انهيارات ثلجية تتسبب بمقتل 100 شخص في أفغانستان

انهيارات ثلجية تتسبب بمقتل 100 شخص في أفغانستان
TT

انهيارات ثلجية تتسبب بمقتل 100 شخص في أفغانستان

انهيارات ثلجية تتسبب بمقتل 100 شخص في أفغانستان

قتل 100 شخص على الاقل اليوم (الاربعاء)، في سلسلة من الانهيارات الثلجية في المناطق الجبلية شمال افغانستان، بينهم 90 في ولاية بانشير وحدها، وفق حاكم الولاية عبد الرحمن كبيري.
وقتل اربعة اشخاص اخرون في ولاية لغمان وشخص في ننغهار في الشرق وستة في باميان في الوسط، وفق المسؤولين الذين توقعوا ارتفاع الحصيلة.
واكد المسؤول عن الهلال الاحمر الافغاني عبد الرحمن كلانتاري لوكالة الصحافة الفرنسية، العثور على جثث 90 شخصا في ولاية بانشير.
وأكد محمد اسلام ساياس مساعد المسؤول عن السلطة الافغانية المكلفة ادارة الكوارث، أن 22 شخصا على الأقل قتلوا في وادي بانشير وحده، شمال كابل؛ لكن هذه الحصيلة يمكن أن ترتفع، كما قال مسؤول محلي تحدث عن مقتل 31 شخصا.
من جهته، أفاد عبد الرحمن كبيري حاكم اقليم بانشير، أنه "عُثر حتى الآن على 31 جثة في الثلوج في ثلاث مناطق، وقد حاصرت الثلوج 30 آخرين". مضيفا "جمعنا 300 شخص للمشاركة في عمليات الاغاثة. لكن لا تتوافر لدينا المعدات الضرورية، ويستخدم الناس مجارف وأيديهم للوصول إلى الأشخاص العالقين".
كما أكد الحاكم أن 15 شخصا أنقذوا أيضا، وقد بدت عليهم آثار الصقيع وجروح أخرى. وفي وادي بانشير ألحقت الانهيارات وتساقط الثلوح أضرارا بعشرات المنازل.
وفي كابل، لم يكن في وسع ساياس أن يؤكد على الفور الحصيلة التي أعلنها الحاكم؛ لكنه أضاف أن 6 أشخاص آخرين لقوا حتفهم بسبب الانهيارات الثلجية في اقليمي باميان وبادغيس.
ثمّ قال لوكالة الصحافة الفرنسية، "إننا نقوم بجمع معلومات، ولقد أرسلنا فرق اغاثة إلى المناطق المتأثرة بالانهيارات وعواصف الثلوج".
وقد غطت الثلوج التي تساقطت في الساعات الـ48 الأخيرة مناطق شاسعة من شمال أفغانستان، خلال فصل الشتاء الذي يبدو حتى الآن معتدلا وجافا.
وفي كابل، حيث تساقطت بعض الثلوج أمس واليوم، تأثرت التغذية بالكهرباء بسبب الاعطال اللاحقة بالكوابل، في مرتفع سالانغ الذي يربط شمال البلاد بالعاصمة الافغانية.
ودائما ما تحصل انهيارات وعواصف ثلجية في افغانستان، وتؤدي سنويا إلى مصرع عشرات الأشخاص. وفي 2010، أسفر انهيار على مرتفع سالانغ عن مصرع أكثر من 160 شخصا.
وفي مارس (آذار) 2012، قتل حوالى 50 شخصا واعتبر 145 في عداد المفقودين، الذين جرفهم انهيار ثلجي في بادخشان (شمال غربي افغانستان).



رئيس وكالة إغاثية: تخفيض التمويل لأفغانستان هو أكبر تهديد يضر بمساعدة النساء

الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند يستمع سؤالاً خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل بأفغانستان يوم 8 يناير 2023 (أ.ب)
الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند يستمع سؤالاً خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل بأفغانستان يوم 8 يناير 2023 (أ.ب)
TT

رئيس وكالة إغاثية: تخفيض التمويل لأفغانستان هو أكبر تهديد يضر بمساعدة النساء

الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند يستمع سؤالاً خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل بأفغانستان يوم 8 يناير 2023 (أ.ب)
الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين» يان إيغلاند يستمع سؤالاً خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في كابل بأفغانستان يوم 8 يناير 2023 (أ.ب)

حذر رئيس إحدى وكالات الإغاثة الكبرى، الأحد، بأن تخفيض التمويل المخصص لأفغانستان يمثل التهديد الأكبر المُضِرّ بمساعدة النساء في البلاد.

أفغانيات في معهد للتطريز (متداولة)

وصرَّح يان إيغلاند، الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين»، بأن النساء والفتيات يتحملن العبء الأكبر نتيجة التراجع في الدعم المالي للمنظمات غير الحكومية والمساعدات الإنسانية الموجهة إلى أفغانستان، وفق تقرير من وكالة «أسوشييتد برس».

أفغانيات يتظاهرن بسبب حرمانهن من حق التوظيف (أرشيفية - متداولة)

وفي عام 2022، قدَّم «المجلس النرويجي للاجئين» المساعدة إلى 772 ألفاً و484 أفغانياً، لكن هذا العدد انخفض إلى 491 ألفاً و435 في عام 2023، وفي العام الماضي قدمت الوكالة المساعدة إلى 216 ألفاً و501 شخص؛ نصفهم من النساء.

مقاتلون من «طالبان» يقفون حراساً في كابل يوم 26 ديسمبر 2022 (أ.ب)

وقال إيغلاند، الذي أجرى زيارات عدة إلى أفغانستان منذ عام 2021: «نشهد تراجع كثير من المنظمات عن برامجها وتقليص عدد موظفيها خلال العامين الماضيين. أكبر تهديد للبرامج التي تساعد النساء الأفغانيات هو تخفيض التمويل، وأكبر تهديد لمستقبل النساء الأفغانيات هو غياب التعليم».

فتيات بالمدرسة خلال اليوم الأول من العام الدراسي الجديد في كابل بأفغانستان يوم 25 مارس 2023 (أ.ب)

وأدى استيلاء حركة «طالبان» الأفغانية على السلطة في أغسطس (آب) 2021 إلى دفع ملايين الأشخاص إلى الفقر والجوع بعد توقف المساعدات الخارجية بشكل شبه كامل.

وأدت العقوبات المفروضة على الحكام الجدد في كابل، ووقف التحويلات البنكية، وتجميد مليارات الدولارات من احتياطات العملة الأفغانية، إلى قطع الوصول إلى المؤسسات العالمية والتمويل الخارجي الذي كان يدعم الاقتصاد المعتمد على المساعدات قبل انسحاب القوات الأميركية وقوات «حلف شمال الأطلسي (ناتو)».

أفغانيات في طابور للمساعدات الإنسانية بالعاصمة كابل (أ.ب)

وكانت الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات قد حثت المجتمع الدولي على مواصلة دعم هذا البلد المنكوب، وساعدت منظمات، مثل «المجلس النرويجي للاجئين»، في استمرار توفير الخدمات العامة من خلال برامج التعليم والرعاية الصحية؛ بما في ذلك التغذية والتطعيم.

أفغانية تغادر مدرسة تحت الأرض في كابل يوم 30 يوليو 2022 (أ.ب)

لكن النساء والفتيات يواجهن مزيداً من العقبات في الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم؛ بسبب القيود التي تفرضها السلطات والنقص المستمر في وجود العاملات بمجال الرعاية الصحية، وهي مشكلة تفاقمت بسبب قرارات «طالبان». وقال إيغلاند إن النساء والفتيات الأفغانيات لم يَنسَين وعود قادة العالم بأن «التعليم وحقوق الإنسان» سيكونان «أولوية قصوى».

وأضاف، في مقابلة أجراها عبر الهاتف مع وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، من مقاطعة هيرات الغربية: «الآن لا يمكننا حتى تمويل برامج سبل العيش للأرامل والأمهات العازبات».

وأوضح أن المجتمع الدولي قدَّم مساعدات إنسانية في كثير من الدول رغم معارضته السياسات المحلية فيها.

لكنه أشار إلى أن معارضة سياسات «طالبان»، إلى جانب «نقص التمويل العام» للمساعدات من كثير من الدول، أديا إلى تفاقم العجز في أفغانستان.

وذكر إيغلاند أن معظم محادثاته مع مسؤولي «طالبان» خلال زيارته تركزت على ضرورة استئناف تعليم الفتيات والنساء.

واختتم قائلاً: «ما زالوا يصرون على أن ذلك سيحدث، لكن الظروف غير مواتية الآن»، لافتاً إلى أنهم يقولون إنهم «بحاجة إلى الاتفاق على ماهية هذه الظروف».

وفي سياق آخر، دعا القائم بأعمال نائب وزير الخارجية في إدارة «طالبان» كبارَ مسؤولي الحركة، التي تتولى السلطة في أفغانستان، إلى فتح مدارس للفتيات بالبلاد، وذلك في واحد من أقوى الانتقادات العلنية لسياسة الإدارة التي ساهمت في عزلها دولياً. وقال شير محمد عباس ستانيكزاي، في كلمة ألقاها مطلع هذا الأسبوع، إن القيود المفروضة على تعليم الفتيات والنساء لا تتفق مع الشريعة الإسلامية. وكان ستانيكزاي قد قاد سابقاً فريقاً من المفاوضين بالمكتب السياسي لـ«طالبان» في الدوحة قبل انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2021. ونقلت قناة «طلوع» الأفغانية عن ستانيكزاي القول: «نطلب من قادة الإمارة الإسلامية فتح أبواب التعليم»، مستخدماً الاسم الذي أطلقته «طالبان» على إدارتها. وأضاف: «اليوم؛ من أصل 40 مليون نسمة، نرتكب ظلماً بحق 20 مليون إنسان»، في إشارة إلى عدد الإناث بأفغانستان.

وتشكل هذه التعليقات أحد أقوى الانتقادات العلنية التي يطلقها مسؤول في إدارة «طالبان» خلال السنوات القليلة الماضية بشأن إغلاق المدارس. وقالت مصادر من «طالبان» ودبلوماسيون لـ«رويترز» في وقت سابق إن زعيم الحركة، هبة الله آخوند زاده، هو الذي اتخذ القرار على الرغم من بعض الخلافات الداخلية.