واشنطن متهمة بدفع تركيا لشراء مقاتلات روسية

وسط تمسك أنقرة بمنظومة الدفاع الصاروخية «إس 400»

TT
20

واشنطن متهمة بدفع تركيا لشراء مقاتلات روسية

جددت تركيا تأكيد موقفها الرافض للتخلي عن منظومة الدفاع الجوي الروسية «إس 400»، ولوَّحت بإمكانية الاستعاضة عن مقاتلات «إف 35» الأميركية بمقاتلات روسية، وذلك بعد أن أخطرتها واشنطن مؤخراً بإخراجها رسمياً من مشروع الإنتاج المشترك لها الذي يشرف عليه حلف شمال الأطلسي (ناتو).
واعتبر مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية، مسعود كاسين، في تصريحات، أمس (الأربعاء)، أن واشنطن تجبر أنقرة على تعميق علاقاتها العسكرية مع روسيا. وحدد أن تركيا بحاجة إلى 200 مقاتلة، قائلاً إن هذا هو الواقع المطروح على الطاولة، لكن الولايات المتحدة لا تريد منحنا الطائرات المقاتلة «إف 35».
واعتبر المسؤول التركي أن الولايات المتحدة تدفع بلاده، بهذه الطريقة، إلى شراء طائرات مقاتلة من روسيا، مضيفاً: «تركيا لا تريد شراء الطائرات الروسية، لكن إذا لم تقدّم الولايات المتحدة تلك الطائرات، فيمكننا الشراء من روسيا».
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد قال لوكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية، في أبريل (نيسان) الماضي، إن الولايات المتحدة أخطرت تركيا بإخراجها، رسمياً، من برنامج إنتاج مقاتلات «إف 35»، وإن الإخطار يشير إلى فسخ مذكرة التفاهم المشتركة المفتوحة لتوقيع المشاركين بالبرنامج في عام 2006، التي وقعت عليها تركيا في 26 يناير (كانون الثاني) 2007، وعدم ضم تركيا إلى مذكرة التفاهم الجديدة.
ونقلت الوكالة التركية عن المسؤول الذي قالت إنه فضل عدم ذكر اسمه أن المذكرة تم تحديثها مع الشركاء الثمانية المتبقين (الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وهولندا والدنمارك والنرويج وكندا وأستراليا)، ولم يتم ضم مشاركين جدد إلى البرنامج.
وتقول تركيا إنها دفعت مبلغ 1.4 مليار دولار، بهدف الحصول على 100 طائرة في إطار البرنامج متعدد الأطراف، وهددت باللجوء إلى الوسائل القانونية لاستعادتها، بعد أن قررت واشنطن في يوليو (تموز) 2019 وقف تسليمها بسبب تسلم تركيا منظومة «إس 400» الروسية التي تعدها واشنطن خطراً على المنظومة الدفاعية للناتو، وكذلك على مقاتلاتها «إف 35».
وأبرمت تركيا صفقة مع روسيا في 2017 لشراء منظومة «إس 400» الصاروخية، بعد تعثر جهودها لاقتناء منظومة «باتريوت» من الولايات المتحدة. وسعت تركيا للبقاء في برنامج إنتاج المقاتلة الأميركية التي تنتجها «لوكهيد مارتن» بأي وسيلة، وعدت مساعي إخراجها غير قانونية، حيث عمدت إلى تكليف شركة «أرنولد آند بورتر» الدولية للمحاماة للحصول على خدمات استشارية قانونية واستراتيجية، في مسعى منها للبقاء في البرنامج.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عقوبات على تركيا بموجب قانون «مكافحة أعداء أميركا بالعقوبات» (كاتسا)، شملت مستشار الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير وأربعة من مساعديه، وتضمنت العقوبات فرض حظر على إصدار التراخيص والتصاريح الخاصة بتصدير البضائع والتكنولوجيا الأميركية لإدارة الصناعات الدفاعية التركية، وحظر مؤسسات التمويل الأميركية من تقديم قروض أو تمويل لها بما يزيد على 10 ملايين دولار في السنة، باستثناء ما يتعلق بالأنشطة الإنسانية، كما يتم توجيه ممثلي الولايات المتحدة في المؤسسات المالية الدولية للتصويت ضد أي قرض تستفيد منه الإدارة التركية، من خلال السعي لحجب قروض من مؤسسات عالمية تشمل «البنك الدولي» و«صندوق النقد الدولي».
وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال حملته الانتخابية، بدفع تركيا للتخلي عن منظومة «إس 400» أو فرض عقوبات مشددة عليها، مندداً بسياسات التسلح التي تعتمدها. لكن تركيا أصرت على الاحتفاظ بالمنظومة الروسية، مؤكدة أنها تسعى إلى التعاقد على دفعة ثانية منها.
وأكد مستشار الصناعات الدفاعية في الرئاسة التركية، إسماعيل دمير، عدم وجود أي أرضية قانونية لاستبعاد تركيا من مشروع مقاتلات «إف 35»، وعدم تسليمها قسماً منها. وأوضح أن اتفاقية الشراكة، التي تضم تركيا، تنص على عدم قدرة أي شريك على استبعاد شريك آخر في مشروع المقاتلة، وأن هذا القرار يتم بإجماع الشركاء كافة أو انسحاب الدولة من تلقاء نفسها.
وتصر تركيا على اقتناء المنظومة الروسية (إس 400)، ملوّحةً بأنها ستتعاقد على دفعة ثانية منها، تشمل الإنتاج المشترك، في الوقت الذي لم يجرِ فيه تفعيل الدفعة الأولى التي تسلمتها في يوليو (تموز) 2019. وتؤكد واشنطن إن نظام الرادار المتقدم في منظومة «إس400» يشكّل تهديداً لأنظمة الدفاع الخاصة بحلف الناتو، الذي تمثل تركيا أحد أعضائه.
وينتظر أن يلتقي الرئيسان التركي رجب طيب إردوغان والأميركي جو بايدن، على هامش قمة الناتو في يونيو (حزيران) المقبل، ويُتوقع أن يبحثا هذا الملف الحساس، الذي يشكل أحد أبرز القضايا الخلافية في العلاقات التركية الأميركية. وأبدت تركيا أكثر من مرة استعدادها لعقد اتفاق بشأن شراء منظومة «باتريوت» الأميركية إذا ما قدمت واشنطن تنازلات بشأن السعر والمشاركة في الإنتاج.



القبض على ألماني في برلين بتهمة الانتماء إلى «حزب الله» اللبناني

عناصر من الشرطة الألمانية خلال مداهمة مركز في منطقة نويكولن بألمانيا بعد الاشتباه في دعمه «حزب الله» اللبناني (رويترز-أرشيفية)
عناصر من الشرطة الألمانية خلال مداهمة مركز في منطقة نويكولن بألمانيا بعد الاشتباه في دعمه «حزب الله» اللبناني (رويترز-أرشيفية)
TT
20

القبض على ألماني في برلين بتهمة الانتماء إلى «حزب الله» اللبناني

عناصر من الشرطة الألمانية خلال مداهمة مركز في منطقة نويكولن بألمانيا بعد الاشتباه في دعمه «حزب الله» اللبناني (رويترز-أرشيفية)
عناصر من الشرطة الألمانية خلال مداهمة مركز في منطقة نويكولن بألمانيا بعد الاشتباه في دعمه «حزب الله» اللبناني (رويترز-أرشيفية)

ألقت السلطات الألمانية القبض على شخص يشتبه في انتمائه إلى «حزب الله» اللبناني، وذلك خلال مداهمة شقة في منطقة نويكولن في العاصمة الألمانية برلين.

وبحسب ما أعلنه الادعاء العام في برلين، فإنه يعتقد أن الرجل البالغ من العمر 29 عاما سافر إلى لبنان في عام 2023 من أجل تلقي تدريب من الميليشيا على استخدام الأسلحة النارية وأسلحة الحرب.

وفي تصريحات لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قال المتحدث باسم الادعاء، زيباستيان بوشنر: «ليست لدينا حتى الآن أدلة على وجود خطط ملموسة لتنفيذ هجمات»، مضيفا في الوقت ذاته أن الأعمال التحضيرية مثل التدريب العسكري تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. ويجري الادعاء العام تحقيقا في الواقعة بشبهة ارتكاب جريمة جسيمة تهدد أمن الدولة.

وتابع بوشنر بأن «الهدف من التدريب كان تنفيذ جرائم عنف مثل الاغتيال والقتل والخطف للحصول على فدية واحتجاز رهائن، بغرض تدمير دولة إسرائيل». ووفقا للتصريحات، تم التدريب خلال النصف الأول من عام 2024.

وأفاد بوشنر بوجود مؤشرات على أن المتهم تلقى تدريبا على أنظمة مضادة للدروع وبندقية آلية من نوع كلاشنيكوف.

وصرح المتحدث بأن هناك اشتباها في أن الرجل الذي يحمل الجنسية الألمانية، قرر بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 ومايو (أيار) 2024، بعد الهجوم الذي شنته حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، الانضمام إلى ميليشيا «حزب الله» والمشاركة إلى جانب الحزب في الصراع.

ولم يتلق الادعاء العام معلومات حول القضية إلا خلال العام الماضي.

وأوضح بوشنر أن المتهم كان مسجونا في تلك الفترة، وأردف: «ونظرا لأنه لفت أنظار موظفي السجن بميله إلى التطرف من ناحية، ويبدو أنه أدلى من ناحية أخرى ببعض التصريحات لزملائه السجناء التي أشارت إلى ذلك، ومن ثم فإنه حان الوقت الآن، إذا جاز التعبير، للتدخل في هذا الأمر».

وخلال تفتيش الشقة الواقعة في شارع زوننآليه، تم ضبط هواتف جوالة سيتم تحليل بياناتها، بحسب الادعاء. وشارك في العملية محققون من مكتب التحقيقات الجنائية في ولاية برلين وقوات خاصة.

وصدر أمر اعتقال بحق الرجل، ومن المقرر عرضه على قاضي تحقيقات اليوم الثلاثاء.

وفي تعليقه على الحادثة، قال شتيفان فيه رئيس فرع نقابة الشرطة في برلين: «الاشتباه في أن مواطنا ألمانيا اعتنق الفكر المتطرف، وسافر إلى منطقة حرب، وتلقى هناك تدريبا على تنفيذ أخطر جرائم العنف، أمر صادم - ويؤكد للأسف مدى حقيقة التهديد الذي يشكله الإرهاب ذو الدوافع الإسلاموية حتى في مدينتنا».