أعمال الاقتصاد التشاركي تتضاعف في السعودية

ارتفاع عدد شركاته العاملة 460% وتضاعف حجم الطلبات المنفذة

الاقتصاد التشاركي يسجل تضاعفاً في أعماله المختلفة في السعودية (الشرق الأوسط)
الاقتصاد التشاركي يسجل تضاعفاً في أعماله المختلفة في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

أعمال الاقتصاد التشاركي تتضاعف في السعودية

الاقتصاد التشاركي يسجل تضاعفاً في أعماله المختلفة في السعودية (الشرق الأوسط)
الاقتصاد التشاركي يسجل تضاعفاً في أعماله المختلفة في السعودية (الشرق الأوسط)

كشفت آخر البيانات الحكومية السعودية عن تضاعف أعمال الاقتصاد التشاركي، وارتفاع عدد الشركات العاملة التي تستند إلى هذا الشكل من الأعمال وسط نمو ملموس في عدد العمليات والطلبات المنفذة.
وتواصل السعودية تنظيم قطاع تطبيقات التوصيل عبر المنصات الإلكترونية من خلال العمل على العديد من المبادرات أبرزها ضوابط وإرشادات تقديم الخدمات ودليل تسجيلها والاشتراطات المؤقتة، لتطلق هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات البيئة التنظيمية التجريبية لتمكينها من ممارسة الأعمال وتطويرها من خلال خلق بيئة آمنة ومحفزة للشركات الناشئة بهدف تحفيزهم على ابتكار خدمات وتقنيات جديدة. والاقتصاد التشاركي هو نموذج عمل يقوم على تسخير تقنية المعلومات لمشاركة الأصول البشرية والمادية ويرتكز على الإبداع والإنتاج وتوزيع المهام واستفادة الأطراف بالعوائد المحققة، تبرز كنماذج واضحة لها تطبيقات توصيل الطلبات.
وكشف تقرير أخير صادر عن الهيئة، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، عن بلوغ نسبة زيادة تطبيقات التوصيل المسجلة خلال العام المنصرم 460 في المائة مقارنة بعام 2019، وارتفاع الطلبات المنفذة 250 في المائة، في حين وصل عدد المناديب السعوديين 500 في المائة، ليؤكد نمو هذا القطاع بشكل لافت في المملكة.
وقامت الهيئة بوضع آليات حوكمة دقيقة لضمان فاعلية هذا النشاط الحيوي عبر تشريع الضوابط والأطر التنظيمية في البيئة التجريبية لتطبيقات التوصيل لتحسين الكفاءة التشغيلية للقطاع ورفع طاقته الاستيعابية متبعة في ذلك نموذج الاقتصاد التشاركي الذي يعتمد على الابتكار والإبداع في تسيير الأعمال وإدارة العمليات.
وقالت هيئة الاتصالات وفقاً لتقريرها، إن الهدف من البيئة التجريبية الجديدة تمكين المنظم من تجربة الممارسات التنظيمية قبل اعتمادها بشكل رسمي وتمكن المستثمرين من الاستفادة من نماذج الأعمال المبتكرة تحت مظلة الجهات الرقابية، بالإضافة إلى المستفيدين من خلال الحصول على الخدمات في بيئة ضمن حقوقهم، ومن جانب آخر رواد الأعمال لخلق نماذج عمل جديدة مرنة.
ووفقاً للتقرير، أصدرت الهيئة التنظيمات اللازمة لتطبيقات التوصيل لتحفيز الشركات الناشئة وضمان توفير الإجراءات الوقائية وزيادة الطاقة الاستيعابية خلال فترة جائحة كورونا في المملكة، حيث سعت إلى متابعة بيانات التطبيقات عبر إنشاء منصة للمؤشرات وإصدار وثيقة حوكمة تصاريح التنقل الخاصة بالمناديب وإطلاق الدليل الشامل الإرشادي للإجراءات الوقائية الخاصة بمقدمي الخدمات وتنفيذ أكثر من ألف جولة تفتيشية للتأكيد على استمرارية الأعمال واتخاذ التدابير الوقائية، علاوة على تفعيل نظام الشكاوى وتحفيز توطين القطاع.
وكشفت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن بلوغ إجمالي القيمة المالية للطلبات عبر تطبيقات التوصيل أكثر من ملياري ريال (533 مليون دولار) منذ بداية كورونا المستجد، موضحة أن إجمالي الطلبات بلغ 26 مليون طلب بنسبة زيادة تصل إلى 250 في المائة مقارنة ببداية الجائحة.
وأشارت الهيئة إلى استحواذ منطقة الرياض على 46 في المائة من مجمل طلبات التوصيل، تلتها منطقة مكة المكرمة بنسبة 26 في المائة، فيما تم تنفيذ 13 في المائة من الطلبات في المنطقة الشرقية. كما كشفت عن زيادة عدد تطبيقات التوصيل المسجلة لديها منذ البدء في تطبيق قرار منع التجول بنسبة تحسن تصل إلى 310 في المائة بعد أن بلغ مجموعها 41 تطبيقا، تقدم خدمات التوصيل في 246 مدينة ومحافظة في مختلف مناطق المملكة. ودعت الهيئة المستفيدين إلى التعرف على قائمة التطبيقات المسجلة لديها من خلال الاطلاع على القائمة المنشورة على موقع الهيئة الإلكتروني. ومنذ بدء جائحة كورونا قامت الهيئة وبالشراكة مع العديد من الأجهزة الحكومية في وضع آليات حوكمة دقيقة لضمان فاعلية هذا النشاط الحيوي من خلال وضع الضوابط والأطر التنظيمية لتحسين كفاءته التشغيلية، ورفع طاقته الاستيعابية وتأهيل تطبيقات التوصيل لمواكبة الطلب المتزايد على مختلف التطبيقات منذ بداية الجائحة، من خلال إعادة هيكلة عمل قطاع تطبيقات التوصيل وجعله أحد المستهدفات الرئيسية، وذلك بالتعاون المشترك والبناء مع وزارة التجارة في إطلاق مبادرة استهدفت ربط المتاجر التموينية والصيدليات ومحلات المستلزمات الطبية بتطبيقات التوصيل المسجلة لدى الهيئة بهدف ضمان إيصال احتياجات المستفيدين لمنازلهم بكل يسر وسهولة.


مقالات ذات صلة

تحسن كبير في حركتي النقل البري والسكك الحديدية بالسعودية خلال 2023

الاقتصاد أحد قطارات خطوط السكك الحديدية السعودية (واس)

تحسن كبير في حركتي النقل البري والسكك الحديدية بالسعودية خلال 2023

شهدت السعودية تحسناً ملحوظاً في حركة النقل خلال العام السابق، مقارنة بعام 2022، حيث زاد عدد الركاب في السكك الحديدية بنسبة 33 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد المدير التنفيذي لبرنامج الربط الجوي ماجد خان خلال إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

«الربط الجوي» السعودي يستعرض تطورات الطيران في هونغ كونغ

شارك برنامج الربط الجوي، اليوم الأربعاء، في أعمال مؤتمر كابا آسيا «CAPA» بمدينة هونغ كونغ الصينية؛ أحد أهم المؤتمرات لالتقاء قادة مجال الطيران.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد قرر مجلس إدارة «أرامكو» توزيع أرباح بقيمة إجمالية 31.1 مليار دولار (رويترز)

«أرامكو» تحافظ على أكبر توزيعات أرباح في العالم

أبقت شركة «أرامكو السعودية» على توزيعاتها ربع السنوية بقيمة 31.1 مليار دولار، محافظةً بذلك على التوزيعات الأكبر في العالم. كما حققت دخلاً صافياً بقيمة 27.6.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد وزير التجارة السعودي متحدثاً للحضور في منتدى الأعمال التركي - السعودي (الشرق الأوسط)

السعودية تؤكد أهمية توسيع التكامل الاقتصادي بين دول «الكومسيك»

أكَّد وزير التجارة، الدكتور ماجد القصبي، أهمية مضاعفة الجهود لتوسيع آفاق التعاون المشترك، وتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء بمنظمة «الكومسيك».

