السعودية تلتزم تطبيق تشريعات للقضاء على العمل الجبري

تتخذ تدابير فعالة لحماية العاملين ومعاقبة المخالفين وفق البروتوكولات الدولية

السعودية تلتزم تنفيذ تشريعات لحماية العاملين (الشرق الأوسط)
السعودية تلتزم تنفيذ تشريعات لحماية العاملين (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تلتزم تطبيق تشريعات للقضاء على العمل الجبري

السعودية تلتزم تنفيذ تشريعات لحماية العاملين (الشرق الأوسط)
السعودية تلتزم تنفيذ تشريعات لحماية العاملين (الشرق الأوسط)

فيما وافق مجلس الوزراء السعودي مطلع الشهر الماضي على انضمام المملكة إلى بروتوكول عام 2014 المكمل للاتفاقية رقم 29 لعام 1930 المتعلقة بالعمل الجبري، كشفت الاتفاقية عن إجراءات عدة يلتزم بها الدول الأعضاء، أهمها اعتبار هذه المخالفة جريمة جنائية، وأن تكون العقوبات التي يفرضها القانون مناسبة فعلاً ومطبقة بصرامة.
وبحسب الاتفاقية - التي تحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها - فإن الدول الأعضاء تقر بأن حظر العمل الجبري أو الإلزامي يشكل جزءاً من مجموعة الحقوق الأساسية وينتهك حقوق الإنسان وكرامة ملايين النساء والرجال ويسهم في استمرار الفقر ويقف عائقاً في طريق تحقيق العمل اللائق للجميع.
ووفقاً للبروتوكول، فإن التدابير التي يتعين اتخاذها تشمل التثقيف لا سيما المستضعفين بصورة خاصة بغية الحيلولة دون وقوعهم كضحايا، وإعلام صاحب العمل لكي لا يصبحوا ضالعين في ممارسة هذه المخالفة، بالإضافة إلى تطبيق تغطية وإنفاذ التشريعات المعنية بمنع العمل الجبري بما في ذلك قانون العمل حسب مقتضى الحال على جميع العمال وقطاعات الاقتصاد، وكذلك تقوية خدمات التفتيش، وحماية الأشخاص تحديداً المهاجرين من الممارسات التعسفية أو الاحتيالية المحتملة خلال عملية توظيفهم.
ومن ضمن التدابير دعم العناية الواجبة التي يتعين على القطاعين العام والخاص القيام بها للحيلولة دون وقوع مخاطر هذا النوع من العمل، والتصدي لجذور الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى اشتداد مخاطره. كما تتخذ الدول الأعضاء إجراءات فعالة من أجل التعرف على جميع الضحايا وتحريرهم وحمايتهم ومساعدتهم على التعافي وإعادة تأهيلهم فضلاً عن تزويدهم بسائر أشكال المساعدة والدعم.
وتبين الاتفاقية أن هناك عدداً متزايداً من العمال الواقعين في شراك العمل الجبري أو الإلزامي في الاقتصاد الخاص وأن مجموعات معينة من العمال معرضة لخطر كبير لأن تصبح ضحية لهذه المخالفة لا سيما المهاجرين.
ويشير البروتوكول، إلى أن كل دولة عضو تتخذ اللازم عند إنفاذ التزاماتها بموجب الاتفاقية بالقضاء على هذا النوع من العمل بتدابير فعالة ولتزويد الضحايا بالحماية وسبل الوصول إلى وسائل الانتصاف المناسبة والفعالة من قبيل التعويض ومعاقبة مرتكبي العمل الجبري أو الإلزامي.
ويدخل البروتوكول حيّز النفاذ بالنسبة إلى المملكة بعد 12 شهراً من تاريخ تسجيل التصديق لدى مدير عام منظمة العمل الدولية.
وكشفت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن وجود انعكاسات إيجابية على سوق العمل جراء انضمام المملكة إلى البروتوكول أبرزها تعزيز الإطار القانوني الحالي عبر فرض التزامات جديدة لمنع العمل الجبري، واتخاذ خطوات إضافية لحماية العاملين من ممارسات الاستخدام الاحتيالية والتعسفية، إضافة إلى تعزيز التدابير القائمة للحصول على سبل الانتصاف الفعالة.
وذكرت الوزارة أن الجهات المعنية حسب اختصاصاتها ستقوم بأدوار تكاملية لمواءمة التشريعات والممارسات القائمة مع أحكام البروتوكول بهدف القضاء التام على جميع صور العمل الجبري، كما تتضافر الجهود بالتشاور مع الشركاء الاجتماعيين لتنفيذ الالتزامات الناشئة عن التصديق ونشر الوعي بشأن الممارسات التي تعدّ من قبيل العمل الجبري للحيلولة دون وقوعها.
وتستثني الاتفاقية من مصطلح العمل القسري، الإجبار على أي عمل أو خدمة من قوانين الخدمة العسكرية الإلزامية، أو خدمات تشكّل جزءاً من الالتزامات المدنية العادية لمواطني بلد بالحكم الذاتي الكامل، وكذلك حالات الطوارئ في حال نشوب حرب أو كارثة وفيضانات وزلازل وأي ظرف من شأنه أن يعرّض للخطر.
وتعد السعودية أول دولة خليجية تصادق على البروتوكول الذي يهدف إلى تعزيز تدابير الوقاية والحماية والتعويض ومضاعفة تكثيف الجهود الرامية إلى القضاء على كل أشكال هذا النوع من العمل.


مقالات ذات صلة

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

الاقتصاد الجولة الأولى من المفاوضات التي قادتها السعودية بين دول الخليج واليابان (واس)

اختتام الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول الخليج واليابان

ناقشت الجولة الأولى من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين دول مجلس التعاون الخليجي واليابان عدداً من المواضيع في مجالات السلع، والخدمات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي يهدف لدعم تحقيق النمو المستدام في مطار هيثرو (أ.ب)

«السيادي» السعودي يُكمل الاستحواذ على 15 % من مطار هيثرو

أكمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي الاستحواذ على حصة تُقارب 15 % في «إف جي بي توبكو»، الشركة القابضة لمطار هيثرو من «فيروفيال إس إي»، ومساهمين آخرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد إريك ترمب يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في أبو ظبي (رويترز)

إريك ترمب: نخطط لبناء برج في الرياض بالشراكة مع «دار غلوبال»

قال إريك ترمب، نجل الرئيس الأميركي المنتخب، لـ«رويترز»، الخميس، إن منظمة «ترمب» تخطط لبناء برج في العاصمة السعودية الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من فعاليات النسخة السابقة من المؤتمر في الرياض (واس)

السعودية تشهد انطلاق مؤتمر سلاسل الإمداد الأحد

تشهد السعودية انطلاق النسخة السادسة من مؤتمر سلاسل الإمداد، يوم الأحد المقبل، برعاية وزير النقل والخدمات اللوجيستية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة تجمع المسؤولين السعوديين واليابانيين خلال إطلاق صندوق مؤشرات متداولة وإدراجه في بورصة طوكيو (الشرق الأوسط)

«الاستثمارات العامة السعودي» يستثمر بأكبر صندوق في بورصة طوكيو

أعلنت مجموعة «ميزوهو» المالية، الخميس، إطلاق صندوق مؤشرات متداولة، وإدراجه في بورصة طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الصين تتوقع نمواً بنسبة 5% هذا العام

عمال السكك الحديدية في الصين يجمعون آلة حفر الأنابيب في موقع بناء محطة قطار تحت الأرض في هوتشو (رويترز)
عمال السكك الحديدية في الصين يجمعون آلة حفر الأنابيب في موقع بناء محطة قطار تحت الأرض في هوتشو (رويترز)
TT

الصين تتوقع نمواً بنسبة 5% هذا العام

عمال السكك الحديدية في الصين يجمعون آلة حفر الأنابيب في موقع بناء محطة قطار تحت الأرض في هوتشو (رويترز)
عمال السكك الحديدية في الصين يجمعون آلة حفر الأنابيب في موقع بناء محطة قطار تحت الأرض في هوتشو (رويترز)

قال نائب مدير اللجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية في الصين يوم السبت إن اقتصاد الصين من المتوقع أن ينمو بنحو 5 في المائة هذا العام. وأضاف هان وين شيو في مؤتمر اقتصادي أن ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيُسهم بنحو 30 في المائة من النمو العالمي. وأشار هان، الذي يشغل أيضاً منصب مسؤول كبير في الحزب الشيوعي الحاكم، إلى ضرورة تعزيز الاستهلاك واعتبار توسيع الطلب المحلي خطوة استراتيجية طويلة الأجل، حيث من المتوقع أن يصبح هذا الطلب القوة الدافعة الرئيسة للنمو الاقتصادي.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن خطط لزيادة إصدار الديون وتخفيف السياسة النقدية للحفاظ على معدل نمو اقتصادي مستقر، استعداداً لمواجهة مزيد من التوترات التجارية مع الولايات المتحدة في ظل احتمال عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. كما أوصى مستشارو الحكومة بالحفاظ على هدف نمو يتراوح حول 5 في المائة للعام المقبل، وفقاً لتقرير «رويترز» الصادر الشهر الماضي.

وبينما تتوقع سوق الأسهم انتعاش الاستهلاك في الصين، يراهن مستثمرو السندات على استمرار التحديات الاقتصادية. وأكد هان أن سياسة مالية نشطة إلى جانب سياسة نقدية أكثر تساهلاً ستساعد الصين على التكيف بشكل أفضل مع العوامل غير المستقرة وغير المؤكدة في الاقتصاد، مما يوفر دعماً قوياً لتحقيق الأهداف السنوية.

وفيما يتعلق بالاحتياطات المالية، أوضح هان أن احتياطيات النقد الأجنبي في الصين من المتوقع أن تظل فوق 3.2 تريليون دولار هذا العام، مع الاستمرار في استقرار مستويات العمالة والأسعار.

على صعيد آخر، أظهرت البيانات الرسمية التي أصدرها بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) ارتفاعاً في القروض المقومة باليوان بمقدار 17.1 تريليون يوان (نحو 2.38 تريليون دولار) خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2024.

وأشارت البيانات، التي نقلتها وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، إلى زيادة في مؤشر «إم 2»، الذي يُعتبر مقياساً واسع النطاق للمعروض النقدي ويشمل النقد المتداول وجميع الودائع، بنسبة 7.1 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 311.96 تريليون يوان بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

في المقابل، بلغ مؤشر «إم 1»، الذي يغطي النقد المتداول والودائع تحت الطلب، 65.09 تريليون يوان بنهاية الشهر الماضي، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي.

أما مؤشر «إم 0»، الذي يعكس حجم النقد المتداول، فقد ارتفع بنسبة 12.7 في المائة مقارنة بالعام السابق، ليصل إلى 12.42 تريليون يوان بنهاية نوفمبر، وفقاً للبيانات الصادرة عن البنك المركزي الصيني.

وفيما يخص القروض المستحقة باليوان، فقد بلغت 254.68 تريليون يوان بنهاية نوفمبر، بزيادة قدرها 7.7 في المائة على أساس سنوي.

كما أظهرت البيانات أن التمويل الاجتماعي المستحق بلغ 405.6 تريليون يوان بنهاية الشهر الماضي، مسجلاً زيادة بنسبة 7.8 في المائة على أساس سنوي.