انتقادات شرق الفرات لقانون للإعلام أصدرته «الإدارة الكردية»

TT

انتقادات شرق الفرات لقانون للإعلام أصدرته «الإدارة الكردية»

أقرت «الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا»، الثلاثاء الماضي قانوناً خاص لتنظيم وتشريع العمل الإعلامي في مناطق نفوذها، أعدته لجنة مختصة بالقانون، وقدمت مسودة إلى «المجلس التشريعي العام» للإدارة الذي صادق بدوره ودخل حيز التنفيذ منذ تاريخ صدوره.
وقال عامر مراد، رئيس مكتب الإعلام في الإدارة الذاتية، إن مسودة القانون تضمنت «آراء معظم الصحافيين والمؤسسات الإعلامية العاملة في المنطقة، يتضمن 7 أبواب و14 مادة ليشكل سنداً قانونياً للتعامل مع الصحافيين والمؤسسات الإعلامية العاملة بشمال شرقي سوريا».
ويرى صحافيون ونقابات إعلامية أن القانون قد يقيد حرية التعبير والحصول على المعلومات، ويزيد من الرقابة القضائية، ولا يمكن التعويل عليه بشكل كامل لضبط مناخ وبيئة العمل الصحافي والإعلامي بشقيه الخاص والعام، التابع لمؤسسات الإدارة الذاتية بظل الظروف الميدانية والعسكرية المتقبلة التي تشهدها المنطقة وباقي أنحاء سوريا.
وتقول أفين يوسف وتشغل رئيسة «اتحاد الإعلام الحر»، وهي نقابة صحافية تعمل بشكل مستقل في مناطق الإدارة الذاتية، إن العمل الإعلامي في كل مكان يحتاج إلى ضوابط تنظيمية، ونقلت أن «هذا القانون كون استند على قوانين دولية ونوقش مع معظم الإعلاميين والصحافيين والأكاديميين، ونال رضا الجميع، فهو سيكون وسيلة لضبط حالة الفوضى الإعلامية»، ولفتت إلى أن القانون سيحفظ حقوق الصحافيين، ويحميهم: «خاصة وقد شهدنا تعرض بعضهم لمخالفات دون الاستناد إلى لوائح قانونية»، على حد تعبيرها.
أما الصحافي علي نمر مدير مركز الانتهاكات والتوثيق في «الشبكة الكردية للصحافيين» وهي نقابة كردية تدافع عن حقوق الإعلاميين والصحافيين بالمنطقة، يرى أن القانون رغم التأخير بصدوره، «يجب أن يلبي طموحات الإعلاميين والرؤى المستقبلية للإعلام في مناطق الإدارة الذاتية التي يجب أن تختلف عن باقي المناطق التي تحت سيطرة النظام؛ أو الفصائل المسلحة»، فالقانون وما يتضمنه شيء، وما يجري على أرض الواقع بكل إمكاناته شيء مختلف تماماً، مضيفاً: «سواءً من حيث المساءلة القانونية؛ أو البيئة الإعلامية الملائمة لحماية الصحافي».
ويحد القانون في فصل الواجبات؛ «الإعلامي» من النشر على صفحته وحساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي تحت بند كل ما يمكن وصفه خطاب كراهية أو تحريض ويخالف أحكام القانون، وتمنع التعرض للحياة الشخصية للشخصيات العامة ومسؤولي الإدارة، وعن هذه القيود يقول الصحافي حمزة همك، رئيس تحرير وكالة «نورث برس»، وهي وكالة محلية لديها مراسلين في معظم المناطق السورية، إن القانون إيجابي بالعموم، لكن البند الخاص بالشخصيات العامة: «نوقش بشكل مستفيض، ولاقى اعتراضات كثيرة، لأن هذه الشخصيات العامة يحق لأي إعلامي انتقاده وفضح ملفاته إذا كانت محل انتقاد، لأنها شخصية عامة ويحق توجيه الملاحظات والانتقادات إن وُجدت».
ويتضمن القانون مواد تتعلق بالحقوق والواجبات المترتبة على الوسائل الإعلامية والإعلاميين العاملين في مناطق الإدارة الذاتية، تخول للقضاء، وعبر جلسة سرية، مطالبة الإعلامي بالإفشاء عن مصدر معلوماته، إلى جانب عقوبات مسلكية ومالية تترتب على المخالفات أبرزها توقيف العمل مدة تتراوح بين شهر و4 أشهر، ودفع مخالفة مالية من 100 دولار أميركي إلى 500 دولار (تعادل مليوناً و600 ألف ليرة سوري).
وتبرر افين يوسف مطالبة القضاء بالكشف عن مصدر معلوماته، لتقول: «هذا يعني وجود جهة مدعية والمعلومات المنشورة أو المنقولة (مرئياً أو إذاعياً) تمس تلك الجهة بشكل مباشر، ويحق لها المطالبة بإشهار الوثائق التي تدينها، إن وجدت، للتأكد من مصداقية المعلومة»، بغية رد الاعتبار ومقاضاة الإعلامي في حال عدم صحتها، «وهذا البند موجود في القوانين في دول وتجارب استند إليها هذا القانون».
بدوره، انتقد نمر المادة التي تنسف ما قبلها من حقوق، وتشدد على عدم خضوع العمل الإعلامي لرقابة مسبقة أو تنتهك حرية التعبير وتعقبها.
وبالنسبة للمبالغ المالية المذكورة في لائحة المخالفات بالقانون، نوهت يوسف بأن الغرامة المالية أو المسلكية لـ«ردع بعض المخالفات والحد منها».
غير أن نمر أكد أن تطبيق هذه المخالفات والعقوبات لن تترك مجالاً لتطوير الواقع الإعلامي ضمن مناطق الإدارة الذاتية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.