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
الاقتصاد جناح «أرامكو» في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار العالمي» المقام في الرياض (المؤتمر)

«أرامكو» تحافظ على توزيعات بقيمة 31 مليار دولار رغم تراجع أرباحها

احتفظت «أرامكو السعودية» بأكبر توزيعات في العالم، على الرغم من تراجع أرباحها في الربع الثالث من 2024 بنسبة 15 في المائة، نتيجة ضعف الطلب العالمي على النفط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

علم عليه صورة ترمب معلق على سياج عند جسر إل كورتولا في كاليفورنيا (أ.ب)
علم عليه صورة ترمب معلق على سياج عند جسر إل كورتولا في كاليفورنيا (أ.ب)
TT

ارتفاع الأسهم العالمية بفضل فوز ترمب وآمال التحفيز الاقتصادي

علم عليه صورة ترمب معلق على سياج عند جسر إل كورتولا في كاليفورنيا (أ.ب)
علم عليه صورة ترمب معلق على سياج عند جسر إل كورتولا في كاليفورنيا (أ.ب)

ارتفعت الأسهم العالمية يوم الخميس، عقب الارتفاع القياسي الذي شهدته الأسهم الأميركية في ليل الأربعاء، في حين استمرت سندات الخزانة الأميركية تحت الضغط، مع قيام المستثمرين بتقييم تأثير إعادة انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى قرارات السياسة النقدية من قبل «الفيدرالي الأميركي» وبنوك مركزية كبرى أخرى.

وسجّل مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي الأوسع ارتفاعاً بنسبة 0.5 في المائة في آخر تداول له، بعد أن شهدت الأسهم الآسيوية مكاسب ملحوظة؛ إذ ارتفعت الأسهم الصينية الكبرى بنسبة 3 في المائة، وسط تفاؤل المستثمرين بتحفيز اقتصادي محتمل، متفوقة بذلك على المخاوف المرتبطة بتصاعد التوترات التجارية.

وأشارت العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلى استمرار المكاسب، بعد أن ارتفعت جميع المؤشرات الرئيسية في «وول ستريت» إلى مستويات قياسية يوم الأربعاء، مدفوعةً بإمكانية فوز الجمهوريين في الانتخابات، ما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في الإنفاق المالي.

وقالت الاستراتيجية العالمية الرئيسية في «نيكو» لإدارة الأصول، ناومي فينك: «الأسواق تُقيّم بشكل إيجابي الاحتمالية المفترضة لخفض الضرائب على الشركات، وتُدرك الميل العام نحو تقليص التنظيمات عبر الصناعات، ما يُعزز الأرباح».

وأضافت: «من ناحية أخرى، كانت استجابة سوق السندات غير مواتية، مع ارتفاع العوائد بسبب توقعات توحيد الجهود بين السلطة التنفيذية والتشريعية لتوسيع الإنفاق المالي».

وتابعت: «يأتي ذلك في وقت سجل فيه الدين الأميركي إلى الناتج المحلي الإجمالي مستويات تاريخية تجاوزت 120 في المائة، في حين بلغ العجز في الموازنة أكثر من 6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي».

ووصل عائد السندات الأميركية إلى 10 سنوات إلى 4.42 في المائة في آخر تداول، مسجلاً استقراراً مقارنة باليوم السابق، بعد ارتفاعه بمقدار 13 نقطة أساس يوم الأربعاء. في حين سجل عائد السندات لمدة 30 عاماً 4.61 في المائة، مرتفعاً قليلاً بعد قفزة بـ15 نقطة أساس في اليوم السابق.

وساهم هذا الارتفاع في العوائد في رفع الدولار الأميركي إلى أكبر مكسب يومي له خلال أكثر من عامين يوم الأربعاء، رغم تراجعه قليلاً يوم الخميس، ليهبط بنسبة 0.3 في المائة مقابل سلة من العملات الرئيسية.