المكاتب الحكومية في غزة تعاود العمل اليوم

صورة جوية أمس لمبنى دمرته الضربات الإسرائيلية في مدينة غزة (أ.ب)
صورة جوية أمس لمبنى دمرته الضربات الإسرائيلية في مدينة غزة (أ.ب)
TT

المكاتب الحكومية في غزة تعاود العمل اليوم

صورة جوية أمس لمبنى دمرته الضربات الإسرائيلية في مدينة غزة (أ.ب)
صورة جوية أمس لمبنى دمرته الضربات الإسرائيلية في مدينة غزة (أ.ب)

تعاود المكاتب الحكومية في قطاع غزة عملها بدءاً من صباح اليوم (الأحد)، بعد تصعيد مع إسرائيل استمر 11 يوماً، بحسب ما أعلنه ديوان الموظفين في غزة.
وقال الديوان، في بيان أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، إنه سيتم استئناف «الدوام الرسمي عبر مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية، وذلك بدءاً من صباح غد (اليوم) الأحد».
وبالتزامن مع ذلك، ناشدت كبيرة مسؤولي الأمم المتحدة للمساعدات في المنطقة الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، أمس، الحفاظ على وقف إطلاق النار، بينما تجري فرق الإغاثة تقييماً للأضرار. ونقلت وكالة «رويترز» عن لين هاستينغز، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، قولها في مدينة غزة: «كانت الليلة الماضية هادئة، ونأمل بوضوح في أن يصمد هذا، ويتراجع الجميع، وألا يقدموا على أي خطوات استفزازية».
وتوقفت هاستينغز للحديث إلى ناجين في شارع الوحدة المتضرر بشدة من القصف الذي قال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 42 شخصاً قُتلوا فيه خلال الضربات الجوية الإسرائيلية، بينهم 22 من أفراد عائلة واحدة.
وقال رياض اشكنتنا الذي فقد زوجته وأربعة من أبنائه الخمسة: «أما الأمل في الحياة، فأصبح بالنسبة لي معدوماً». وأضاف: «أبنائي تحت الأنقاض وأنا أسمعهم، أصواتهم تسكت واحداً بعد الآخر»، حسب ما جاء في تقرير «رويترز».
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته استهدفت شبكة أنفاق تستخدمها «حماس» التي تدير قطاع غزة، وإن ذلك أدى إلى انهيار مبان فوقها. وذكرت هاستينغز وهي واقفة بجوار أنقاض المباني السكنية أنها رأت ما هو أكثر من بنية أساسية مدمرة. وقالت لـ«رويترز»: «تحدثت إلى الأسر هنا، وقالوا جميعاً إنه لم يعد لديهم أي أمل، يشعرون بأنهم لا يتحكمون في حياتهم ووضعهم عاجز، على حد تعبير إحدى السيدات».
وأشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن واشنطن ستعمل مع وكالات الأمم المتحدة لتسريع تقديم المساعدات الإنسانية لغزة «على نحو لا يسمح لـ(حماس) ببساطة بإعادة بناء ترسانتها العسكرية».
وذكرت هاستينغز أن هناك آليات مناسبة قائمة بالفعل ومتبعة منذ حرب عام 2014. وأشارت إلى «آلية إعادة إعمار غزة» المتفق عليها بين إسرائيل والأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، وتنافس «حماس» وتدير الضفة الغربية المحتلة، وإن لم يكن لها نفوذ يُذكر داخل غزة، حسب «رويترز».
وقالت هاستينغز: «لدينا آليات مراقبة للتأكد من أن المساعدات لا تقع في أياد لا يُفترض أنها موجهة إليها». وأضافت: «لذا، فبالنسبة لنا يمكننا الاستمرار في هذا النوع من الآليات هنا».
وعبرت هاستينغز عن مخاوف من انتشار «كوفيد - 19»، وقالت: «من الواضح أن هناك احتياجات كثيرة في وضع كهذا، كل شيء من المأوى إلى الرعاية الصحية، خاصة في ظل (كوفيد - 19)». وأضافت: «كان الوضع هنا سيئاً بما يكفي خلال (كوفيد)، كانت هناك زيادة كبيرة في عدد الحالات قبل التصعيد مباشرة، والآن الناس يلجأون للاحتماء معاً».
وذكرت أنها تحدثت إلى عائلة من 31 شخصاً، بينهم 23 طفلاً، جميعهم تكدسوا في شقة تضم غرفتي نوم. وتفرض إسرائيل الحصار على قطاع غزة منذ عام 2007، وتقول إن الهدف منه هو منع «حماس» من جلب السلاح. وقالت هاستينغز إن الأمم المتحدة تطالب إسرائيل منذ وقت طويل برفع الحصار، وستواصل فعل ذلك. وأضافت: «يجب أن ينتهي الحصار».
وقال مارك ريغيف، وهو من كبار مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أول من أمس، إن إسرائيل تعد أن النصر هو أن يبقى شعبها في أمان. وأضاف: «إذا خرجنا من هذه العملية بفترة ممتدة من السلام والهدوء، فهذا جيد للمدنيين في إسرائيل، وهذا جيد أيضاً للفلسطينيين في غزة».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».