أكدت عضو مجلس السيادة الانتقالي عائشة موسى السعيد، تمسكها بالاستقالة التي كانت قد تقدمت بها، على خلفية الأحداث التي شهدتها البلاد 29 رمضان الماضي، وراح ضحيتها اثنان من المحتجين السلميين وجُرح العشرات أثناء تفريق القوات المسلحة لتجمع رمضاني لأسر قتلى جريمة «فض الاعتصام» في 3 يونيو (حزيران) 2020.
وقالت موسى، في كلمة بمنبر وكالة السودان للأنباء (سونا)، أمس، إنها لن تستمر في أداء المهام المكلفة بها، وهي تشهد تفاقم المعاناة في المجالات كافة، وبدرجة تفوق الاحتمال، وكشفت عن جهود بذلتها وزملاؤها المدنيون في مجلس السيادة لإعادة الأمور إلى «صوابها»، بيد أن الأوضاع لم تسر كما كانوا يريدون.
وتقود السودان حكومة انتقالية من مجلسين؛ «سيادي» ويمثل رأس الدولة، و«وزراء» ويمثل الجهاز التنفيذي، ويتقاسم أعضاء المجلس العسكري الانتقالي والمدنيون عضوية مجلس السيادة، بنسبة خمسة لخمسة وإضافة واحد، قبل أن يُضاف للمجلس ثلاثة من قادة الحركات المسلحة، لتصبح عضويته 14 عضواً، ويترأسه في الدورة الأولى رئيس مجلس السيادة الحالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان عن العسكريين، وينتظر أن تؤول رئاسة المجلس للمدنيين في الدورة الثانية من الفترة الانتقالية.
وبرغم تساوي أعداد المدنيين والعسكريين في مجلس السيادة، فإن التحليلات والتقديرات السياسية، تشير إلى سيطرة العسكريين على الأوضاع في البلاد، ويحمّل النشطاء السياسيون، العسكريين في مجلس السيادة، المسؤولية عن فض اعتصام القيادة العامة، الذي راح ضحيته المئات من القتلى والجرحى والمفقودين، إضافة إلى مقتل اثنين من المحتجين وجرح العشرات في 29 رمضان الماضي، أثناء إفطار رمضاني نظمته أسر قتلى أحداث فض الاعتصام. وجددت موسى تأكيد الاستقالة التي تقدمت بها في 30 يونيو الماضي، أثناء وجودها في المملكة العربية السعودية، وتقدمت والدموع في عينيها باعتذار للجميع عما أطلقت عليه «فشل الحكومة في تحقيق أهداف ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2019». مطالبة بحل «مجلس الشركاء»، الذي وصفته بأنه «فشل وتغول على صلاحيات ليست له».
ونددت موسى بما أطلقت عليه «تنمر العسكر على المدنيين»، وتحميل إخفاقات الحكومة للمدنيين، وهو ما أكده في بيان سابق تجمع القوى المدنية، الذي تمثله السعيد في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، وما أطلق عليه «التغول اليومي على صلاحيات مجلس السيادة»، وابتداع مجلس الشركاء الذي تحول إلى أداة للتغول على صلاحيات المجلس السيادي ومجلس الوزراء، أو بحسب ما ذكر التجمع المدني.
واختيرت الأكاديمية عائشة موسى السعيد، وهي أرملة الشاعر السوداني الشهير محمد عبد الحي، من قِبل تجمع القوى المدنية، العضو في تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير، عضواً بمجلس السيادة في 21 أغسطس (آب) 2019، لتجلس على مقعد السيدة الثانية في المجلس إلى جانب عضو المجلس الأخرى رجاء نيكولا.
السودان: استقالة عائشة موسى عضو مجلس السيادة الانتقالي
بسبب تنمر العسكريين وتغول مجلس الشركاء
السودان: استقالة عائشة موسى عضو مجلس السيادة الانتقالي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة