الجيش الألماني يبدأ نقل مواد وعتاد من أفغانستان

صورة التقطت في مارس الماضي لقائد الجيش الأفغاني دوست نزار يراقب بمنظار بؤرة لعناصر «طالبان» بالقرب من سد كاجاكي شمال شرقي مقاطعة هلمند (أ.ف.ب)
صورة التقطت في مارس الماضي لقائد الجيش الأفغاني دوست نزار يراقب بمنظار بؤرة لعناصر «طالبان» بالقرب من سد كاجاكي شمال شرقي مقاطعة هلمند (أ.ف.ب)
TT

الجيش الألماني يبدأ نقل مواد وعتاد من أفغانستان

صورة التقطت في مارس الماضي لقائد الجيش الأفغاني دوست نزار يراقب بمنظار بؤرة لعناصر «طالبان» بالقرب من سد كاجاكي شمال شرقي مقاطعة هلمند (أ.ف.ب)
صورة التقطت في مارس الماضي لقائد الجيش الأفغاني دوست نزار يراقب بمنظار بؤرة لعناصر «طالبان» بالقرب من سد كاجاكي شمال شرقي مقاطعة هلمند (أ.ف.ب)

بدأ الجيش الألماني نقل مواد ومعدات من مهمته في أفغانستان. وأعلنت قيادة العمليات، أمس الثلاثاء، أنه من المقرر نقل أكثر من 120 مركبة و6 طائرات هليكوبتر. وبحسب البيانات، ستُجرى عمليات النقل على متن طائرات شحن من طراز «إن اش90»، والتي تعدّ من كبرى طائرات النقل في العالم. وتوجهت أول طائرتي هليكوبتر من طراز «إن اش90» إلى ألمانيا بالفعل أمس الثلاثاء، وكان منتظراً أن تصلا إلى مطار لايبتسيغ في وقت لاحق أمس. ويعتزم «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» إنهاء مهمة «الدعم الحازم» التدريبية في أفغانستان بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل على أقصى تقدير. وسوف تُسحب غالبية القوات قبل ذلك التوقيت وفقاً للخطط الحالية. وقبل انسحاب الجيش الألماني من أفغانستان، يرغب جزء كبير من الموظفين المحليين هناك في الحصول على الحماية في ألمانيا. وبحسب معلومات وكالة الأنباء الألمانية، تقدم بطلب للحصول على الحماية أكثر من 450 موظفاً محلياً يعملون حالياً أو عملوا خلال العامين الماضيين لدى القوات الألمانية بأفغانستان، وهو ما يمثل أكثر من 80 في المائة من الأشخاص في هذه الفئة، والتي تشمل أيضاً أفراد أسرهم. بالإضافة إلى ذلك؛ هناك نحو 300 طلب مقدم من أفغان عملوا سابقاً معاونين لكنهم لم يبلغوا عن أي تهديد خلال مهلة السنتين المحددة للإبلاغ. وقد يمكن أن يكون من بينهم أيضاً موظفو شركات المقاولات الذين لم يعيّنوا بشكل مباشر من قبل الجيش الألماني.
من جهة أخرى، أعلن «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)» التابع للأمم المتحدة، أول من أمس، أن النزوح وقع في 29 إقليماً من إجمالي 34 إقليماً في أفغانستان. ويشمل العدد ما لا يقل عن 14 ألفاً و764 أسرة، ويمثل الأطفال والقصّر دون سن 18 عاماً 60 في المائة على الأقل من النازحين. وفي العام الماضي، استغرق الأمر حتى أواخر يوليو (تموز) للوصول إلى عدد «100 ألف نازح داخلياً». وبحسب بيانات «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية»، سُجّلت أعلى الأرقام في الأقاليم الشرقية والشمالية الشرقية من البلاد. وفي العام الماضي، نزح نحو 400 ألف شخص داخلياً بسبب الصراع في جميع أنحاء أفغانستان، وفقاً لتقرير «مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية».
واشتد الصراع بين حركة «طالبان» وقوات الحكومة الأفغانية في الأشهر الأخيرة. وارتفع عدد هجمات «طالبان» وعدد الضحايا المدنيين بشكل كبير في الربع الأول من هذا العام، وفقاً لأرقام الجيش والأمم المتحدة. ومع بدء الانسحاب الرسمي للقوات الأميركية وقوات «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» في 1 مايو (أيار) الحالي، شنت «طالبان» هجمات إضافية في أقاليم عدة. وأعلنت كل من «طالبان» والحكومة إلحاق كلتيهما خسائر فادحة بالجانب الآخر. ويخشى المراقبون من أن تكون الهجمات الأحدث مجرد بداية للهجمات السنوية لـ«طالبان». وقد يزداد هذا أكثر بمجرد اكتمال انسحاب القوات الأميركية وقوات «حلف شمال الأطلسي (ناتو)».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».