الإصلاحيون بين ثنائي جهانغيري ـ لاريجاني والمخاوف من تدني الإقبال

مدير مكتب الرئيس الإيراني السابق: العزوف عن المشاركة منافس أساسي لمرشحي الطرفين

الإصلاحيون بين ثنائي جهانغيري ـ لاريجاني والمخاوف من تدني الإقبال
TT

الإصلاحيون بين ثنائي جهانغيري ـ لاريجاني والمخاوف من تدني الإقبال

الإصلاحيون بين ثنائي جهانغيري ـ لاريجاني والمخاوف من تدني الإقبال

يقف الإصلاحيون في إيران عند مفترق طرق بين دعم الإصلاحي إسحاق جهانغيري نائب الرئيس الحالي، أو رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني الذي ابتعد من تياره المحافظ بسبب مواقفه المؤيدة للاتفاق النووي.
وبدأ مجلس «صيانة الدستور»، أمس، اجتماعاته المكثفة لدراسة طلبات الترشح. ومساء الأحد، قال المتحدث باسم «صيانة الدستور»، عباس كدخدائي، إن عملية النظر في طلبات الترشح ستقتصر على 40 طلباً من بين نحو 600 طلب جرى تسجيلها على مدى 5 أيام من قبل لجنة الانتخابات التابعة لوزارة الداخلية الإيرانية.
وبعد ساعات قليلة من بداية دراسة طلبات المرشحين، أفاد موقع «إصلاحات برس»، عبر شبكة «تلغرام»، بأن «صيانة الدستور» رفض المصادقة على ملفات أمين عام مجلس تشخيص مصلحة النظام الجنرال محسن رضائي، والجنرال سعيد محمد مستشار قائد «الحرس الثوري»، وقائد مجموعة «خاتم الأنبياء» الذراع الاقتصادية لـ«الحرس».
وسارع كدخدائي إلى نفي تلك المعلومات، وقال في بيان، عبر موقع «صيانة الدستور»، إن الأسماء المنشورة في المواقع الخبرية لا صحة لها، وإن «صيانة الدستور» يكذب هذه الأخبار بشكل مطلق، مطالباً الإيرانيين بتجاهل الأخبار «غير الموثوقة الكاذبة» التي تنشرها وسائل الإعلام الإيرانية عن دراسة طلبات الترشح، ولوح بملاحقة قضائية للأشخاص الذي ينشرون معلومات «قبل موعدها»، حول الموافقة أو عدم الموافقة على المرشحين للرئاسة.
بدوره، حذر رئيس لجنة الانتخابات الإيرانية، جمال عرف، من انطلاق حملة الدعاية للمرشحين قبل إعلان نتائج دراسة طلبات الترشح من مجلس «صيانة الدستور»، وقال: «إذا انتهت عملية النظر في الطلبات خلال 5 أيام ستعلن النتائج، وإلا ستمدد الفترة لـ5 أيام إضافية»، مشدداً على أنه «لن تكون هناك أي دعاية أو تجمعات انتخابية خلال هذه الفترة».
ولفت إلى أن وزارة الداخلية تعمل على بروتوكول للحملات الانتخابية، حسب أوضاعها في جائحة كورونا، مغلقاً الباب نهائياً أمام أي حملة انتخابية في المدن المصنفة في النطاق الأحمر، داعياً في الوقت نفسه وسائل الإعلام إلى استخدام أقصى طاقاتها عبر الإنترنت خلال الحملات الانتخابية.
وأثارت صحيفة «شرق» الإصلاحية سؤالاً أساسياً حول إمكانية دعم رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، ورأت أن الإجابة عنه صعبة قبل إعلان نتائج النظر في طلبات الترشح، لكنها لمحت إلى احتمال أن يتجه الإصلاحيون إلى دعم لاريجاني ضد رئيس القضاء إبراهيم رئيسي، إذا رفضت طلبات المرشحين الأساسيين للتيار الإصلاحي.
وتوقعت انسحاب كثير من المرشحين الإصلاحيين من السباق لصالح المرشح النهائي، سواء كان الانسحاب مباشراً بعد نهاية مرحلة النظر في الطلبات أو في أثناء الحملة الانتخابية أو في اليوم الأخير على نهاية الحملة الانتخابية أو بعد نهاية المناظرات التلفزيونية. وبذلك، لم تستعبد الصحيفة أن يواجه الإصلاحيون مفترق طرق بين لاريجاني وجهانغيري، ورهنت الخيار بينهما بقدرتهما على المنافسة مع رئيسي.
وغداة تقديمه طلب خوض الانتخابات الرئاسية، باشر إسحاق جهانغيري، نائب الرئيس الإيراني، ترتيب أوراقه الانتخابية. وتقدم أمس بطلب إلى الرئيس حسن روحاني للحصول على إجازة عمل حتى يوم الانتخابات، بهدف التركيز على حملته الانتخابية، وعدم استخدام مرافق ومجال عمل الحكومة، حسبما ذكرت وكالة نادي المراسلين الشباب.
ويخشى الإصلاحيون أن يرفض طلب جهانغيري، خاصة أن ترشحه يأتي بعد أسبوعين من إعادة اعتقال شقيقه مهدي جهانغيري بتهمة «التهريب الاحترافي للعملة» و«جني الأموال غير المشروعة»، وعدوا أن توقيت اعتقاله يشي بمحاولة لإبعاد جهانغيري عن الانتخابات. ويعول الإصلاحيون على علاقاته «الجيدة» مع مكتب «المرشد» الإيراني ودوائر صنع القرار وأركان النظام للعودة إلى أهم منصب تنفيذي في البلاد.
وأوردت مواقع إصلاحية أن جهانغيري اختار 7 أعضاء للجنة الاستراتيجية في حملته الانتخابية، من بينهم محمد رضا جلائي بور مسؤول الحملة الانتخابية للزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي في انتخابات 2009، وشهيندخت مولاوردي مساعدة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة في حكومة روحاني الأولى، وحسين مرعشي المتحدث باسم حزب «كاركزاران»، فصيل الرئيس السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني. وقالت مصادر إن جهانغيري اختار مرعشي رئيساً لحملته الانتخابية.
وفي شأن متصل، ذكرت وكالة «مهر» شبه الرسمية أن لاريجاني اختار فريقه الانتخابي من بين نواب البرلمان المستقلين، وهي الكتلة التي تزعمها خلال فترة رئاسته بالبرلمان، وشكلت عنصراً مهماً لحسم القرارات في البرلمان، وكانت من نقاط القوة بيد لاريجاني للقيام بمساومات مع حلفائه في التيار المحافظ أو الائتلاف المعتدل والإصلاحي.
ومن بين الأسماء التي أشارت إليها وكالة «مهر» النائب غلام رضا تاجغردون الذي رفضت أهليته للدخول إلى البرلمان على الرغم من فوزه في الانتخابات التشريعية، وذلك بسبب شبهات حول ارتكابه تجاوزات مالية. وكذلك ينوي لاريجاني ضم النائب الإصلاحي السابق علي رضا رحيمي، المقرب من الرئيس محمد خاتمي. كما يحظى لاريجاني بدعم حزب «جبهة خط الإمام والمرشد»، وأمينه العام المحافظ محمد رضا باهنر.
وتوقع باهنر، قبل أسبوعين، أن يكون لاريجاني أحد المرشحين لدى «جبهة وحدة المحافظين» التي تدعم بشكل أساسي رئيس القضاء إبراهيم رئيسي. وتنفي لجنة «وحدة المحافظين» دعم أي مرشح آخر غير رئيسي، حسب ما أوردته وكالة «إيلنا» أمس.
وفي مقابلة خاصة نشرها موقع «جماران»، التابع لمكتب الخميني، أمس، اتهم باهنر الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بالسعي وراء دفع السلطات إلى اعتقاله، معتبراً ذلك «أفضل ما يمكن أن يحدث لأحمدي نجاد»، وقال: «أعتقد أن الأمر وصل بأحمدي نجاد إلى مستوى ينادي فيه: تعالوا اسجنونني؛ اعتقاله يمكن أن يكون أفضل حدث له، لكن النظام أكبر وأذكى من أن يمنح أحمدي نجاد هذه الفرصة».
وكتب الصحافي الإصلاحي أحمد زيد آبادي، في حسابه عبر شبكة «تلغرام»: «باهنر لم يوضح أي جنحة ارتكب أحمدي نجاد لكي يعتقل! لأنه قال إنه لن يشارك في الانتخابات إذا رفض طلبه للترشح؟ هل يوجد مكان في العالم يجرم شخصاً ويعتقله لأنه لم يشارك في الانتخابات بعد رفض أهليته لخوض الانتخابات؟!». وأضاف: «بعض النظر عن ذلك، إذا كان عدم اعتقال أحمدي نجاد نتيجة ذكاء وكبرياء النظام، فلماذا لم يشمل ذلك مئات الآخرين من المواطنين المعتقلين».
ورأي زيد آبادي أن اعتقال أحمدي نجاد «بات مكلفاً للنظام، بسبب دعم غير مسبوق حصل عليه من المحافظين في السابق».
- معادلات الانتخابات
قال محمد علي أبطحي، رئيس مكتب الرئيس الإصلاحي، لوكالة «إيلنا» الإصلاحية، إن «تسونامي» تسجيل طلبات الترشح في اليوم الأخير (السبت الماضي) «بعثر المعادلات» المطروحة للانتخابات، خاصة في المعسكر المحافظ الذي كان يجمع على رئيسي، قبل تسجيل سعيد جليلي مستشار «المرشد» الإيراني. وتوقع أبطحي أن تشهد الانتخابات جولة ثانية، وأن يحصل جليلي على جزء كبير من أصوات رئيسي، وهو ما يزيد من صعوبة مهمة رئيس القضاء الحالي.
وطالب أبطحي «صيانة الدستور» بالموافقة على طلبات الترشح من التيارين، وقال: «المشاركة في خطر. في واقع الأمر، إن عدم المشاركة هي المنافس الأساسي للمرشحين الإصلاحيين والمحافظين؛ يجب أن تكون الأجواء مفتوحة لكي يكون ثمة أمل للأجزاء الرمادية التي لم تتخذ قرار المشاركة في الانتخابات بعد، حتى يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع»، وأضاف أنه إذا تغيرت «سياسة لجنة (صيانة الدستور)، فعملياً ستكون أجواء المشاركة أكثر، لكني لا أتوقع ذلك».
وطرح الكاتب المنظر الإصلاحي عباس عبدي عدة أسئلة على المرشحين في الانتخابات الرئاسية، داعياً إلى «تجنب الشعارات الفارغة لأن الناس متشائمون بما فيه الكفاية، والأهم من ذلك: ماذا بإمكانكم القيام به لحل الثغرات الإدارية داخل هيكل السلطة؟ مع هذا الكم من التوتر، من المستحيل إدارة شؤون البلاد».
وكتب عبدي، في مقال بصحيفة «اعتماد» الإصلاحية: «قبل كل شيء، كيف يريدون إحياء الأمل والثقة المفقودة لدى الناس؟ دون الأمل في المستقبل ونيل الثقة بالمسؤولين لن تحل أي مشكلة»، مشيراً إلى تفاعل الشارع الإيراني مع الانتخابات الرئاسية قبل 6 أشهر، أو على الأقل 3 أشهر، في الاستحقاقات السابقة. وأضاف: «لا شك أن هذا التأخير لا يرجع إلى التواضع، وعدم سعي الأشخاص للقوة؛ ما نعرفه أن هذه القيم لم يعد لها بائع، حتى لو كان هناك من يشتريها».



كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

كاتب إسرائيلي يقترح دعوة الجولاني للصلاة في الأقصى

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

في الوقت الذي يُجمع السياسيون الإسرائيليون على الشكوك إزاء سياسة القادة الجدد لسوريا ما بعد بشار الأسد، ويُحذِّرون من سيطرة الفكر المتطرف ويساندون العمليات الحربية التي قام بها الجيش الإسرائيلي لتحطيم الجيش السوري، ويعدّونها «خطوة دفاعية ضرورية لمواجهة هذه الاحتمالات والأخطار»، بادر الكاتب والمؤرخ آفي شيلون إلى طرح مبادرة على الحكومة الإسرائيلية أن توجِّه دعوة إلى قائد الحكم الجديد في دمشق، أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) إلى زيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى.

وقال د. شيلون، وهو مؤلف عدة كتب في السيرة الذاتية لقادة إسرائيليين ومُحاضر في جامعات أميركية وإسرائيلية، إن «سقوط سوريا، إلى جانب وقف النار المحفوظ تجاه (حزب الله) المهزوم في الشمال، والشائعات عن صفقة -وإن كانت جزئية- لتحرير المخطوفين في غزة، يضع إسرائيل، لأول مرة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) في موقف تفوق استراتيجي. فإذا كان يبدو في بداية الحرب أن الحديث يدور تقريباً عن حرب الأيام الستة للعرب وأن إسرائيل فقدت من قوتها بعد أن هوجمت من الشمال والجنوب والشرق... يبدو الآن أن الجرة انقلبت رأساً على عقب. السؤال الآن هو: ما العمل في ضوء التفوق الاستراتيجي؟

مستوطنون يقتحمون «الأقصى» (أرشيفية - وفا)

وأضاف شيلون، في صحيفة «هآرتس»، الخميس: «لقد سبق لإسرائيل أن وقفت أمام تفوق مشابه، وفي حينه أيضاً لم يُستغَل كما ينبغي. في 2011 بدأ الربيع العربي الذي أدى إلى انهيار دول عربية، فيما وجدت إسرائيل نفسها جزيرة استقرار وقوة في منطقة عاصفة. (حزب الله) أخذ يغرق في حينه في الحرب الأهلية في سوريا لكن بدلاً من استغلال الوضع ومهاجمته فضَّلت إسرائيل الانتظار حتى تعاظمت قوته وفي النهاية هاجمنا. الربيع العربي جلب أيضاً فرصاً سياسية. لكن بدلاً من الدفع قدماً بتسوية مع الفلسطينيين فيما نحن في موقف تفوق والعالم العربي في ضعفه، اختار نتنياهو التباهي في تلك السنين بما سمّاه (العصر الذهبي) لإسرائيل، واتهم معارضيه بأنهم (محللون). المسألة الفلسطينية دُحرت بالفعل في حينه إلى الزاوية إلى أن تفجرت علينا بوحشية في 7 أكتوبر. هكذا حصل بحيث إنه باستثناء (اتفاقات إبراهام)، التي هي الأخرى تحققت بقدر كبير بفضل إدارة ترمب السابقة، إسرائيل لم تستغل الربيع العربي لصالح مستقبلها».

ومن هنا استنتج الكاتب أن على إسرائيل أن تستغل هذه المرة ضعف المحور الإيراني والتطلع إلى صفقة كاملة في غزة تعيد كل المخطوفين مقابل إنهاء الحرب، بالتوازي مع تغيير حكم «حماس»، المنهار على أي حال، إلى سلطة فلسطينية خاضعة للرقابة، إلى جانب وجود دول عربية هناك. بالتوازي ينبغي التوجه إلى الفلسطينيين بعرض لاستئناف محادثات السلام. نعم، الآن بالتحديد، حين يكون واضحاً للفلسطينيين أيضاً أن «حماس» فشلت وأعداء إسرائيل في ضعفهم، من المجدي مرة أخرى تحريك المسيرة السياسية. كما أن الأمر سيساعد على تحسين صورتنا في العالم. ويمكن التفكير أيضاً في مبادرة جريئة تجاه سوريا الجديدة، فمنذ الآن الإيرانيون والروس والأتراك والأميركيون يحاولون تحقيق نفوذ على الحكم، فلماذا إذن لا نفاجأ نحن بدعوة الجولاني لزيارة القدس، بما في ذلك الصلاة في الأقصى، مثل زيارة أنور السادات في 1977؟ فإذا كان هذا يبدو شيئاً من الخيال، فإنه يمكنه أيضاً أن يكون مبادرة حتى أهم من زيارة السادات، وذلك لأنه إذا ما استجاب الجولاني للدعوة فإنها يمكنها ان تشكل مصالحة مع العالم الإسلامي وليس فقط مع دولة سوريا.