كيف نتعامل مع قلق العودة إلى «حياة ما قبل كورونا»؟

موظف يرتدي القناع الواقي في احد فنادق ألمانيا (أ.ف.ب)
موظف يرتدي القناع الواقي في احد فنادق ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

كيف نتعامل مع قلق العودة إلى «حياة ما قبل كورونا»؟

موظف يرتدي القناع الواقي في احد فنادق ألمانيا (أ.ف.ب)
موظف يرتدي القناع الواقي في احد فنادق ألمانيا (أ.ف.ب)

نظراً لأن المزيد من الأميركيين وغيرهم من السكان حول العالم يتلقون التطعيم ضد «كوفيد - 19»، فإن المزيد من المدارس والشركات تعيد فتح أبوابها، وتعود المطاعم والمتاجر إلى طاقتها الكاملة جنباً إلى جنب مع الأحداث الاجتماعية.
وفي حين أن كل هذا يمثل نقطة تحول لإعادة فتح البلاد وسط جائحة فيروس كورونا، إلا أنه قد يترك بعض الناس مع ما يسميه خبراء الصحة العقلية «قلق العودة»، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».
وقالت ثيا غالاغر، اختصاصية علم النفس ومديرة العيادة الخارجية في جامعة مركز بنسلفانيا لعلاج ودراسة القلق، «بالنسبة للكثيرين، كانت حياتنا مختلفة تماماً عما كانت عليه من قبل، لذا فإن العودة إلى حياتنا السابقة أمر صعب».
وقد يبدو «قلق العودة» مختلفاً بالنسبة للجميع، بدءاً من المخاوف بشأن الذهاب إلى متجر بدون قناع، إلى الذهاب لتناول العشاء مع الأصدقاء، إلى العودة للمكاتب بعد أكثر من عام من العمل في المنزل.
فيما يلي خمس نصائح مدعومة من الخبراء لمساعدتك في التعامل مع القلق، وتعزيز صحتك العقلية:

* حدد إيجابيات الجائحة التي تريد التمسك بها
رغم أن الوباء تسبب في دمار هائل على نطاق عالمي، فقد يكون قد قدم بعض الأفكار المرتبطة بحياتك الشخصية.
تقترح غالاغر إعداد قائمة بالأشياء الإيجابية التي أخذتها بعيداً عن نمط حياتك المختلف خلال العام الذي سبق انتشار الوباء.
قالت: «انظر إلى التغييرات التي أجريتها خلال العام الماضي... ما هي بعض التغييرات الجيدة وما الذي تريد الحفاظ عليه؟».

* وضع الحدود
إلى جانب البدء بخطوات صغيرة، يقول خبراء الصحة العقلية إنه عليك وضع حدود تركز على مجالات حياتك التي يمكنك التحكم فيها.
وقالت أندريا بونيور، عالمة نفس ومؤلفة كتاب «التخلص من الأفكار السامة»، «عندما تشعر وكأن الأمور تخرج عن نطاق السيطرة وليست باختيارك، من المهم حقاً البحث عن الأجزاء الصغيرة من التحكم التي يمكنك امتلاكها وبناء بعض القدرة على التنبؤ والهيكل لمساعدتك على الشعور بمزيد من التحكم».
وتابعت: «لا يتعين عليك السيطرة على الأشياء بشكل مفرط، وعليك تقبل الأمور التي لا يمكنك التحكم بها بشكل كامل، ولكن البحث عن حلول أيضاً».
وعلى سبيل المثال، إذا لم تكن لديك السيطرة على قرار العودة إلى المكتب شخصياً، فتحدث إلى مديرك حول الخيارات الأخرى للمرونة في العمل، وفقاً لـ«بونيور».

* خطوات صغيرة
اسمح لنفسك بإعادة الدخول إلى الحياة ببطء - مع عشاء أو حدث اجتماعي هنا وهناك - بدلاً من الانخراط الكامل في الأنشطة، كما نصح الخبراء.

* تحدث عن ما يشعرك بالراحة
قالت «بونيور»: «التحدث والتواصل مهمان جداً، لأن الناس يفترضون العديد من الأمور الآن... لا يمكنك وضع افتراضات. عليك أن تتواصل مع الناس».
وأضافت أن التعاطف مهم أيضاً، قائلة: «قد لا تفهم وجهة نظر شخص ما بأنه ليس مستعداً للذهاب في تلك الرحلة معك، ولكن من المهم حقاً أن تكون علاقاتنا الآن متعاطفة قدر الإمكان».
على الجانب الآخر، أوضحت «بونيور» أن الناس بحاجة إلى التواصل بوضوح مع الآخرين بما يفعلونه بشكل مريح.
وقالت: «كن محترماً، ضع حدودك وكن واضحاً بشأن ما يشعرك بالراحة... لست مضطراً للاعتذار عن عدم ارتياحك لشيء ما حتى الآن، عليك فقط أن تكون واضحاً ومحترماً بشأنه حتى لا تتركه معلقاً».

* استمع إلى جسمك واعتنِ به
عندما تجد نفسك غارقاً في القلق، تنصح «بونيور» بالتوقف والاستماع إلى جسدك.
وقالت «بونيور»: «في الوقت الحالي، كما لو كنت ذاهباً لمطعم مزدحم، وتشعر أن هناك أشياء قادمة، حاول أن تبطئ أنفاسك وانتبه إلى جسمك... راقب أنفاسك وما إذا كنت تشعر بالتوتر في فكك وكتفيك وكفتيك».
وشددت أيضاً على أنه في وقت التغيير هذا، يجب أن تولي اهتماماً أكبر لنفسك قدر الإمكان.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».