القضاء على 5 إرهابيين في جبال القصرين وسط غربي تونس

جنود من فرقة مكافحة الإرهاب التونسية بعد القضاء على عدد من المتطرفين في محافظة القصرين وسط غربي تونس أكتوبر 2014 (رويترز)
جنود من فرقة مكافحة الإرهاب التونسية بعد القضاء على عدد من المتطرفين في محافظة القصرين وسط غربي تونس أكتوبر 2014 (رويترز)
TT

القضاء على 5 إرهابيين في جبال القصرين وسط غربي تونس

جنود من فرقة مكافحة الإرهاب التونسية بعد القضاء على عدد من المتطرفين في محافظة القصرين وسط غربي تونس أكتوبر 2014 (رويترز)
جنود من فرقة مكافحة الإرهاب التونسية بعد القضاء على عدد من المتطرفين في محافظة القصرين وسط غربي تونس أكتوبر 2014 (رويترز)

أكد حسام الدين الجبابلي المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني - وزارة الداخلية التونسية - نجاح أجهزة مكافحة الإرهاب في تونس في القضاء على خمسة عناصر إرهابية بمرتفعات جبل الشعانبي من ولاية (محافظة - القصرين) وسط غربي تونس خلال عملية مشتركة بين وحدات الحرس ووحدات الجيش التونسي، وذلك بناءً على معلومات دقيقة، وقد تم حجز ستة أسلحة من نوع كلاشنكوف خلال نفس العملية على حد تعبيره. وذكرت مصادر أمنية تونسية أن مرتفعات منطقة القصرين قد شهدت خلال الليلة قبل الماضية، عملية مشتركة تمكنت خلالها وحدات الحرس والجيش من الإيقاع بالعناصر الإرهابية دون حدوث مواجهات مسلحة كما جرى في عدد من العمليات السابقة، وتوقعت وجود عناصر إرهابية أجنبية ضمن من قتلوا في هذه العملية، وتوقعت نفس المصادر أن يكون عدد العناصر الإرهابية التي تم الإيقاع بها مرشحاً للارتفاع. وفي هذا السياق، أكد عدد من الخبراء التونسيين في مجال التنظيمات الإرهابية على غرار علية العلاني وفيصل الشريف وبدرة قعلول، أن مخاطر الإرهاب المهدد لاستقرار تونس وأمنها لا تزال قائمة وأن الحرب لم تنته بعد. وأشاروا إلى التكتيك الجديد الذي باتت تعتمده السلطات التونسية حيث تسعى إلى تضييق الخناق على الحاضنة الاجتماعية للإرهاب ولكل وسائل الدعم المالي واللوجيستي الذي كان يقدم لها، وهو ما يجعل الكثير من العناصر الإرهابية ينزلون من المناطق الجبلية صعبة المراس ويتوجهون إلى المناطق القريبة من الغابات للتزود بالأغذية على وجه الخصوص وهو ما يسهل عمليات اصطيادهم على حد تعبيرهم. على صعيد متصل، أكدت مصادر أمنية تونسية الكشف عن عنصر متشدد بإحدى القرى الجبلية من ولاية القصرين التي كانت مسرحاً لهذه العملية الأمنية والعسكرية الناجحة، وهو عنصر إرهابي ناشط ضمن كتيبة عقبة بن نافع الفارة بالجبال التونسية والمبايعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب» وذلك بعد أن استنفد كل محاولاته في النفير لإحدى مناطق النزاع المسلح التي تحول لها الآلاف من التونسيين.
وبإحالته إلى أنظار العدالة بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب من قبل الوحدة المذكورة، أذن حاكم التحقيق المتعهد بالملف بإيداعه السجن في انتظار استكمال التحريات الأولية والكشف عن إمكانية امتداد علاقاته الإرهابية إلى عناصر أخرى من نفس المنطقة، علاوة على ما قد يعرفه من معطيات مهمة حول العناصر المتطرفة، التي تمت الإطاحة بها في نفس المنطقة التي كان ينوي التوجه إليها.



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».