لافتات انتخابية في دمشق... وحزب معارض يرفع الغطاء عن «مرشحه»

صورتان للرئيس بشار الأسد وأحد منافسيه في شوارع دمشق (سانا)
صورتان للرئيس بشار الأسد وأحد منافسيه في شوارع دمشق (سانا)
TT

لافتات انتخابية في دمشق... وحزب معارض يرفع الغطاء عن «مرشحه»

صورتان للرئيس بشار الأسد وأحد منافسيه في شوارع دمشق (سانا)
صورتان للرئيس بشار الأسد وأحد منافسيه في شوارع دمشق (سانا)

ظهرت في شوارع دمشق لافتات لمرشحين ثلاثة لانتخابات رئاسة الجمهورية في 26 الشهر الحالي، في وقت أعلن حزب معارض في دمشق أنه لا علاقة له بمرشح قدم نفسه على أنه يمثله نيابة عن المعارضة.
وأعلن «حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي» في سوريا، أن لا علاقة للمرشح لانتخابات الرئاسة محمود مرعي بالحزب، وجدد موقفه المقاطع للانتخابات.
ونفى الحزب الذي يعد واحدا من الأحزاب الرئيسية في البلاد، صحة «ما يتم ترويجه في بعض وسائل الإعلام» عن عضوية مرعي في الحزب، ذلك أن «تلك العضوية أنهيت منذ عام 2013، نتيجة خروجه عن الخط السياسي والمواقف الثابتة للحزب، التي تتبنى ضرورة التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والشامل كطريق للانتقال السياسي». وجدد الحزب موقفة «الثابت بعدم المشاركة بأي من العمليات الانتخابية والاستفتاءات ترشيحاً أو تصويتاً».
وقدم مرعي نفسه أنه «المعارض الوطني السوري» في «هيئة التنسيق» وهي الكيان السياسي الذي تم تشكيله بعد 2011 وضم «الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي».
وأطلق المرشحان المنافسان للرئيس السوري بشار الأسد حملتيهما الانتخابيتين. المرشح عبد الله سلوم عبد الله، وهو عضو المكتب السياسي في حزب «الوحدويين الاشتراكيين» وضع عبارة «قوتنا بوحدتنا» عنواناً لحملته، بينما حملت لوحاته الإعلانية الطرقية عناوين فرعية مثل: «لا للإرهاب» و«نعم لدحر المحتلين».
واختار مرعي كلمة «معاً» عنواناً رئيسياً لحملته، وحرص مرعي على أن يقدم نفسه للناخب السوري تحت وصف «المعارض الوطني السوري»، وحملت اللوحات الإعلانية لمرعي عبارات مثل: «معاً... لأن رأينا مختلف لكن بشرف»، وكذلك: «معاً للإفراج عن معتقلي الرأي».
في المقابل، حملت حملة الرئيس بشار الأسد عبارة «الأمل بالعمل» عنواناً رئيسياً.
يذكر أن الحملات الانتخابية التي بدأت اليوم تستمر حتى يوم 25 من الحالي، وهو يوم «الصمت الانتخابي» استعداداً ليوم الاقتراع المحدد في الـ26 منه.
في غضون ذلك، فوجئ سوريون بقرار حكومي يعقد عودة مواطنين من الخارج. ونص القرار الجديد الصادر عن الحكومة في 11 من مايو (أيار) الحالي، وكشفت عنه مواقع إلكترونية محلية أمس، على إلغاء المادة «178» من قانون الجمارك لعام 2006 التي نصت على إعفاء الأمتعة الشخصية والأدوات والأثاث المنزلي الخاصة بالأشخاص القادمين للإقامة الدائمة من الرسوم الجمركية وغيرها من الرسوم والضرائب.
وكان الإعفاء يشمل أيضاً، بحسب المادة «178»، الهدايا والأمتعة الشخصية والأدوات الخاصة بالمسافرين والمعدة للاستعمال الشخصي، والأثاث والأمتعة الشخصية التي سبق تصديرها عندما تعاد مع أصحابها الذين يعتبر محل إقامتهم الأصلي هو سوريا.
ونصت المادة «178»، على أنه يحدد بقرار من رئيس مجلس الوزراء بناء على اقتراح وزير المالية مدى شمول الإعفاء الوارد في هذه المادة والتحفظات والشروط الواجب توفرها لمنحه. لكن قرار الحكومة الجديد الذي حمل الرقم «682»، ألغى هذه الإعفاءات، مما يعني أن القادمين لسوريا من مغتربين ولاجئين «بهدف الإقامة الدائمة» سيدفعون الرسوم الجمركية على أمتعتهم الشخصية.
والرسوم الجمركية هي ضرائب تفرضها الدولة على السلع المستوردة من الخارج، تدفع في أثناء عبور هذه السلع الحدود ودخولها «التراب الجمركي» الخاضع للضريبة أو خروجها منه.
وقال خبير اقتصادي في دمشق، فضل عدم الإفصاح عن اسمه لـ«الشرق الأوسط»، في تعليقه على قرار الحكومة الجديد: «بات معروفاً للجميع في الداخل والخارج منذ زمن بعيد أن النظام مفلس ولا يوجد في خزينته دولار أميركي لتمويل مستورداته، وقد أصدر خلال سنوات الحرب العديد من القرارات التي من شأنها رفد خزينته بالقطع الأجنبي، ومما لا شك فيه أن القرار الجديد يأتي في هذا السياق».
واستنزفت الحرب الدائرة في البلاد والتي دخلت عقدها الثاني منتصف مارس (آذار) الماضي كامل الاحتياطي من القطع الأجنبي الذي كان موجوداً في «مصرف سوريا المركزي» قبل 2011 والبالغ حينها بين 18 و20 مليار دولار أميركي، وفق ما يذكر خبراء اقتصاديون.
ولفت الخبير إلى أن القرار الجديد «يعكس الضائقة المالية التي تعاني منها الحكومة، ويمكن أن يدر عليها مئات الآلاف من الدولارات في ظل وجود أكثر من 6 ملايين لاجئ سوري في دول الجوار والدول الغربية».
وسبق أن أصدرت الحكومة في يوليو (تموز) 2020 قراراً فرضت بموجبه على المواطنين السوريين ومن في حكمهم تصريف 100 دولار أميركي، أو ما يعادلها بإحدى العملات الأجنبية التي يقبل بها «مصرف سوريا المركزي»، عند دخولهم إلى سوريا، وذلك في إطار محاولاتها لرفد خزينة الدولة بالقطع الأجنبي.
وفي ظل الاستياء الكبير الذي خلفه القرار، أصدرت الحكومة في أبريل (نيسان) الماضي، قراراً بإعفاء فئات من المغتربين تشمل المواطنين المهجرين خارج سوريا، الذين سيعودون إلى بلادهم، والموفدين بمهام رسمية، والمواطنين الذين لم يكملوا الـ18 من عمرهم، من تصريف 100 دولار على الحدود.
ويصل سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة السورية في السوق الموازية نحو 3100 ليرة، على حين حدد «مصرف سوريا المركزي» سعر الصرف الرسمي للدولار الأميركي في نشرته بـ2500 ليرة سوريا، وذلك بعد أن كان ما بين 45 - 50 في عام 2010.
وأكد لاجئون عادوا إلى سوريا من دول الجوار، لـ«الشرق الأوسط»، أن قرار الإعفاء من تصريف 100 دولار على الحدود لم يطبق عليهم، لأنهم لا يملكون وثيقة تثبت أنهم «لاجئون» كونهم غير مسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
كما أصدر الأسد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 مرسوماً تضمن تعديلات جديدة بشأن دفع البدل النقدي للمكلفين بالخدمة الإلزامية داخل وخارج سوريا.



«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
TT

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)

تشهد أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، متسببة في انهيارات طينية وصخرية تهدد حياة السكان وتلحق الأضرار بالممتلكات والأراضي، في حين لم تتجاوز البلاد آثار فيضانات الصيف الماضي التي ترصد تقارير دولية آثارها الكارثية.

وتسببت الأمطار الأخيرة المستمرة لمدد طويلة، والمصحوبة بضباب كثيف وغيوم منخفضة، في انهيارات صخرية أغلقت عدداً من الطرق، في حين أوقع انهيار صخري، ناجم عن تأثيرات أمطار الصيف الماضي، ضحايا وتسبب في تدمير منازل بمنطقة ريفية شمال غربي البلاد.

وعطلت الانهيارات الصخرية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (جنوبي غرب) استمرار العمل في تحسين وصيانة طريق هيجة العبد التي تربط محافظة تعز المجاورة بباقي محافظات البلاد، بعد أن أغلقت الجماعة الحوثية بقية الطرق المؤدية إليها منذ نحو 10 أعوام، وتسببت تلك الأمطار والانهيارات في إيقاف حركة المرور على الطريق الفرعية.

أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

ويواجه السائقون والمسافرون مخاطر شديدة بسبب هذه الأمطار، تضاف إلى مخاطر أخرى، مما أدى إلى صعوبة التنقل.

ودعت السلطات المحلية في المحافظة السائقين والمسافرين إلى توخي الحذر الشديد في الطرق الجبلية والمنحدرات المعرضة للانهيارات الطينية والصخرية والانجرافات، وتجنب المجازفة بعبور الوديان ومسارات السيول المغمورة بالمياه.

وكان انهيار صخري في مديرية الطويلة، التابعة لمحافظة المحويت (شمالي غرب)، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة 3 آخرين، بعد سقوط كتلة صخرية هائلة كانت مائلة بشدة فوق منزل بُني أسفلها.

وتزداد الانهيارات الصخرية في المناطق التي تتكون من الصخور الرسوبية الطبقية عندما يصل وضع الكتل الصخرية المائلة إلى درجة حرجة، وفق الباحث اليمني في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض)، أنس مانع، الذي يشير إلى أن جفاف التربة في الطبقات الطينية الغروية أسفل الكتل المنحدرة يؤدي إلى اختلال توازن الكتل الصخرية، وزيادة ميلانها.

ويوضح مانع لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الغزيرة بعد مواسم الجفاف تؤدي إلى تشبع التربة الجافة، حيث تتضخم حبيباتها وتبدأ في زحزحة الكتل الصخرية، أو يغير الجفاف من تموضع الصخور، وتأتي الأمطار لتكمل ذلك التغيير.

انهيار صخري بمحافظة المحويت بسبب أمطار الصيف الماضي يودي بحياة 8 يمنيين (إكس)

وينبه الباحث اليمني إلى خطر يحدق بغالبية القرى اليمنية، ويقول إنها عرضة لخطر الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار أو الزلازل، خصوصاً منها تلك الواقعة على خط الصدع العام الممتد من حمام علي في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وحتى ساحل البحر الأحمر غرباً.

استمرار تأثير الفيضانات

تواصل الأمطار هطولها على أجزاء واسعة من البلاد رغم انتهاء فصل الصيف الذي يعدّ موسم الأمطار الرئيسي، وشهد هذا العام أمطاراً غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان.

وطبقاً لـ«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، فإن اليمن شهد خلال هذا العام موسمين رئيسيين للأمطار، الأول في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، والثاني بدأ في يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر (أيلول)، و«كانا مدمرَين، بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد».

ووفقاً للتقييمات الأولية التي أجرتها «جمعية الهلال الأحمر اليمني»؛ فقد تأثر 655 ألفاً و11 شخصاً، ينتمون إلى 93 ألفاً و573 عائلة بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت البلاد أخيراً، ما أسفر عن مقتل 240 شخصاً، وإصابة 635 آخرين، في 20 محافظة من أصل 22.

فيضانات الصيف الماضي ألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وألحقت الأمطار أضراراً جسيمة بمواقع السكان والنازحين داخلياً ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، وكثير منهم كانوا نازحين لسنوات، حيث أبلغت «المجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية» في اليمن، عن تضرر 34 ألفاً و709 من المآوي، بينها 12 ألفاً و837 تضررت جزئياً، و21 ألفاً و872 تضررت بالكامل.

ونقل التقرير عن «المنظمة الدولية للهجرة» أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل تقديم الرعاية الصحية، وتسبب في تدمير الملاجئ، وتلوث مصادر المياه، وخلق حالة طوارئ صحية، وفاقم التحديات التي يواجهها النازحون.

تهديد الأمن الغذائي

وتعدّ الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة الأعلى تضرراً بـ77 ألفاً و362 هكتاراً، ثم محافظة حجة بـ20 ألفاً و717 هكتاراً، وهو ما يعادل نحو 12 و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، بينما تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً لتقييم «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)».

شتاء قاسٍ ينتظر النازحين اليمنيين مع نقص الموارد والمعونات وتأثيرات المناخ القاسية (غيتي)

وكانت الحديدة وحجة والجوف الأعلى تضرراً، وهي من المحافظات الأكبر إنتاجاً للماشية، خصوصاً في الجوف، التي يعتمد نحو 20 في المائة من عائلاتها على الماشية بوصفها مصدر دخل أساسياً.

وتوقع «الاتحاد» أن العائلات الأعلى تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة، مما يؤدي إلى ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.

وتشمل الاحتياجات الحرجة والعاجلة في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والملابس، والحماية، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والإمدادات الطبية لضمان استمرارية وظائف مرافق الرعاية الصحية.

ودعت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين» إلى التحرك العالمي، والعمل على تخفيف آثار تغير المناخ بالتزامن مع انعقاد «مؤتمر المناخ»، مقدرة أعداد المتضررين من الفيضانات في اليمن خلال العام الحالي بنحو 700 ألف.

وسبق للحكومة اليمنية الإعلان عن أن الفيضانات والسيول، التي شهدتها البلاد هذا العام، أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية.