبية. وقال البروفسور سريناث ريدي من مؤسسة الصحة العامة الهندية، لوكالة الصحافة الفرنسية: «بدأ الناس في استخدامها دون ضوابط وعلى نحو مفرط وغير مناسب».
في مستشفى «مهراجا يشوانتراو» الحكومي الذي يضم 1100 سرير في مدينة إندور بوسط الهند، قفز عدد المرضى بـ«الفطر الأسود» من ثمانية قبل أسبوع إلى 185 مساء أمس (السبت)، وفقاً لـ«بي بي سي».
ويقول الدكتور فيبي باندي، رئيس قسم الطب بمستشفى «مهراجا يشوانتراو» الحكومي لـ«بي بي سي»: «أصبحت عدوى (الفطر الأسود) الآن أكثر صعوبة من (كوفيد – 19) إذا لم يتم علاج المرضى في الوقت المناسب وبشكل صحيح، يمكن أن يرتفع معدل الوفيات إلى 94%»، مضيفاً أن تكلفة العلاج باهظة.
وأعلنت تسع ولايات هندية على الأقل أن العدوى تحولت لديها إلى وباء. وخصصت المستشفيات في عدة مدن أجنحة خاصة لهؤلاء المرضى.
لم تذكر السلطات عدد الأشخاص الذين ماتوا على الصعيد الوطني من «الفطر الأسود» ولكن صحيفة «هندوستان تايمز» قدّرت ذلك بما لا يقل عن 219 شخصاً، وهو عدد من المرجح أنه أقل من الواقع.
هناك نقص حاد في دواء «أمفوتريسين ب» الرئيسي المضاد للفطر الأسود لعلاج العدوى.
وتسعى الحكومة وشركات الأدوية لزيادة الإنتاج في الدولة التي أُطلق عليها ذات مرة اسم «صيدلية العالم».
وقالت أموليا نيدي، الناشطة في المجال الصحي، إن الحكومة فشلت في وقت سابق في الاستعداد وتخزين إمدادات كافية من أدوية فيروس «كورونا» مثل ريمديسفير والبلازما. ومع «الفطر الأسود» كررت الخطأ نفسه.
وأضافت: «كان يجب على الحكومة أن تتصرف عندما أُبلغت بأولى حالات (الفطر الأسود)... لا يُفترض أن يتوسل الناس من أجل الحصول على أدوية أساسية تنفذ حياة مرضاهم».
الأسباب والفئات الأكثر عرضة للإصابة... ماذا نعرف عن «الفطر الأسود»؟
الأسباب والفئات الأكثر عرضة للإصابة... ماذا نعرف عن «الفطر الأسود»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة