الصحة العالمية تدعو إلى وقف القصف للمساعدة في علاج جرحى غزة

7 ملايين دولار احتياجات الأراضي الفلسطينية الصحية الطارئة

مسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني يحمل طفلاً إلى المستشفى أصيب في غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة (أ.ف.ب)
مسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني يحمل طفلاً إلى المستشفى أصيب في غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

الصحة العالمية تدعو إلى وقف القصف للمساعدة في علاج جرحى غزة

مسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني يحمل طفلاً إلى المستشفى أصيب في غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة (أ.ف.ب)
مسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني يحمل طفلاً إلى المستشفى أصيب في غارة جوية إسرائيلية في مدينة غزة (أ.ف.ب)

دعا مسؤولون كبار بمنظمة الصحة العالمية اليوم الخميس إلى هدنة إنسانية في قصف قطاع غزة للسماح بإدخال المساعدات في ظل معاناة النظام الصحي في القطاع من نقص شديد.
وقال أحمد المنظري المدير الإقليمي للمنظمة: «إغلاق نقاط الدخول والخروج أمام المرضى والمساعدات الصحية الإنسانية والقيود الشديدة على دخول الإمدادات الطبية يفاقم هذه الأزمة الصحية العامة».
قدّر المكتب الإقليمي لدول شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، في بيان الخميس، التمويل المطلوب للاستجابة الصحية الطارئة في الأراضي الفلسطينية بسبعة ملايين دولار خلال الستة أشهر المقبلة، في ظل التصعيد العسكري بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال البيان الذي صدر تحت عنوان «نداء عاجل» إن احتياجات التمويل قُدّرت بـ«7 ملايين دولار لتمكين الاستجابة الشاملة للطوارئ في الأشهر الستة المقبلة... عبر الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع التركيز على الاحتياجات ذات الأولوية في قطاع غزة».
تصاعد العنف بين إسرائيل وحركة «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة، حيث تستمر الأولى في قصف جوي ومدفعي عنيف للقطاع المحاصر الذي تنطلق منه دفعات من الصواريخ في اتجاه الأراضي الإسرائيلية.
وأفاد البيان بأنه في الفترة من 7 إلى 19 مايو (أيار)، «تم الإبلاغ عن 227 حالة وفاة و1620 إصابة في قطاع غزة، و27 حالة وفاة وجرح 6772 شخصاً في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية».
وأضاف: «أُصيب ما لا يقل عن 42 من العاملين في مجال الرعاية الصحية وتضررت 24 مستشفى وعيادة».
وفي مؤتمر صحافي افتراضي، الخميس، قال أحمد المنظري: «في قطاع غزة، أثقلت وخامة الإصابات كاهل النظام الصحي المنهك بالفعل الذي يواجه نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الأساسية، ويكافح أيضاً من أجل التصدي لجائحة (كوفيد - 19)».
وشدّد المنظري على أنه «ينبغي أن تكون مرافق الرعاية الصحية والعاملون فيها خطاً أحمر لأي نزاع؛ فلا تكون أهدافاً للهجمات، ولا تتأثَّر بما يُسمَّى الأضرار الجانبية».
ودعت المنظمة إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، ووضع حد للهجمات التي تؤثر... على الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة».
كما دعت إلى «تيسير وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة على وجه السرعة، والسماح بدخول الإمدادات الطبية الأساسية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.